حادث تعرض له غيّر مجرى حياته كاملاً، وكان سبباً في دخوله معهد التمثيل ليصبح فيما بعد فناناً متمرساً، واليوم هو من بين النجوم السوريين الشباب في الساحة الدرامية المحلية.
هو الفنان محمد الأحمد الذي أحب الموسيقا وأتقن العزف على معظم الآلات الموسيقية، لكنه اختار في النهاية التمثيل ليكون مهنته الحالية، وهو شقيق الفنان المعروف أحمد الأحمد الذي سبقه بأعوام في الوسط الفني .
ويقول الأحمد إن تشابه دورَي بين مسلسلي «عناية مشددة» و«بلا غمد»، هو مجرد مصادفة. خضت تجربة الجندي على الحاجز في مسلسل «عناية مشددة»، والذي يبقى واقفاً في الحر والمطر والبرد ليحمي الناس ويدافع عنهم، أما في مسلسل «بلا غمد»، فجسدت شخصية الضابط الشريف، ولم أتعمد تكرار الشخصية، إنما العروض الفنية جاءت متشابهة في الوقت نفسه.
والأمر الجيد الذي يحدث أحينا هو التناقض في الأدوار التي قدمتها، وكنت أشعر بأن الناس سيقولون إنني فنان أذهب دوماً باتجاه الشخصيات الإيجابية، ولكن هذا التناقض كشف لي أن الجمهور أحبني في كلا الدورين، الخيّر والشرير.
مثل شخصية «جابر» في مسلسل «دومينو» فهو شاب طائش لكنه في الوقت نفسه ضحية، وينتمي الى عائلة مقتدرة ولها نفوذها، كما أنه لا يفكر أبداً، بل إن انفعالاته هي التي تقوده، وفي بعض اللحظات عندما يرى والده يبعده عن مركز القرار، يضطر لأن يلعب دور القائد لينفذ ما يريد حتى ولو من خلال أعمال شائنة، لكن معدنه الحقيقي يظهر عندما يقع في حب فتاة، فنراه شخصاً آخر معها، فيتعاطف الجمهور معه.
ويوضح أنه رصيده الفني بازدياد ما يقارب 50 عملاً ما بين الاجتماعي والتاريخي والبيئي، هذا عدا عن السينما، أحياناً نقول إن هذا الفنان مخطئ، وتفصيل صغير جداً قد يلفت نظر المشاهد، لكنني أرى أن ذلك طبيعي لأي فنان، وفترة عشر سنوات قد تكون قصيرة لتمثل طفرة.
ويشير الى انه عمل حلاقاً نسائياً، وفي الوقت نفسه كان يعزف الموسيقى، ودرس الأدب العربي، وأحب الشعر، ولم تكن هذه الأعمال مصدراً للعيش، ولكنني كنت شغوفاً بالموسيقى، ومهووساً بكل الآلات الموسيقية، كما كنت أحب الصيد كثيراً، ولكنني اليوم أمارس مهنة واحدة ألا وهي التمثيل.
فأنا لا أرى أن العمل في صالون نسائي هو انتقاص للرجولة، فمن يقول هذا يكون أيضاً يُعيّب على الرجل الذي يمتهن الفن، فالفنان يمكن أن يجسد شخصية امرأة فيلبس ملابسها ويضع شعراً مستعاراً، فهل نطلب منه عندها أن يمتنع عن الفن! فأي مهنة في العالم عندما نتقنها تصبح مهمة.
ويقول الأحمد .. تعرضت لحادث اضطرني للتوقف عن العزف، كنت أود الدخول الى المعهد الموسيقي، وهذا جعلني أذهب في اتجاه آخر ألا وهو التمثيل، وهذا لا يعني أنني لم أكن أطمح يوماً للتمثيل، إنما في تلك الفترة كنت ميالاً الى العزف، لكن هذا ما حدث وغيّر مجرى حياتي، ولو أنني عازف اليوم، لا أعرف ما إذا كنت سأصل الى الشهرة التي حققتها كممثل، لكن المثابرة على العمل وبذل الجهود هما اللذان يؤديان الى النجاح، وخاصة الموسيقى فهي تحتاج الى مجهود شخصي.
ويؤكد الأحمد أنه ليس صحيحاً ما يُقال من أن شهرتنا بدأت بعد خروج بعض النجوم الشباب للعمل في الدول العربية، لأن لكل مرحلة مكانها وشخصياتها، ومن سافر من النجوم لا يمكنه أن يمثّل كل المراحل العمرية، وقبل سفر هؤلاء النجوم كنا نعمل معاً، ولو أردنا التحدث عن الأزمة وتبعاتها فالحديث يطول، ففي هذه المرحلة بالتحديد أعمالنا لا تعرض على كل المحطات، فهناك نجم سوري وليس نجماً عربياً.
وعن الأعمال المشتركة فيقول هي ظريفة وسهلة، الكل يشاهدها ويسعد بها ومواضيعها ليست معقّدة، وهي وجبة دسمة للمشاهد، فالتلفاز فن بسيط وليس مركباً يحتاج الى تحليل، على عكس السينما التي تحتّم علينا توضيح الأمور التي لا يمكن توضيحها من خلال الدراما فنذهب في اتجاهات أعمق فيها إشارات استفهام ومواضيع شائكة للناس.
هناء صقور
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي