في حي الشاغور الدمشقي ولد سهيل عرفة عام 1935 م لعائلة متوسطة الحال، وكان المذياع في تلك الأيام في بداية انتشاره، حسب تصريحات صحفية لعرفة سابقا وكان الصبي الصغير سهيل يستمع بشكل دائم، إلى المذياع ويرافق أباه إلى الموالد والاحتفالات الدينية، وراح يحاول تقليد المغنين في تلك الأيام ثم افتتح محلاً صغيراً لإصلاح أجهزة الراديو قبالة مجلة الدنيا في السنجقدار لصاحبها عبد الغني العطري، وفي هذه المجلة تعرف الشاب سهيل على الفنانين والأدباء، وقادته زيارة إلى منزل عبد العزيز الخياط والد أمين الخياط إلى التعرف على موسيقيين مطريين أمثال نجيب السراج ورفيق شكري وعدنان قريش ومحمد عبد الكريم .. وهؤلاء أعجبوا بصوت سهيل .. و أخذ بيده الشاعر عمر الحلبي إلى الإذاعة حيث سجل أول أغنية من ألحانه بصوت المرحوم فهد بلان وهي نشيد " يا بطل الأحرار " بمناسبة قيام الوحدة السورية –المصرية.
و لحن مجموعة أغان لبعض الأفلام السينمائية غير أن أغنية " يا طيرة طيري " التي لحنها للمطربة شادية منحته الشهرة ثم أغانيه " فوق النخل " لصباح و" يامال الشام " لصباح فخري . وبعدها تعاون سهيل عرفه مع شعراء الأغنية أمثال فوزي المغربي وعيسى أيوب وأحمد قنوع وحسين حمزة .
ولعل تعاونه مع الراحل عيسى أيوب كان سبباً في أنه ومنذ تأسيس منظمة طلائع البعث هو عضو في لجنة التحكيم في مهرجانات المنظمة.
وهكذا فقد كانت افتتاحيات المهرجانات كلها من تأليف عيسى أيوب وألحان سهيل عرفة . فقد عرف هذا الثنائي كيف يخاطبان الطفل في الأغنية الخاصة به وقد نالا جوائز عديدة في أكثر المهرجانات العربية والعالمية .
ولحن عرفه عدداً من الأعمال الموسيقية لعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية ، كما كتب الموسيقا لعدد كبير من الأفلام السينمائية مثل " الفهد " وهو من تأليف حيدر حيدر وإخراج نبيل المالح . و" المغامرة " لسعد الله ونوس و" المصيدة" وغيرها .
وبرز عرفة في مجال تلحين الأغنية الوطنية ممازاد في شهرته .. فلحن أغاني كثيرة جداً مثل " من قاسيون أطل ياوطني " للشاعر اليمني عباس الديلمي و"بلد الشام وأهل الشام "" للشاعر حسين حمزة .
وسهيل عرفة له أسرة فنية منها " سمر " وهي فنانة وزوجة المطرب عبد الرزاق محمد و"أمل "الفنانة المعروفة.
أعمال سهيل عرفة بالآلاف في إذاعة دمشق والإذاعات العربية وفي قنوات كثيرة .
وتقديراً لإبداعات سهيل عرفة فقد منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق أواخر عام 2007.
وتوفي الموسيقار الكبير في 25 /5/ 2017 عن عمر ناهز 83 سنة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وقضى الراحل أيامه الأخيرة في مدينة دمشق، التي ينتمي إليها.
هناء صقور
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي