يا جماهير شعبنا الأبي..
تحل الذكرى السنوية لثورة الثامن من آذار التي شكلت حدثاً تاريخياً مهماً نقل سورية من حالة الفوضى والاضطرابات وحكم الاقطاع والانفصال الأسود إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تخدم الجماهير الكادحة وتدعم الاستقلال والحرية بالبناء وإعلاء البنيان الذي يوطد الاستقلال الوطني والوحدة الوطنية.
لقد عملت ثورة البعث الخالدة لبناء نهضة شاملة قائمة على سواعد الكادحين من أجل الوصول إلى سورية الناهضة بإبداع شعبها وقوة دولتها ومتانة اقتصادها الوطني، وقد حققت سورية ما بعد ثورة الثامن من آذار العدالة الاجتماعية والمساواة ونهض وطننا اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعلمياً خاصة بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد، حيث دعم ما سبق ذكره من إنجاز ببناء دولة المؤسسات، وأرسى ثوابت مازلنا نسير عليها إلى يومنا هذا على الرغم من الحرب العدوانية الإمبريالية الصهيونية الرجعية الشرسة التي مازلنا نجابهها والتي تكمل بعد أيام عامها الثامن.
لقد أرادوا من هذه الحرب تدمير سورية وتفتيتها وإخضاعها وتجريدها من كل قوتها لتكون ذليلة تابعة لهيمنة الإمبريالية والصهيونية مسلوبة الإرادة والقرار.
إلا أن ما يدعو للارتياح أن وطننا بشعبه الصامد وجيشه الباسل وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الحكيمة، استطاع أن يقضي على أدوات الحرب أولاً من قوى إرهابية وتكفيرية قتلت ودمرت وارتكبت أبشع المجازر التي طالت البشر والحجر وأن ينظف مساحات شاسعة من أرض سورية من هؤلاء القتلة وهو ماض بعزيمة جيشه في مجابهة كل معتد.
ويشكل إسقاط الطائرة الإسرائيلية مؤشراً مهماً يدل على أننا ماضون في نهجنا الوطني التحرري لم ولن نحيد عنه مهما كان الثمن وغلت التضحيات.
يا عمال سورية الأوفياء..
نعرف أن ذكرى الثورة محفورة في قلوبكم لأنها ثورتكم.. الثورة التي أنصفتكم وأعطتكم الكثير من الإنجازات والمكاسب ووفرت لكم ولأبنائكم فرص العمل والتعليم المجاني والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية والنقابية فأسهمتم من مواقع متقدمة في بناء صروح النهضة التي شهدتها سورية على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، تماماً كما أسهمتم في السنوات القليلة الماضية في تعزيز الصمود الوطني فكنتم جنوداً فاعلين في معارك الدفاع عن الوطن ورافداً لجيشنا العربي السوري.
إننا ندعوكم اليوم إلى مزيد من العمل لنعيد بناء ما دمره الإرهابيون والمعتدون، ونبني سورية الحصينة المستقرة المتلاحمة وطنياً، العصية على كل معتد، وستبقى أهداف ثورة آذار خالدة مهما كبرت الاستهدافات وعظمت التضحيات، وستبقى سورية حرة أبية موحدة شامخة كما عرفها الأحرار.
كل التحية لثورة البعث الخالدة..
المجد والخلود للشهداء..
تحية لجيشنا الباسل وهو يسطر الإنجازات تلو الأخرى في الدفاع عن الوطن..
لقائدنا الحكيم الشجاع الباسل السيد الرئيس بشار الأسد نجدد عهد المحبة والولاء والوفاء مؤكدين اعتزازنا بقيادته وهو يمضي بنا على طريق النصر الشامل.
دمشق 8/3/2018
المكتب التنفيذي
في الاتحاد العام لنقابات العمال
في الجهورية العربية السورية
