استطاعت الطبقة العاملة ورغم الاستهداف الكبير والممنهج لمقومات الاقتصاد الوطني وتدمير معامله وشركاته ومؤسساته واستهداف كوادره، استطاعت الاستمرار في العمل وإدارة عجلة الإنتاج وتأمين الجزء الأكبر من احيتاجات المواطن السوري رغم الحصار الاقتصادي الظالم على سورية وقد كانت الطبقة العاملة رديفاً حقيقياً للجيش العربي السوري تنتج بيد وتدافع عن معاملها بيد أخرى، وفي هذا السياق قال علي مرعي رئيس مكتب نقابة عمال النفط بدمشق إن عمالنا قاموا بأعمال بطولية تجلت بمواجهتهم لمخاطر كبيرة في مواقع العمل في حقول النفط والغاز والتي كانت تعرضت لأعمال إرهابية وسرقة مقدراتها وتدمير تجهيزاتها، وبجهودهم المستمرة تم التمكن من إعادة تشغيل بعض تلك المعامل، بعد عمليات التأهيل وكذلك تجلت الأعمال المهمة التي أنجزها عمالنا بمواجهتهم للمخاطر الكبيرة وقيامهم بأعمال إطفاء بعض آبار الغاز التي كانت مشتعلة، والتي تم السيطرة عليها بالإمكانات المتوافرة رغم أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى تجهيزات ومعدات متطورة وضخمة، تقنية وآلية متطورة.
ولفت مرعي إلى أن النقابة حرصت خلال عملها العام الماضي والذي درجت عليه خلال السنوات السابقة على متابعة شؤون واحتياجات العمال في مختلف مواقع العمل وحرصت على تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لهم، ضمن الأنظمة المتبعة، واستمرت بالسعي مع الجهات المعنية في مختلف المجالات لحل المشكلات والمتاعب التي يتعرضون لها مع إداراتهم وفي مواقع العمل لتحسين شروط العمل وتأمين الظرف الأنسب للعامل ليتمكن من تقديم كل جهد ممكن له بالشكل المناسب.
وعليه فقد تم التأكيد على الاهتمام بالوضع الصحي للعامل المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية وتحسين أداء الخدمات الصحية التي تقدمها المشافي ومستوصفات وعيادات التأمينات الاجتماعية ومراكزها، هنا يتم متابعة كافة عقود التأمين للمؤمن عليه ضمن التجمعات العمالية من خلال متابعة العمال وطبابتهم، والاهتمام بمسألة الضمان الصحي حيث جرت المطالبة هنا بتشميل عمال المؤسسة العامة للجيولوجيا بالضمان الصحي كونهم لم يشملوا به، ومتابعة الاهتمام بالأوضاع الصحية للعاملين ومراقبة مدى تقيد الإدارات وأصحاب العمل بتطبيق القوانين والأنظمة وبخاصة إجراء الفحص الدوري للعاملين، وتوفير وسائل الأمن الصناعي وتشجيع قيام لجان الأمن الصناعي وتعزيز دورها.
وخلال استمرار النقابة بالسعي لتأمين الشروط الأنسب للعامل في مجال الخدمات الاجتماعية، يتم الاهتمام بأنماط الخدمات المتعددة المتاحة في التجمعات العمالية والتعاون مع الجهات المعنية لتحسين تلك الأنماط والارتقاء بنوعيتها وتوفيرها بأفضل وأسهل السبل، والاهتمام بالتأمين الاجتماعي على العاملين ومتابعة أمور السكن العمالي لدى الجمعيات وإداراتها والاهتمام بتطوير عمل الجمعيات الاستهلاكية النقابية والمساهمة بتطوير العمل الاستهلاكي، والعمل على فتح دور الحضانة في التجمعات العمالية.
كما تعمل النقابة على الاهتمام بالقوى العاملة وشروط عملها ومعيشتها باعتبارها عنصرا هاما له اسهامات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاهتمام بقضايا التدريب والتأهيل وإعادة التأهيل وربطها بخطط التنمية وبحاجات الاقتصاد الوطني الآنية والمستقبلية، وإيجاد القاعدة المعلوماتية لقوة العمل ودورانها في قطاع عمل النقابة وحركة التشغيل وحصر البطالة الكاملة والجزئية والتعرف على حجم الطلب الداخلي والخارجي عليها، وحصر القوى العاملة الأجنبية والقوى العاملة الوطنية المتسربة من المهنة لخارج القطر، واختصاصها ما أمكن والسعي لعدم منافسة قوة العمل الأجنبية لقوة العمل الوطنية في المهنة، بحيث يسعى مكتب النقابة وخاصة خلال ظروف الحرب العدوانية على سورية لسد القوى العاملة الوطنية والقيام بمفاصل العمل المتسربة وعدم الاستعانة بالعمالة الأجنبية ويوجد خبرات وطنية كثيرة يجب الاستفادة منها، ويتدخل مكتب النقابة وأمانة العمل لحل أي خلاف يقع بين العاملين والإدارة وهذا ما ينعكس إيجاباً على العمل والإنتاج.
من جهة ثانية أوضح مرعي أن مكتب النقابة مستمر بمتابعة أمور العمال وما يهم قضايا التسريح والعمل على التفتيش على طبيعة العمل وتطويره ومتابعة أمور التسريح الطبي للعمال حسب المرض وطلب العامل، ومتابعة مسائل تعويض طبيعة العمل لمستحقيه وإعطائهم حقهم بهذا التعويض، كما يتابع مكتب النقابة أسر العمال الشهداء الذين استشهدوا في مواقع العمل بالتنسيق مع اتحاد عمال دمشق مع الشكر للقيادة النقابية التي تقوم بمتابعة ذوي الشهداء ومنحهم الوثيقة المطلوبة ليتقدموا بها للمسابقات المعلن عنها من قبل الجهات العامة.
إلى جانب هذا فإن النقابة تعمل على متابعة مفاصل العمل الإنتاجية ومراقبة الإنتاج بحيث يتم تنفيذ الخطوات الموضوعة من قبل الإدارة وزيادة الإنتاج على الخطة وتأمين مطالب وراحة العمال الإنتاجيين للوصول إلى أفضل حالة للإنتاج، ويسعى مكتب النقابة دائماً إلى محاربة الهدر والفساد بكافة أنواعه ويحاول دائماً أن يكون تعيين الأشخاص المناسبين في المكان المناسب لما لهذا الأمر من أهمية، كما تسعى النقابة وتعمل على حث الكوادر العلمية والفنية لإعطاء آرائهم وتقديم ما عندهم من مبادرات ومهارات علمية أو فنية ليتم تقديمها للإدارة والاستفادة منها لعملية التطوير العلمي، كما يجري توعية العاملين بالقطاع النفطي وتثقيفهم لمعرفة ما لهم وما عليهم من خلال ما نصت عليه القوانين النافذة التي ترعى مصالح العمال، كما تتم متابعة الشكاوى العمالية لدى القضاء ويتم رفع دعوى قضائية باسم مكتب النقابة بتكليف من العاملين ومتابعتها من قبل رئيس النقابة، وقد بلغ حجم الإعانات المقدمة من صندوق المساعدة الاجتماعية في النقابة الممنوحة للعمال المنتسبين ما قيمته 24 مليونا و677 ألفا و845 ليرة توزعت على إعانات ولادة وزواج ووفاة وأدوية ونهاية خدمة (تقاعد واستقالة) وتحاليل وإعانات مالية وإعانات معالجة ومعاينة، كما تم تعديل نظام صندوق المساعدة الاجتماعية بخصوص نهاية الخدمة بحيث تم رفع نسبة التعويضات المقدمة من الصندوق.
ولفت مرعي إلى أن مكتب النقابة مستمر في متابعة التوصيات التي تهم قضايا العمل والعمال وهي المطالبة بزيادة الرواتب والأجور لكافة العاملين في القطاعين العام والخاص، وضرورة العمل على فتح السقوف والرواتب للاستفادة من الزيادة الدورية لمن وصلت رواتبهم إلى السقف، وتكريس تدخل الدولة بتفعيل الرقابة التموينية من أجل لجم جشع التجار والسماسرة والحد من الارتفاع في الأسعار وتحقيق التوازن بين الرواتب والأسعار، وزيادة قيمة الوجبة الوقائية بما يتناسب مع الغلاء الفاحش، والعمل على تثبيت العمال المؤقتين وتحويل عقودهم إلى عقود سنوية، وتشميل العاملين في مجال المهن الخطرة في الشركات التابعة لنقابة عمال النفط والثروة المعدنية بطبيعة العمل نظراً للأعمال المجهدة والخطرة التي يقوم بها العمال، والإسراع بتوزيع المساكن العمالية لمستحقيها وترميم المساكن التي دمرت من قبل العصابات الإرهابية مع تشميل القطاع الخاص بالسكن العمالي.
وكما يؤكد مكتب النقابة على ترسيخ مبدأ القيادة الجماعية والعمل المؤسساتي وإعادة بناء القطاع العام والانطلاق للعمل والإنتاج وتطوير القطاعات بأيدي وطنية ومكافحة الفساد ونشر ثقافة العمل وحس الروح الوطنية في مختلف مواقع العمل، والمساهمة بتطوير القوانين بما يخدم المنشآت والتجمعات الإنتاجية وتطوير الخدمات الاجتماعية للعمال ورفع بنود المساعدة سنوياً.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي