بناء على توجيهات الاتحاد العام لنقابات العمال بالاطلاع على واقع العمال ومطالبهم قام رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية ياسين صهيوني بجولة ميدانية على محافظة حلب شملت مخبز السفيرة، ومطحنة الثورة ومعمل زيت النيرب والمؤسسة العامة للبحوث العلمية الزراعية ومركز الأقطان رافقه رئيس اتحاد عمال حلب زكريا بابي ورئيس النقابة المختصة واللجنة النقابية في المؤسسة.
واطلع صهيوني على واقع معمل زيت النيرب الذي تمت إعادة تأهيله مهنياً وفنياً بجهود العمال بعد تعرضه للاعتداء والتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، والقيام بأعمال الترميم والتنظيف، وصيانة الآلات وتعديل آلة التغليف إضافة إلى تجهيز المعمل بشكل كامل وإعادة عجلة الإنتاج من جديد حيث تم تكرير زيت عباد الشمس وتعبئته و طرح هذه المادة بالأسواق المحلية، وبدأ العمل على تعبئة الزيت بعد التكرير بأحجام وعبوات مختلفة.
وناقش صهيوني وضع الشركة مع اللجنة النقابية وإدارة الشركة وتم التوصل إلى طرح هذه المادة للعمال في محافظة حلب بالتقسيط المريح ، خاصة أن نوعية الزيت جيدة جداً ومؤمنة بعبوات متنوعة تناسب كافة الاحتياجات إضافة إلى تخفيض سعر المادة من أجل تسهيل التصريف.
وتم الحديث عن الصعوبات التي يعاني منها المعمل وأهمها نقص بذور القطن، والتأكيد على ضرورة تأمينها ليتمكن المعمل من العمل بالطاقة الإنتاجية الكاملة.
المحطة الثانية من الجولة كانت على المؤسسة العامة لإكثار البذار، شاهد صهيوني وأعضاء اللجنة النقابية آلية عمل المؤسسة وطريقة إنتاج درنيات البطاطا التي تتم عبر مراحل إكثارية متعددة بدءاً من المخبر ثم الزراعة للبيوت البلاستيكية والشبكية عبر عملية توفر ملايين الليرات بالعملة الصعبة فيما لو استوردت.
وتحدث مدير المؤسسة العامة لإكثار البذار بحلب الدكتور بسام سليمان عن دور المؤسسة في تأمين بذار القمح والشعير والمحصولات البقولية وكذلك البطاطا للفلاحين والتي تمت بأيد وطنية وخبرات محلية مبيناً أن المؤسسة لم تتوقف خلال الأزمة عن تأمين البذار.
وكشف سليمان أن المؤسسة حققت خلال أعوام 2015 - 2016ربحا بحوالي 18مليار ليرة سورية إضافة إلى إعفاء المؤسسة من ديون عليها تقدر قيمتها 28مليار ليرة سورية، وتم الحديث عن ضرورة إعادة ترميم بناء المؤسسة وتأهيلها وخاصة مخابر زراعة الأنسجة.
وشملت الجولة زيارة مركز بحوث القطن بحلب وجرى الاطلاع على إنتاج البذار الزراعي وعلى أصناف القطن المتعمدة في سورية والمنتجة بخبرات وطنية، وعلى الصنف الذي استنبط في ظل الأزمة وهو حلب 124 المخصص للزراعة في محافظة حماة ومنطقة الغاب بدلا من الصنف القديم حلب 23/.
وتم الاطلاع على إعادة ترميم وتجهيز مخابر مختبرات القطن التي تعرضت لاعتداءات الإرهابية، وعلى الخطط البحثية العلمية التي لم تتوقف خلال الأزمة.
واختتم صهيوني جولته بزيارة إلى مطحنة الثورة بحلب التي استطاعت النهوض من جديد بالرغم من التدمير والتخريب الذي تعرضت له وذلك بجهود عمالها الذين قاموا بأعمال التنظيف والصيانة والإصلاح والتركيب والعودة للإنتاج من جديد بطاقة إنتاجية أفضل مما كانت عليه المطحنة سابقاً حيث كانت الطاقة الإنتاجية للمطحنة ما قبل الأزمة 160 طناً يومياً وبعد طرد المسلحين والقيام بعمليات الصيانة والإصلاح أصبحت طاقة المطحنة 200 طناً يومياً.
واستمع صهيوني إلى المشاكل والضغوط التي يعاني منه عمال المطحنة ولها أثرها على سير الإنتاج وأهمها ضرورة منح فروع الشركة صلاحيات أوسع تمكنهم من مواكبة سير العمل بشكل جيد تلبي حاجات العمل والإنتاج، إلى جانب النقص الحاصل في عدد العمال وخاصة الأيدي الخبيرة في مجال الطحن والصويل، مؤكدين على ضرورة إحداث معهد خاص لتقانات الطحن وتكنولوجيا الطحن.
وطالب العمال بضرورة منح تعويض بدلات راحة أو الإجازات السنوية في العمل لدى مطاحن القطاع الخاص بسبب الأجور الضعيفة ، والتوجه بشكل جدي لرفع سقف الحواجز الإنتاجية وإعادة النظر فيها، إضافة إلى زيادة الكتلة المالية لبند المكافآت خاصة وأن عمالنا لم يتوقفوا يوماً واحداً عن العمل طيلة فترة الأزمة وهذا ما ينطبق على عمال المخابز، وضرورة الإسراع بتعديل النظام الداخلي للشركة والذي يحقق الإنصاف للعمال في مجال الطبابة والمعالجة، لاسيما أن العامل في المطاحن الذي يتعرض للأمراض ومخاطر العمل نتيجة الغبار والجهد والمطاحن غير مجهزة بما يضمن صحة وسلامة العامل، وشدد العمال على أهمية منح تعويض طبيعة العمل الإضافي.
وبين صهيوني أنه بعد الاتصال مع المدير العام للمطاحن مهند شاهين تم صرف مكافأة مالية لجميع العاملين في المطحنة تقديراً للجهود المبذولة من قبل عمال المطحنة.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي