عمال الكهرباء والغزل والصحة والبناء في السويداء في مؤتمراتهم السنوية
الواقع المعاشي وتطوير العمل وتعويضات العمال بحث بلا هوامش

على طاولة البحث قدم عمال الكهرباء والصناعات المعدنية والغزل والنسيج والقبالة والتمريض وسائر الخدمات الصحية  والبناء والأخشاب مقترحاتهم وتوصيات من خلال معايشة قضايا العمل في  مؤتمراتهم السنوية.
المؤتمرات التي افتتحت بالوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكباراً لأرواح شهداء الوطن عقدت بحضور الرفيق حسن الأطرش رئيس مكتب العمال الفرعي والرفيق جمال الحجلي رئيس اتحاد عمال المحافظة والرفاق أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد عمال المحافظة ورؤساء مكاتب النقابات ومديري الدوائر المعنية.
كما تابع الرفيق نبيل العاقل رئيس الاتحاد المهني لعمال الخدمات العامة  مؤتمر نقابة عمال التمريض والقبالة وسائر الخدمات الصحية.
وخلال المؤتمرات والاستماع لمداخلات الرفاق أعضاء المؤتمرات  تحدث الرفيق حسن الأطرش رئيس مكتب العمال الفرعي حيث تناول أهم المستجدات على الساحة السياسية والتجيش الإعلامي الواضح  الذي تتبناه الجهات التي قادت الحرب على سورية بمنطق التسلط والتشريع المنقوص القائم على استغلال الشعوب وتدمير مقدراتها، هي أعوام أربعة أظهرت للعالم ما امتلكت سورية من تاريخ وحضارة وطاقة إنسانية شعبية اتضحت بالتلاحم والتعاضد الشعبي وتمسك كل سوري شريف بوطنه وقيادته، ليكون السؤال من جهات عالمية ولها مالها من طغيان استخباراتي وهو كيف صمدت سورية ومن أين استمدت عوامل قوتها وقدرتها على تجاوز التحدي، لكن الشعب السوري يعرف حق المعرفة من أين تنبع ملامح صموده  هو ذلك الانتماء والوفاء والإخلاص وحب الوطن الذي كان الدافع الأول لينتظم السوريون خلف قيادتهم الحكيمة الممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد.
اليوم نضالات الجيش العربي السوري منقطع النظير وتلاحم الجماهير حافظ على دوران عجلة العمل وبقي للعمال دورهم الأساسي وعامل الدفع الأقوى  لدعم الاقتصاد الوطني، وما هذه المؤتمرات إلا وقفات نتابع بها تداعيات الظروف وواقع القطاعات المنتجة ومحاولة تقديم الحلول للمعيقات والتركيز على الايجابيات، حيث ناقش واقع الكهرباء وتكاليف الضربات الإرهابية على الشبكات وناقش مع عمال الغزل ظروف معمل السجاد وأهمية الحصول على نول جديد واستعرض مع عمال التمريض أهمية الخدمات الصحية في هذه المرحلة وسبل التطوير وتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الخدمات التي قدمت بشكل واسع ومستوى عالي ومتطور، إلى جانب ظروف عمال البناء والشركات الإنشائية وعدد من القضايا الهامة مؤكداً على أن الجميع معني بنجاح العمل وحالة فريق العمل الواحد مسار متفق عليه لتحقيق غاية العمل وحلم العمال بناء الوطن.
الرفيق جمال الحجلي رئيس اتحاد عمال المحافظة  خلال الحديث لأعضاء المؤتمرات فند الظروف الصعبة التي تتعرض لها سورية مشيراً لتأثير هذه الظروف على الطبقة العاملة وإمكانية تحقيق احتياجاتها ومطالبها في تطوير العمل ودعم الخطط الانتاجية وتأمين حقوق العمال،  وإذا كانت مناقشة الواقع المعاشي والخدمات استهلكت الوقت الطويل من هذه المؤتمرات إلا أن مناقشة سبل الخروج من الأزمة ووضع حدود للفساد وخلق أقنية متطورة للرقابة استهلكت وقتا أطول ليكون ذلك الدليل على أن عمال سورية طرحوا معاناتهم ورفعوا الصوت عالياً ليؤكدوا أن هم الوطن محور تتلاقى عليه مطالب العمال وقياداتهم لأن الطبقة العاملة التي حملت لواء العمل  لديها وعي كامل لكل ما تتعرض له سورية  في هذه المرحلة فهذه الطبقة قدمت أكثر من أربعة آلاف شهيد من العمال تعرضوا للقتل أثناء تأدية واجبهم الوظيفي  معلنين أنهم جنود على جبهة العمل كما جنود الوطن الميامين الذي أذهلوا العالم بإخلاصهم لتراب سورية .
حيث استعرض مع عمال الكهرباء جانبا من ظروف العمل التي تقتضي متابعة يومية وتكلفة باهظة وتضحيات كبيرة من عمال الكهرباء المخلصين والذين مارسوا العمل في أصعب الظروف  وكانوا ولا زالوا مستهدفين لأنهم يؤدون خدمات عظيمة للوطن، وعرض ما وصلت إليه المتابعة حول حوافز عام 2013 وأكد لعمال الغزل والنسيج أن لا أحد يتهاون في موضوع تطوير معمل السجاد الآلي والعمل للمحافظة على استمرار المعمل وما يقدمه من فرص عمل كبيرة لايمكن التفريط بها والمطلوب اليوم عمل جاد يبدأ من كل مكونات العمل وهناك مجموعة من القضايا يجب التوقف عندها للتخلص من حالة ضعف الانتاج  فالإنتاج مقياس وضامن لاستمرار المعمل ودعمه بالشكل المطلوب، ولعمال التمريض والقبالة وسائر الخدمات الصحية بين أن التكريم سيكون فقط لنماذج مثل التي تطرق لها أعضاء المؤتمر مثل ممرضة في قرية تل اللوز البعيدة التي لم تترك العمل في الظروف المناخية القاسية وبقيت متواجدة لتقدم خدمة لأهالي قريتها ومن وصل للمناطق الساخنة لاسعاف الجرحى ومن تابع العمل بجد وتفاني لأن هذا هو معنى التكريم  الحقيقي وبحث مع عمال البناء عددا من القضايا المرتبطة بالأبنية كفكرة غير مجدية لتطوير العمل النقابي  ووضع خطة للاطلاع ميدانيا على ظروف عمال شركة الموارد المائية لاجتراح الحلول المناسبة بناء على شكاوى واستفسارات أعضاء المؤتمر وعدد من القضايا الهامة.

مؤتمر نقابة عمال الكهرباء
تحدث الرفيق مدحت أبو ترابة رئيس مكتب نقابة عمال الكهرباء مبيناً جانبا من التقارير التي أشارت لامتثال عمال الكهرباء لواجبهم الوطني لدعم سورية الأبية  قيادةً وشعباً والإصرار على دعم الجيش العربي السوري فجنود سورية الشرفاء على الجبهات مقاومون شجعان وعمال الكهرباء وعمال سورية مقاتلون صامدون لدعم الاقتصاد الوطني والبحث عن حلول تتحدى الأزمة وكل من خطط لها، واستعرض جانب من أنشطة مكتب النقابة ومتابعات الدعوى القضائية والحوافز العمالية ومتطلبات العمل الفنية واحتياجات الصحة والسلامة المهنية وعدد من القضايا الهامة.
وخلال المؤتمر تحدث الأستاذ نضال نوفل المدير العام لشركة كهرباء السويداء مبيناً واقع الإمداد بالتيار الكهربائي وصعوبات العمل وظروف الشبكات وآثار الحرب على سورية وعلى واقع الخدمات على مستوى الكهرباء مقدما الشكر لكل عمال الكهرباء وحضورهم المفعم بالحيوية والعطاء في هذه الظروف ليقدموا خدمات الصيانة والإصلاح في ظروف خطرة وأنهم يستحقون التقدير والاحترام إلى جانب تواجدهم في الظروف المناخية الصعبة والتعبير الشعبي عن الشكر لكافة الكوادر على المتابعة والعمل الدؤوب.
ومما جاء في التقرير السنوي ومداخلات أعضاء المؤتمر نورد مايلي : السعي لنقل أضابير العمال التأمينية مع العلم أن الإدارة جادة بالمتابعة ونقص الحوافز وأثره على العمال ورفع قيمة الوجبة الغذائية  وتثبيت عمال عناصر الحماية الذاتية كونهم محرومين من كل المزايا وتشميل العمال على التوتر المنخفض بالتقاعد المبكر ورفع التعويض العائلي  والعمل لدراسة عملية نقل العمال بفعل الارتفاع غير المسبوق لأجور النقل ورفع نسبة الجباية والتحصيل ورفع نسبة المكافآت من 3 بالمئة إلى أربعة بالمئة وتثبيت العمال المؤقتين بغض النظر عن صكوك استخدامهم ومنح تعويض الاختصاص لخريجي المعاهد المتوسطة بعد 1985وتعديل نظام الجولات ورفد الشركة بآليات الشد الرباعي  واستئناف العمل بمحطة تحويل المشنف المتوقف منذ سنوات وزيادة مخصصات المحافظة من الطاقة الكهربائية لتصبح 90 ميغا واط بما يسمح بالعمل على برنامج 3 ساعات تزويد و3 تقنين  كما ناقش الحضور صعوبة تأمين المواد الأساسية للورش وآثار نقص مخصصات الوقود للآليات ووجود مناطق ساخنة يصعب الوصول إليها وتأخر صدور النظام الداخلي للشركة والملاك العددي.

مؤتمر نقابة عمال الغزل والنسيج
عرض الرفيق رياض الشحف رئيس مكتب نقابة عمال الغزل والنسيج  خلال التوضيح بمضمون التقارير السنوية وأنشطة مكتب النقابة  جانبا من ظروف القطاعات الانتاجية التابعة للنقابة موضحاً لما تمت متابعته من خلال اتحاد عمال المحافظة مؤكدا على الواقع السياسي وما يجري على ساحة الوطن عاد بآثار كبيرة على عجلة الانتاج  لكن العمال حافظوا وقدموا الدليل على أن مصلحة الوطن هي العليا ولاتهاون في العمل لصالح سورية.
وتضمنت المداخلات والتقارير مقترحات أعضاء المؤتمر واستفساراتهم  ومنها: ناقشت اللجنة النقابية في معمل الموكيت الحاجة لمنح المعمل رخصة استيراد للمازوت لتامين احتياجات المعمل  من المادة كون المعمل يحتاج لكميات كبيرة لإتمام الخطط الانتاجية التي تحقق النجاح والمنتج من المنتجات المسوقة والمطلوبة، وعرض الحضور لمشكلة عاملات السجاد اليدوي اللواتي عملن لسنوات وتوقفن عن العمل دون الحصول على راتب أو تعويض وظروفهن الاقتصادية سيئة للغاية  وتم مناقشة ظروف معمل السجاد الآلي ومجموعة من معيقات العمل أهمها العدم الحصول على نول جديد إلى جانب المعاناة مع الأنوال التي باتت قديمة وتحتاج للإصلاح ولم تقم الشركة العامة بتوفير القطع المطلوبة مما ساهم في تراجع الخطط الانتاجية إلى جانب كبر سن العمال وإحالة الخبراء منهم للتقاعد دون تعيين عمال جدد  والحاجة لإقامة روضة لأبناء العاملات وهناك حاجة لذلك وقضايا ترتبط بتحسين مستوى المعيشة وتحسين الدخل.
وقام الرفاق مديرو الدوائر بالرد على أسئلة واستفسارات العمال.

مؤتمر نقابة عمال التمريض والقبالة وسائر الخدمات الصحية
الرفيق مأمون أبو حلا رئيس مكتب نقابة عمال التمريض والقبالة تحدث في بداية المؤتمر متناولاً جانبا من الدور الذي يؤديه عمال الخدمات الصحية في هذه المرحلة التي اقتضت حضورهم الإنساني كونهم شريحة فاعلة من شرائح المجتمع تحمل هم الوطن وتفتديه بكل ما هو عزيز، منوها إلى أن الخدمات الصحية تفاعلت بشكل كبير خلال هذه المرحلة لتقدم لمن احتاجها بشعور عال من المسؤولية والتمسك بالوطن، وأشار إلى نماذج من عمال الصحة الذين أظهروا تميزاً في العمل جانب من فعاليات مكتب النقابة وخطة تكريم أمهات الشهداء بمناسبة عيد الأم والطلب بالموافاة بالمعلومات اللازمة والأسماء المقترحة تقديرا للشهادة والشهداء. 
وخلال المؤتمر تحدث الرفيق نبيل العاقل رئيس الاتحاد المهني لعمال الخدمات العامة وتناول أنشطة ومتابعات الاتحاد المهني لعمال الخدمات العامة مشيرا لأهمية  الخدمات الصحية وما تؤديه على ساحة الوطن واستعرض طبيعة العمل في هذه المرحلة التي تتصدى سورية فيها لهجمة شرسة تعاونت عليها قوى الارهاب والدمار  لكن سورية بقيت الأقوى وبقي لشعبها الكلمة الفصل ليكون واضحا في خياراته وتمسكه بقيادته الحكيمة ويتابع دوره في ساحات العمل بتعاون وتضحية غايتها بناء الوطن وحماية سيادته، وناقش عدد من القضايا المرتبطة بواقع المحروقات في المحافظة  والضمان الصحي وعدد من القضايا الهامة.
الدكتور نزار مهنا نائب مدير صحة السويداء ومديرو الأقسام تناولوا واقع عمل الإدارات ومستوى الخدمات والخطط التي تقتضي ضبط النفقات تمشيا مع الظروف الراهنة.
ومن المداخلات والتقارير جمعنا بعض المقترحات والتوصيات ومنها:إصدار النظام الداخلي لوزارة الصحة ومن خلاله إصدار التوصيف الوظيفي لكل  العاملين في القطاع الصحي وضرورة تطبيق الضمان الصحي ليشمل كافة العاملين في الدولة، وتنفيذ المادة 98 من قانون العاملين الأساسي التي تخص طبيعة العمل ومنح تعويض الاختصاص لكافة المستحقين والعمل على استكمال تثبيت العمال المؤقتين وطلب توضيحات حول مستقبل المعينين الشباب، والأخذ بمقترحات الاتحاد العام لنقابات العمال بما يخص قانون العمل رقم 17 لجهة قضايا التسريح والمفعول الرجعي للقانون.
العمل على استكمال تأمين وسائط نقل العاملين في مديرية الصحة وتفعيل دور المتخصصين والدارسين في الصحة والسلامة المهنية والعمل على تفعيل طبابة العاملين وزيادة الاعتمادات المالية لتستطيع خدمة كافة العاملين بالشكل الأمثل وتامين الأدوية اللازمة والعمل على التأمين الشامل لسيارات الإسعاف وتفعيل عمل المشاريع العمالية  والإسراع  بإدخال مشفى شهبا في الخدمة لتخديم المنطقة وضرورة تعاقد شركات التأمين الصحي مع مع المشاريع العمالية بهدف دعمها وتطوير عملها وتامين احتياجات دور الحضانة في مواقع العمل وعدد من القضايا الهامة.

مؤتمر نقابة عمال البناء والأخشاب
بين الرفيق ياسر نعيم رئيس مكتب النقابة جانبا مما تضمنته التقارير على المستوى السياسي  والظروف الحالية التي انعكست بشكل أساسي على العمال ومتناولا عددا من قضايا عمال البناء والأخشاب خاصة عمال القطاع الخاص وعمال الشركات الإنشائية وواقع الخدمات المقدمة لعمال القطاع الخاص، والخطط المقررة للمتابعة الميدانية لمواقع العمل خلال المرحلة القادمة في هذه المرحلة التي نحتاج فيها لتكثيف الجهود وتطوير العمل بقدر التزامنا بأهداف الوطن والعمل على مواجهة الهجمة الشرسة التي تحاول النيل من سيادة سورية واستقرارها.
ومن المداخلات وما جاء في التقرير من توصيات نورد مايلي:رفع رواتب طلاب مركز التدريب المهني وحل مشكلة المواصلات التي في ظل ارتفاع الأسعار ونقص المحروقات تثبيت المراكز وتحويلها إلى مراكز ثابتة كونها مازالت مؤقتة وبالنسبة للشركات الإنشائية تأمين اللباس العمالي المناسب والوجبة الغذائية للمستحقين تحديث الآليات وخاصة الانتاجية منها حيث أن كلفة الإصلاح تفوق إنتاجها وتثبيت العمال المؤقتين والذين مضى على خدمتهم أربع سنوات  وحل مشكلة دوام يوم السبت كونها ترهق العمال  في مختلف الفروع والقانون يكفل هذه العطلة والعمل على إيجاد مشاريع لشركات القطاع العام بالمحافظة والعمل على تحديث الآليات بالقطاع العام ورفع نسبة إصابة العمل بالتأمينات الاجتماعية  والمطالبة برفع الرواتب والأجور لتتناسب مع الوضع الراهن ومناقشة واقع شركة الموارد المائية ومطالب العمال التي قدمت خلال المؤتمر.
واختتمت المؤتمرات بالمصادقة على الميزانيات الختامية والتقديرية  وتقارير لجان الرقابة والتفتيش والتقارير السنوية .
  * رهان حبيب