تعكس العملية العسكرية التي بدأها أبطال الجيش العربي السوري ورجال المقاومة الوطنية اللبنانية بهدف تطهير المناطق الحدودية بين البلدين من التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة، حقيقة واضحة وضوح الشمس أن الإرهاب وداعميه ومشغليه يلفظون أنفاسهم الأخيرة، كما تعكس فشل ما خطط ورسم لسورية خصوصا والمنطقة عموما، في الوقت الذي بدأ فيه صانعو الإرهاب الغربيين باللف والدوران على مواقفهم وسياساتهم الداعمة لمجرمي العصر وقاتلي الأطفال والنساء، في مشهد سيذكره التاريخ جيداً، وسيتحدث عنه المؤرخون طويلاً.
اليوم يحاول رعاة مخطط استهداف سورية النأي بأنفسهم عن الجرائم التي ارتكبوها تحت شعار الحرية وحقوق الإنسان، بعد أن رأوا أدوات إرهابهم تتحطم على صخور الصمود والتضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب العربي السوري وجيشه الباسل، وهاهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن تعليق البرامج السرية لتدريب ودعم ما سمي زوراً وبهتاناً "معارضة"، بينما كان كلام الرئيس الفرنسي واضحاً بأن هدف بلاده محاربة الإرهاب فقط، وفي حال صدق الرئيسان الأمريكي والفرنسي في مواقفهما وتصريحاتهما، فسيكون هذا الأمر اعترافاً بهزيمة المعسكر الداعم للإرهاب خصوصا في ظل الانتصارات المستمرة للجيش العربي السوري وحلفائه، وستنكشف حقيقة فبركات الأعداء حول استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون ومناطق أخرى من سورية وذهب ضحيته مدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.
وفي الوقت الذي بدأ فيه الانتصار الكبير والنهائي لسورية وحلفائها يتحقق على معسكر الشر والعدوان، تستمر أزمة داعمي التطرف والقتل في ممالك ومشيخات الخليج، بعد أن كانوا في حلف واحد هدفه تدمير الدولة السورية، وجندوا لتحقيق هذا الهدف مئات الآلاف من المرتزقة وشذاذ الآفاق من كل أصقاع الأرض، وسخروا مليارات الدولارات التي كانت كافية لصنع نهضة حقيقية في بلدانهم التي ينهشها التخلف، إلا أن السحر انقلب أخيرا على الساحر، حيث بدأ أمراء النفط بتقاذف التهم حول دعم كل واحد منهم للإرهاب، وهذا ما تحدثت عنه سورية منذ اليوم الأول للأزمة، عندما قالت بأن ما يحصل هو مؤامرة تشترك فيها دول قريبة وبعيدة، هدفها تدمير الدولة السورية وشعبها وحضارتها ومستقبلها.
مع تواصل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على امتداد الجغرافية السورية والتقدم على كل الجبهات، بالتوازي مع استمرار المصالحات المحلية في أكثر من منطقة، بدأت ترتسم ملامح مرحلة جديدة في المنطقة، مرحلة عنوانها انتصار محور المقاومة وسورية هي قلبه ورأس الحربة فيه، على المحور الصهيوني الأمريكي الذي يريد شرا بالمنطقة وأبنائها، مرحلة عنوانها انتصار الحق على الباطل والسيادة على الارتهان، والقرار الوطني المستقل على القرار المسلوب.
سورية بقيادتها وجيشها وشعبها وعمالها وبدعم من حلفائها، انتصرت ونهضت من جديد، بالرغم من حجم المؤامرة الكونية، والإرهاب الذي مورس ضدها وضد أبنائها الشرفاء الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل وطنهم كي يبقى حراً مستقلاً، وهم اليوم يكسرون ظهر الإرهاب والإرهابيين الذين أصبحوا يعدون خيباتهم وانكساراتهم وهزائمهم المتتالية.
هامش:
في فلسطين المحتلة لايزال شعبها صامداً في وجه الكيان الإسرائيلي الغاصب مؤكداً على النضالِ بوجه المحتل الصهيوني، دفاعاً عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية. وبالمحصلة فإن ما يحدث في فلسطين وصمة عار في جبين المتخاذلين اللاهثين خلف التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم.
الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال