ما هي الآثار الفيزيولوجية لعمل المرأة؟
الدكتور جهاد الناقولا
إن من مظاهر تأثير العمل على المرأة شعورها المستمر بالتعب والإرهاق، إذ يتوجب عليها أن تقوم بكافة واجباتها المنزلية خلال الساعات التي تقضيها في المنزل إضافةً لساعات العمل الطويلة، بصرف النظر عن نوع العمل أو التعب الفكري والعضلي، لذلك نجدها تعاني الكثير من التعب والإرهاق بشكل يومي متكرر، إذ يعتبر ذلك من الآثار الصحية التي تؤثر عليها سلباً بشكل مباشر، ومما يوضح درجة انشغالها بالعمل وآثاره الصحية ما بينته نتائج إحدى الدراسات بقولها: إن ثمَّةَ ما يبلغ زهاء 88% من السيدات العاملات قلن بأن الأعمال المنزلية والاهتمام بالأطفال ورعايتهم تأخذ كل أو معظم أوقاتهن بعد ساعات العمل و81% من السيدات العاملات يعانين من إرهاق جسدي وعصبي نتيجة لذلك. فهي وحدها تتحمل في معظم الأحيان مسؤولية الأعباء المنزلية ورعاية الأبناء وشؤون البيت ومن ثَمَّ عجزها عن التوفيق بين البيت والعمل فالعادات والتقاليد لم تتغير من ناحية مساعدة الزوج لزوجته أو من ناحية تغير الأدوار داخل الأسرة، وثمَّةَ قسم كبير من النساء العاملات لا يتلقين أية مساعدة من أزواجهن الأمر الذي دفع بالمنظمات الدولية للمناداة بمفهوم الجندر، لإعادة توزيع الأدوار بين الذكور والإناث وإن كان بعض الذكور لا يجدون حرجاً في مساعدة المرأة والقيام ببعض الأعمال المنزلية. لكن الإرهاق في العمل لاسيما العمل الجسدي يؤثر في الخصائص الفيزيولوجية المتعلقة بالأنوثة، تلك الصفات التي تميز المرأة في سلوكها وتكوينها الجسدي والنفسي، صحيح أن عمل المرأة مسألة ضرورية لكنه يفقد المرأة أنوثتها فمع الكد والعمل لكسب الخبز قد تنسى المرأة أنوثتها وينسى الرجل شريكته في الحياة وتصبح الحياة بلا معنى ولا هدف (الهبدان، محمد بن عبدالله، عمل المرأة، أقوال واعترافات، 2005، الموقع: www.saaid.net ) وهذا ما أثار حفيظة الكاتبة والصحفية الألمانية إيفا هيرمان لدعوة النساء العاملات إلى العودة إلى مشاعر الأنوثة وكما تقول: إن الحركة النسوية سلبت النساء أنوثتهن (شبيب، نبيل، مبدأ حواء من أجل أنوثة جديدة، ، 2006، 1-2).
لا شك أن عمل المرأة يبعد الزوجين عن نبض الحياة الزوجية ويؤثر في أنوثة المرأة أو في سماتها الأنثوية، ويفقدها بعض الخصائص العاطفية، فليست كل الأعمال تتفق مع أنوثة المرأة ومع طبيعتها فالأعمال المجهدة عضلياً أو العمل خلف الآلات الإنتاجية يؤثر في أنوثتها وقد يغير من صفاتها البدنية والنفسية.