بالرغم من المعاناة الشديدة التي تلاقيها الكوادر الصحية في المناطق الساخنة فهي ما زالت تقدم خدماتها الأساسية في معظم مناطق القطر حتى الواقعة خارج سيطرة الدولة ولكن تنحصر خدماتها بالقضايا الأساسية، وكشف مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور أحمد عبود تراجع عدد المراكز الصحية العاملة في مختلف أنحاء القطر من 1990 مركزاً في بداية الأزمة إلى 1142 مركزاً إضافة إلى محافظتي الرقة وإدلب اللتين لا نعرف عن وضع مراكزها شيئاً، ولذلك فإن المراكز الصحية التي خرجت من الخدمة هي أكبر من ذلك هذا ما وأضاف: إن الوزارة ما زالت تقدم الخدمات الصحية لكل المواطنين وفي جميع المناطق وفق البرامج الصحية المعتمدة لذلك.
وتستمر المديرية من خلال برنامج التلقيح الوطني بحملات التلقيح في مختلف أنحاء القطر، فكانت تغطية اللقاح قبل الأزمة تشكل 95% وتراجعت خلال السنوات الماضية والآن نتوقع في نهاية هذا العام أن تصل إلى 80%، واستطعنا خلال العام الماضي وهذا العام قطع سراية مرض شلل الأطفال الذي دخل في نهاية 2013 وانتهى في بداية 2014 خلال مدة قياسية لم تتجاوز ثلاثة الأشهر، وهذا المرض بدأ في دير الزور وتوقف في السلمية في ريف حماة كان عدد الحالات بشكل كامل 36 حالة تمت إصابة الأطفال الذين لم يأخذوا اللقاح من عمر 6 أشهر إلى خمس سنوات والنسبة الكبرى منهم في عمر أقل من سنتين، واستطعنا أن نوقف سراية شلل الأطفال من خلال 15 حملة تلقيح من شلل الأطفال شاملة القطر، و تقوم مراكزنا بعمل مهم آخر هو الترصد والمراقبة لأي مرض يمكن أن ينتشر في أي منطقة، حيث تقوم هذه الفرق بإرسال مشاهداتها إلى الإدارة، وفي هذا العام ونتيجة تراجع نسبة التلقيح خلال السنوات الماضية ظهرت ولأول مرة منذ سبع سنوات حالات الإصابة بمرض الحصبة حيث تبين إصابة 594 حالة خلال عام 2015 فقط وقمنا بحملة لتلقيح مليون وأربعمئة طفل خلال هذا العام من مرض الحصبة والآن تراجعت الإصابات لتصل إلى 37 حالة فقط ومن المتوقع أنها لن تزيد خلال الفترة القادمة علماً أننا في سورية تخلصنا بشكل نهائي من مرض الحصبة في عام 2009 إضافة إلى كل ذلك نقوم بتنفيذ برنامج التغذية الذي كان يشمل الترصد التغذوي لأننا نتوقع انتشار سوء التغذية خلال هذه الأزمة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتم تدريب فريق متخصص بالترصد التغذوي منتشر في 200 مركز صحي حيث يقوم العناصر بمتابعة حالة الأطفال المراجعين لهذه المراكز الصحية لترصد حالات سوء التغذية ونتعاون في ذلك مع برنامج اليونيسيف وتبين لنا أن حالات سوء التغذية متقاربة قبل وخلال الأزمة وليس لدينا أي وفيات بسبب سوء التغذية. ونقوم بالعمل على برنامج الإرضاع الوالدي الذي نشجعه كثيراً وندعمه واليوم لدينا ندوة خاصة عن هذا الموضوع. وبرنامج التغذية مدعوم بالمغذيات الدقيقة التي تصل كلفتها إلى 75 ألف ليرة شهرياً للطفل ولدينا 210 أطفال على مستوى القطر نقدم لهم حليب PKU ويتم ذلك من خلال لجنة طبية متخصصة في مشفى الأطفال.