الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » ثقافة وفنون

الصفحة السابقة »

مبادئ القوة والقدرة فينا...

2018-03-25 09:14:12

ليست مجرد القراءة لهذه الكلمات هي كل ما هو مطلوب، فالمطلوب هو الفكر والتفكر، فالمفتاح لكل إنسان هو في طريقة تفكيره وتفكره، فإن كان هذا التفكير قوياً ومتحدياً، سينظر ويتجه لمنحى القيادة والتأثير والعظمة والتميز في شتى الاتجاهات، وهذه الطريقة هي التي ستعطيه القدرة والتأثير في الاتباع وطاعتهم، وهي التي تعطيه الأفكار المناسبة لتصبح كل أفكاره حقائق مناسبة
هناك مبادئ للقوة والقدرة في كل شخص، وبالذكاء الطبيعي يستطيع أي شخص أن يوجه هذه المبادئ، فكل إنسان يستطيع أن يطور ويعزز ملكاته العقلية، وعنده القوة المتأصلة التي تمكّنه لينمو بأي اتجاه يسعده، ولا يوجد ما يظهر محدودية البدائل التي يمكنه تنميتها.
لا يوجد شخص الآن نستطيع أن نعتبره عظيماً بكل المجالات، ولكن يمكن للبعض أن يكونوا عظماء في بعض المجالات، والعظمة والعبقرية هي علم مصغر يتخلل الإنسان، فالعبقرية هي أكثر وأوسع من مفهوم المهارة، المهارة أحياناً تعتمد على الإمكانات لتطويرها كنسبة من هذه الإمكانات، لكن العبقرية هي وحدة الإنسان مع روح الخلق التي تتجلى بالأفعال الروحية، والعظماء هم أكبر من أعمالهم لأنهم على ارتباط مع القوة الضمنية الكامنة في داخلهم، والتي هي بالفعل بلا حدود، فنحن لا نعرف حدوداً لقوة عقل الإنسان . قوة الوعي عند الإنسان تنمو, وهي للإنسان وحده يمكنه تطويرها بنفسه، فهو وحده لديه هذه القوة، وهو يملكها غير مجزأة وبلا حدود لمداها، فالإنسان تم تشكيله لكي يتطور وينمو، والحياة بدون تقدم وتطور تصبح شكلاً لا يطاق، والإنسان الذي يوقف نموه سيكون إما أبله أو مجنونا، ومع الانسجام والتناغم الأكثر مع المحيط والبيئة، ومع التطور والنمو الجيد يكون الإنسان أكثر سعادة.
هناك عبقرية في كل رجل وكل امرأة تنتظر لمن يستدعيها لتصعد ومبادئ ومصادر القوة والقدرة تعطينا فقط ما نطلب منها، فإذا طلبنا أشياء بسيطة، تعطينا قدرة للأشياء البسيطة، ولكن إذا حاولنا عمل أشياء عظيمة بطرق عظيمة، فستعطينا القدرات والاقتدار لتحقيق ذلك. كل تجارب الحياة مصممة بالأمثلة والتجارب لتدفع الإنسان للفعل التلقائي الذاتي. وذلك لإرغامه على توظيف كل الوسائل لخلق الظروف التي يريد والقدرة في التغلب على بيئته، ففي مستواه الأدنى، كان الإنسان ابن الحظ والصدف وعبداً للخوف، وكانت كل أفعاله بمثابة ردة فعل مسببة من الاصطدام مع قوى البيئة، فهو يفعل فقط ما كان هو عليه، ولا يستحدث شيئاً.
علينا أن ندرك أن إيقاظ مصادر القدرة عند الإنسان هي تحول وتطور حقيقي, فكل إنسان يستطيع أن يكون ما يريد أن يكون. وعليك عزيزي القارئ أن تدرك أن الطريق الصاعد هو أمامك، لا وجود لمفاهيم وراثية تحدد الحالة العقلية فيك، وليست مشكلة صغر حجم الدماغ الذي استلمناه من آبائنا، فهذا يمكن أن يكبر ويكبر بالإرادة والوعي، فليس هناك من يولد وهو عاجز عن النمو.
عليك أن تعي تماماً أن هناك مصدر جوهر القدرة كامن فيك  إذا استعملته وأحسنت استغلاله في الطريق الصحيح ستكون قد تخلصت من الوراثة وتغلبت على الظروف والحالات وأصبحت بقدرات عظيمة في شخصيتك.
دماغ الإنسان وجسمه وعقله وقدراته ومهاراته هي مجرد أدوات ليظهر بها عظمته، هذه الأدوات بذاتها لا تصنع منه عظيماً، الإنسان ربما يكون عنده دماغ واسع وعقل جيد وقدرات قوية ومهارات رائعة، لكنه ليس عظيماً حتى يستطيع أن يستعملها بطريقة عظيمة، التوعية هي التي تجعل الإنسان يستعمل هذه الإمكانيات بطريقة عظيمة لتعمل منه إنساناً عظيماً، وهذه النوعية من التوعية نطلق عليها اسم الحكمة، لذلك فإن الحكمة ضرورية كأساس في اختبار وحياة العظمة، وحيثما يوجد الجهل، هناك شح في الحكمة التي تستطيع بها أن تجعل نفسك ما تتمنى وترغب أن تكون.
عليك التخلص من كل الانفعالات والعواطف، وعليك الثقة بنفسك وبفكرك وبقدراتك, فكل المهارات والقدرات والاحتمالات هي لدى الإنسان، وعليك أن تثبت معطيات قدراتك على ما تريد لنفسك أن تكون، ولا تدع الآخرين يحددون ما تريد أن تكون، كن كما تشعر بأنك تريد أن تكون، احمل شكل الأفكار التي تريد أن تكونها على أنها حقائق، حقائق عن نفسك وآمن بها، ولا يهم ما يقوله الآخرين في أنك متعال أو حالم، عليك أن تستمر في الحلم.
وتذكّر أن تكون في علاقاتك مع الآخرين كريما ومهذبا وعطوفا، ولا تفكر مطلقاً بأن تجعل نفسك مترددة أو غير واثقة من أي شيء . لا تتسرع في أداء فعل بشكل سطحي ومندفع، إذا كنت لا تزال تمارس بشكل معتاد الأشياء التي تبقيك صغيراً، فأنت تصنف حقيقة نفسك، إما من خلال فكرة أنك عظيم وقوي بشخصيتك، أو بأنك محدود وضعيف ولا تستطيع التطور والتقدم. وتأكّد بأنه لا وجود لأحد عظيم في حياته الخارجية بدون أن يكون عظيماً في داخليته، ولا وجود لأحد يمكن أن يكون عظيماً من داخله بدون الفكر العظيم، حيث لا يستطيع التقدم خطوة واحدة باتجاه العظمة بدون أفكار أصيلة . وما أنت به الآن هو بسبب أنك تفكر كما تعمل، التفكير العظيم في أن هذا الذكاء العظيم موجود فيك، إنه ذكاؤك، إنه النور الداخلي الذي يقودك لما هو صحيح من أفضل الأشياء، العمل العظيم والسعادة العالية هي مبادئ من القوة والقدرة في داخلك، تعطيك كل الإمكانات وكل العبقرية وتقودك لكل ما هو أفضل إذا اتبعتها، أنت المبدع إذا استطعت التفكير بالإبداع، فالأفكار العظيمة تظهر في الشخصيات العظيمة.
اطرد الأفكار التي توحي لك بالاعتماد على شيء من خارجك، ومهما كانت هذه الأشياء سواءً كانت من الكتب أو من الناس، فكر بنفسك على أنك تام في بيئة وكيان تام، واجعل موقفك يكون في أنك عظيم بين عظماء وليس عظيم تابع بفكره لأحد، هذا هو طريق العظمة والتطور والتحول في الحياة، وإذا تصرفت بثقة من نفسك، سيكون حكمك سليم وصحيح باستمرار وستعرف دائماً ما تريد فعله، ولا تكن متسرعاً أو آبهاً لأي شيء، كن واثقاً تماماً من نفسك وستكون لديك كل القدرة على معالجة كل الظروف التي قد تظهر وتعلو، وتذكر أن فعل الأشياء العظيمة لا تصنع منك عظيماً، ولكن أن تصبح عظيماً سيقودك ذلك بالتأكيد لفعل الأشياء العظيمة. فالسعادة في أن تكون شيئاً ما وأن تعرف أنك تتقدم، اعمل على قيادة الحياة وافعل كل الأشياء بروح عظيمة وبطريقة عظيمة، ولا تفرض مساعدتك أو معتقداتك على أحد.
ليس هناك قلة أو شح في الأشياء الجيدة في الحياة، علينا أن نتعلم لكي نستطيع أن نقود حياتنا، وفي وقت ما آت لا محالة، سنصل إلى شاطئ التناغم والانسجام تماماً، فالعالم جيد وينمو بشكل أفضل، علينا أن ندرك أننا نحوي بداخلنا مصدر كل القدرات والقوى.
عليك أن تعرف بأن وظيفة الإرادة هي توجيه الأفكار، ولا شيء يمكن أن يجعلك عظيماً إلا الفكر والتفكير والتفكر. والجزء الأكبر من الحياة والفعل في كل شخص عظيم، يجب أن يتركز  إعطاء  ما يستطيع للآخرين.
وفاء حيدر

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك