الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » ثقافة وفنون

الصفحة السابقة »

استشراف المستقبل في رواية الخيال العلمي د.طالب عمران أنموذجاً

2017-12-20 10:09:23

يواصل مبدعو سورية تألقهم في المحافل الثقافية فها هو رائد الخيال العلمي في الوطن العربي الدكتور طالب عمران يضع بصمة جديدة في أدب الخيال العلمي بعد تكريمه من اتحاد الكتاب العرب في مصر الذي أنهى مؤتمر الخيال العلمي الذي كان عنوانه استشراف المستقبل في رواية الخيال العلمي د.طالب عمران أنموذجاً.
وفي حديث مع الاشتراكي قال عمران: إن الخيال هو بوابة الإبداع، والخيال العلمي بوابة الإبداع العلمي، فما من ابتكار أو اختراع أو سبق علمي إلا وكان خيالاً من قبل مضيفا ان الخيال الأدبي يطل على عوالم ربما كانت غير حقيقية في بعض زواياها، فهذا الخيال أعطى البشرية الملاحم والأساطير التي فسر بها الإنسان نشوء الكون وظواهره الغامضة، بينما أتى الخيال العلمي ليقدم نظريات منطقية لا تناقض فيها عن نشوء الكون.. ويفسر أيضاً ضمن حدود المنطق بعض الظواهر الغامضة.
وبين عمران أن الفرق بين مصطلحي الخيال الأدبي، والخيال العلمي، هو الفرق بين العلم والأدب... بين القصيدة التي تدغدغ المشاعر وبين الواقع الذي يشدك إلى رحاب المنطق العلمي حيث لا يعترف العلم بالشعر كأفكار قابلة للتطبيق فالأدب يعطيك الحلم والخيال المجنح، والعلم يعطيك المكننة والآلة والدواء الشافي للمرض، وكلاهما لا يمكن الاستغناء عنه.
 ويقول الدكتور محمد الهادي عـيّـاد من  تونس: لئن كان المصريون سبّاقون إلى تجريب الكتابة في الخيال العلمي مثل توفيق الحكيم ويوسف السباعي ونهاد شريف، فإنّ الدكتور طالب عمران من سورية هو أكثر من اشتهر بالكتابة في هذا اللون الجديد من الأدب وهو الذي تخصّص فيه وكتب أكثر من ثلاثين قصّة ورواية في الخيال العلمي، والذي كان لنا شرف دراسة بعض أعماله ونشرها في مجلاّت عالمية متخصِّصة  فهو من الأعلام الذين كانت لهم إسهامات عديدة في تأسيس أدب الخيال العلمي العربي وكان لهم الفضل في التعريف به وتطويره.
بدورها الدكتورة عطيات أبو العنين تقول لقد استطاع د."طالب عمران" أن يقدم الواقع السياسي والاجتماعي من خلال أدب الخيال العلمي، فاستوحاها من الأحداث المؤلمة التي يمر بها العالم اليوم، يستشفها الكاتب بطريقة مثيرة يمتزج فيها الخيال بالواقع، وتحكي عن هموم الإنسان وخوفه من المستقبل وسط عالم مضطرب يسود فيه جبروت الطغيان؛ وذلك للوصول إلى فوائد علمية وأدبية وتربوية، في حبكة مشوقة تثير لدى القارئ الفكر والتأمل، وتمده بالمتعة في القراءة.
وتوضح أبو العينين إن عدسة طالب عمران ترى الواقع العربي المرير، كما ترى الظلم العالمي للواقع العربي والمؤامرات التي تحاك من الداخل والخارج،  وكل هذا جعله يتنبأ بمستقبل الدول العربية ومآل العالم. 
ويقول الكاتب الكبير يعقوب الشاروني من مصر  أن طالب عمران قد احتل مكانته الأدبية الكبيرة برواياته المتميزة في مجال الخيال العلمي، وإخلاصه لهذا النوع من الأدب. كما يتميز بخلفيته العلمية دقيقة التخصص ، فهو حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة التفاضلية والفلك، وعمل أستاذًا في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق ونشر عددًا كبيرًا من الأبحاث في اختصاصه العلمي.. وهذا التخصص العلمي من أهم ما مَيـَّز كبار مؤلفي الخيال العلمي على مدى تاريخ الاهتمام بهذا النوع من الأدب - كما أنه من أهم الباحثين في مجال العلوم عند العرب، والمهتمين بثقافة الأطفال.
أما فيصل الأحمر من الجزائر فيقول إن الخيال العلمي طاقة نظرية قوية تسمح لنا بخلق أبعاد غائبة عن دائرة الحواس فالخيال قدرة على الاستبصار والتفكير النظري المجرد الذي يتميز به العلماء الكبار والذي هو سلاح الفنانين الكبار الذين تبني على أعمالهم القفزات الحضارية الكبرى لافتا الى ان أكبر الخياليين هم جالينوس وأرخميدس وابن الهيثم وابن سينا والخوارزمي وعباس بن فرناس وجاليليو  وتوريتشيلي وباستور وآينشتاين... هؤلاء الذين يبدون لقارئ شهادة طالب عمران كأنهم إخوة بلا عمر –لا صغار  ولا كبار-  لطالب عمران؛ الفتى الذي فتح كتابا وهو صغير فلما نظر خارجه وجد نفسه كاتبا كبيرا تسافر أعماله عبر اللغات والأقاليم وتدار حول أعماله الندوات.
يشار إلى أن عمران  من مواليد "طرطوس" عام /1948/، حاصل على دكتوراه في المنطويات التفاضلية والرياضيات والفلك من الهند، له عشرات الدراسات منها "العالم من حولنا" و"كوكب العاصفة" و"الكون يكشف أسراره"، وما يزيد عن ثمانين عملا إبداعياً ومجموعات قصصية وروايات  منها "بئر العتمة" و"عوالم من الأمساخ" و"مدينة خارج الزمن" و"الفتية الأغرار وأسفار الكشف" و"الأزمان المظلمة"، وهو رئيس تحرير مجلتي الأدب العلمي ودوائر الإبداع الصادرتين عن جامعة دمشق- وزارة التعليم العالي ومجلة الخيال العلمي الصادرة عن وزارة الثقافة.
هناء صقور
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك