عندما رجعت الخبيرة البيئية الدكتورة عبير حنا من زيارة لطهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قالت لي: طهران غابة داخل مدينة.. خضراء خضراء، شجر شجر ليوم الشجر (حسب تعبيرها القامشلاوي الشعبي).
ومنذ ذلك الحين وأنا أحلم أن أزور طهران وأن أعرف السبب.
وصدق من قال: لا يوجد في الحياة مستحيل.
إذ فجأة وبمبادرة من اتحاد الصحفيين في الجمهورية العربية السورية، وجدت نفسي في طهران، عاصمة الأحبة والأشقاء والحلفاء ضمن وفد من 31 صحفياً برئاسة الأستاذ موسى عبد النور رئيس الاتحاد.
سمعت عن عيد النيروز - ونسميه عيد الربيع - عندما كنت في الحافلة المتجهة بنا إلى- البيت السوري في طهران - السفارة السورية، فلقد قال لنا الدكتور حاجيان -المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية بدمشق، وقد رافقنا في زيارتنا لإيران، إن هذا الازدحام الشديد (أي في 3 آذار) غير عادي وهو مرتبط بعيد النيروز في 21 آذار فالناس يحضرون لهذا العيد وينزلون إلى الأسواق مع أولادهم (وأسواق طهران عامرة بالحلويات والمكسرات والأقمشة والأجهزة الكهربائية والموبايلات والمفروشات إذ تكثر الأعراس أيام العيد).
قرأت فأدركت ان عيد النيروز إيراني المنشأ، رأى النور منذ ألف سنة قبل الميلاد، عيد قومي، يجسد قيماً أخلاقية: حب الاخرين - المحافظة على البيئة سليمة - يحض على الاهتمام بالنظافة والصحة العامة.
وهنا بدأت أقترب من السر وأنا أصغي للدكتور عدنان محمود سفير سورية في إيران - في بيت السوريين في طهران - وهو يحدثنا عن إيران الدولة الهامة لسورية والعالم، إيران الـ1.650 مليون كيلو متر مربع والـ31 محافظة، إيران المتقدمة جداً علمياً وصحياً وصناعياً وزراعياً وبيئياً ،ففي طهران 1400 حديقة !!
أبهجتني حماسة السفير في حديثه عن شرفاء وقفوا معنا فالصديق عند الضيق. وبت في شوق أكثر لمزيد من المعرفة التي وجدتها عند سوري آخر هو الدكتور محسن رسوق مدير مكتب سانا في طهران، الجندي المجهول إعلامياً وأستاذ القانون الدولي في جامعتها قال لي: من تقاليد مائدة عيد النيروز، إناء تزرع فيه سيدة البيت بذوراً تنبت نباتاً جميلاً، وعندما يخرج الإيرانيون إلى الحدائق والبراري في اليوم الثالث عشر من بدء العيد يغرسون محتويات الإناء في الأرض....!
إنهم 80 مليوناً مع أولادهم فإذا ما غرس 40 مليوناً منهم غرسة ربحت إيران كل عام 40 مليون شجيرة أو وردة!!
كل عام والأحبة في إيران بألف خير.
ولأننا نحبهم يجب أن نقلدهم ولاسيما بيئياً فنحن بحاجة إلى ملايين الأشجار كل عام.
ميشيل خياط
المثدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي