احتفلت شعوب العالم بقدوم العام الجديد كل على طريقته ووفق طقوسه الخاصة به، أما الشعب السوري فكان احتفاله مختلفاً وجاء على وقع انتصارات جيشه المقدام وتحريره الكثير من المناطق من رجس الإرهاب وداعميه وتحقيق إنجازات نوعية.
الإنجاز الأكبر كان القضاء على تنظيم داعش الإرهابي صنيعة الولايات المتحدة، ودحره في الكثير من المناطق، ليتفرغ الجيش العربي السوري والقوات الحليفة حالياً لتحرير محافظة إدلب من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الموجودة هناك المدعومة من قبل الإدارة الأمريكية ونظام أردوغان السفاح الذي كان له دور كبير في سفك الدماء السورية. ورغم قيام الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي بتقديم المزيد من الدعم للإرهابيين المرتزقة في جبهتي الجنوب والشمال إلا أن مخططاتهما فشلت فشلاً ذريعاً في تقسيم سورية وإقامة ما يسمى «أحزمة أمنية» وباتت مجموعاتهما الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت ضربات قواتنا المسلحة.
لقد واكبت الانتصارات الميدانية خلال العام المنصرم، عودة الاستقرار إلى الكثير من المناطق وإقلاع مئات المنشآت بالعمل من جديد، حيث بدأت تنتج وتمد السوق المحلية باحتياجاتها، وقد كان للطبقة العاملة دور أساسي في استمرار عجلة الإنتاج طيلة سنوات الحرب الإرهابية على سورية، وقدمت الآلاف من أبنائها شهداء وجرحى خلال دفاعهم عن المصانع والمعامل التي بنيت على مدى عقود طويلة بعرق وسواعد عمال الوطن الأوفياء الذين كانوا بحق رديفا أساسياً للجيش العربي السوري، وأثبتوا مرة جديدة بالأفعال عمق إيمانهم بالوطن وانتمائهم له.
الاتحاد العام لنقابات العمال حرص خلال الفترة الماضية على وضع قضايا العمل والعمال على طاولة الجهات المعنية وبذل جهوداً كبيرة لتحقيق مكاسب إضافية لطبقتنا العاملة وعقد لقاءات وندوات واجتماعات مع مختلف الجهات الحكومية وعلى أعلى المستويات أثمرت جميعها بما يخدم ويعزز القطاع العام والصناعة الوطنية، وبما أسهم ويسهم في تعزيز صمود الشعب السوري في مواجهة العدوان والإرهاب، وهو مستمر في دعم أسر الشهداء من أبناء الطبقة العاملة وتأمين فرص العمل لهم من خلال مشاريع أوجدت لهذه الغاية، كذلك يواصل الاتحاد تأدية التزامه تجاه الجرحى من العمال الذين تعرضوا للإصابة وهم خلف خطوط الإنتاج وفي مواقع العمل وباصات مبيتهم التي استهدفها الإرهاب، ولم يأل جهداً لتأمين مختلف الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والمعونات المادية والعينية للعمال المحتاجين.
لقد أثبت عمال سورية وتنظيمهم النقابي مرة جديدة دورهم المهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وكان للاتحاد العام دوره الفاعل في إيصال صوت العامل ومعاناته إلى أصحاب القرار، كما كان له دور مهم وامتلك جرأة وضع النقاط على الحروف والإشارة إلى مكامن الخلل والفساد والتقصير، واقترح الحلول لجميع الصعوبات والمشكلات التي أشار إليها، ومد يده إلى مختلف الجهات بهدف التعاون والتنسيق والعمل معاً خدمة للطبقة العاملة والقطاع العام الذي كان أحد أعمدة الصمود الرئيسية في وجه أعتى هجمة إرهابية عرفتها البشرية.
في عام 2018 الجميع على ثقة تامة بأن النصر النهائي والناجز سيكتب لسورية وشعبها وجيشها وقيادتها، هذا النصر الذي يتحقق بدماء الشهداء الطاهرة وصمود شعب رفض الذل والهوان والاستسلام وأبى إلا أن يبقى وطنه حراً عزيزاً، لذلك المطلوب من الجميع شد الأحزمة لأن المؤامرة والحرب الإرهابية على سورية ومخططات الأعداء لم تنته حتى الآن، مع يقيننا التام بأن العام الجاري سيحمل معه أخباراً سارة لأبناء وطننا الشرفاء الذين صمدوا والتفوا خلف جيشنا وقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود سورية بكل حكمة واقتدار إلى نصر مؤزر يحفظها ويعيدها أقوى مما كانت، فسورية سترفع رايات النصر النهائي على الإرهاب وصانعيه، ورجالها سيعيدون بناء وإعمار كل ما خربه ودمره الحاقدون والمجرمون.