الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » المرصد العمالي

الصفحة السابقة »

استقالة مشبوهة بالتوقيت والمضمون

2017-11-05 08:27:54

بدأت المرحلة الأخيرة من القضاء على الإرهاب في سورية بشكل نهائي، مع تحرير مدينة دير الزور كاملاً من رجس الإرهاب وإعادة الأمن والأمان إليها بتضحيات أبطال الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحلفاء، الذين استطاعوا وأد المشروع التقسيمي المرسوم والمخطط لسورية في مهده، لتضاف بهذا الانتصار الجديد هزيمة أخرى للولايات المتحدة وحلفائها وأدواتها الإرهابية والعميلة في المنطقة.
للانتصار في مدينة دير الزور دلالات كثيرة، فهو يؤكد من جديد صلابة الإرادة السورية وتصميم أبناء شعبنا على تطهير كل ذرة تراب من الظلاميين التكفيريين، ويجدد الرغبة والنية الأكيدتين على البدء بمسيرة إعادة إعمار وبناء ما تم تخريبه على أيدي مغول ومجرمي العصر الحديث، وإعادة النهوض بسورية الدولة والشعب، لتعود كسابق عهدها واحة للأمن والاستقرار والازدهار والعلم والثقافة، واحة للحرية والشموخ والإباء، وموئلاً لكل الشرفاء، وحاملة قضايا العرب المحقة، وهي في سبيل ذلك قدمت التضحيات الجسام وقدمت خيرة أبنائها قرابين لتبقى كلمة الحق هي العليا، ولينتصر الحق على الباطل والخير على الشر.
في مقابل الانتصارات الميدانية التي يخطها أبطال الجيش العربي السوري ومن ورائهم يقف الشعب داعماً ومؤازرا لهم، نشهد تطورات سياسية إقليمية ودولية تنبئ بتراجع محور العدوان والإرهاب ولو على مضض، حيث بدأ هذا المحور ورأس حربته الولايات المتحدة بتدوير الزوايا في محاولة منه للخروج من المأزق الذي وضع فيه نفسه مع تقهقر العصابات الإرهابية المسلحة على الأرض تحت ضربات رجال الله على الأرض، وعدم قدرة المتآمرين على تحقيق أي هدفهم من أهدافهم الدنيئة سوى قتلهم المدنيين وتهجيرهم من بيوتهم وتدمير البنى التحتية في بلدنا.
أطراف العدوان بدأت بالانكسار والتراجع والانسحاب "التكتيكي" رغم الأموال التي دفعت لمجرمي العصر وقدرت بنحو مئتي مليار دولار، لتدمير سورية وسفك دماء أبنائها، وهاهو المدعو سعد الحريري يعلن عبر قناة "العربية" من السعودية الشريكة في المؤامرة على سورية استقالته من رئاسة الحكومة في لبنان، هذه الاستقالة "مشبوهة بالتوقيت والمكان والمضمون" وتبدو وكأنها محاولة لخلط الأوراق وصب الزيت على النار وإشعال حرب وفتنة طائفية بين الأخوة اللبنانيين.
في المحصلة فإن استقالة الحريري، الذي شارك بشكل مباشر وعبر غرف عمليات في تركيا في الحرب العدوانية على سورية تأتي بأوامر من أسياده في البيت الأبيض والرياض ومن دافعي الأموال المشبوهة له في مملكة الوهابيين و كـ "أمر عمليات" سعودي. وتثبت بالدليل القاطع أنها ناجمة عن خيبة أمل كبيرة من مجريات التطورات في المنطقة وخصوصاً في سورية التي تتجاوز قطوع الأزمة والحرب عليها بكل ثقة واقتدار على تحقيق نصر مؤزر ويحفظ أرضها وشعبها رغم حجم التكالب والتآمر عليها.
استقالة الحريري التي جاءت من السعودية توحي بأنها ترجمة للتهديدات السعودية خاصة وبأن هناك محاولات من آل سعود لتوتير الأجواء اللبنانية للتعويض عن هزيمتهم في أكثر من ميدان وملف في المنطقة، وبكل الأحوال هي خطوة سعودية ، تعكس النوايا العدوانية لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته بشن عدوان جديد على لبنان ومقاومته وشعبه.
مهما كانت النوايا المبيتة لـ "عبد آل سعود" سعد الحريري وأسياده المعروفين، فإن المقاومة الوطنية في لبنان وداعمتها الرئيسية سورية، ستبقيان على مواقفهما وثباتهما في ساحة المعركة وستواجهان معاً أي عدوان غاشم بكل قوة، وسيُمنع العدو بالقوة من تحقيق أي مكسب على الأرض، بل سيتم رده على أعقابه، ولن يكون أمامه سوى الهزيمة والخذلان.

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك