في صغرها أحبت المسرح وكانت تصنع مسرحاً للعرائس من ألعابها، لكن عندما كبرت ابتعدت عنه بقدر ابتعادها عن التمثيل السينمائي، ليس لأسباب ذاتية ولكن لأسباب متعلقة بظروف العمل المسرحي والسينمائي، فلمع نجمها في الدراما منذ العمل الأول "الطبيبة" وصولاً إلى شخصية "فريال" في "باب الحارة".
الممثلة السورية القديرة وفاء موصللي تتحدث لـ"الاشتراكي" عن سيرتها الفنية، وأهم مفاصل عملها الدرامي، معرّجة على أعمالها الإذاعية، كما كان للأزمة في سورية حصة من اللقاء مع موصللي المتفائلة بانفراجها، ولها أيضاً موقفها الخاص من الفنانين الذين تركوا الوطن.
*خلال مسيرتك الفنية الممتدة لعقود شاركت بعشرات الأعمال الدارامية، ماهي أهم الأعمال التي شاركت فيها، وتعتبرينها أحب الأدوار إلى قلبك؟
**الأعمال التي تميزت فيها عند المتابعين كانت خلال مفاصل من العمل الدرامي، وأول عمل كان "الطبيبة"، شاركت فيه بدور "نوال" رئيسة الممرضات، ومن خلال هذا العمل تعرّف الجمهور على وفاء موصللي.
بعد ذلك يأتي مسلسل "احتمالات"، هذا العمل كوميدي تاريخي، ومن خلاله أحس المخرج علاء الدين كوكش أني أستطيع أخذ أدوار لها علاقة بالكوميديا، فعرض عليّ أول مسلسل شامي "أبو كامل"، وقد حذرني حينها من دوري "صالحة" مع "زاهي أفندي" أنه رغم جديته فهو يحمل طرافة، وإذا سقطت الشخصية سيسقط العمل، وأنا في البداية ترددت، لكن كوكش شجعني وقمت بالدور بالشكل المطلوب، وقد كان مفصلاً مهماً في حياتي الفنية.
ولاحقاً بدأت تعرض عليّ أعمال كوميدية مثل "مرايا"، ومن خلال مرايا تعرّف عليّ الجمهور أكثر وأكثر، وفي مسلسل "أيام شامية" كان دوري وعملي مهماً في حياتي الفنية، وبعدها الناس أحبوا دوري في مسلسل "الطير".
عمل آخر مهم هو "باب الحارة" وشخصية "فريال" التي عملت عليها كثيراً لدرجة أصبح الناس يعتقدون أن شخصيتي تشبه شخصية "فريال"، وهي شخصية موجودة في المجتمع، وتعبت كثيراً لإعطاء الشخصية حقها، وقد أحدثت منعطفاً في حياتي، ولا أستطيع أن أنسى العمل البسيط "أبو البنات" وهو رغم أنه كان عملاً سباعياً، لكن كان له حضور كبير.
هذه هي أهم المفاصل، ولكن ليست كل الأعمال التي لها مكانة كبيرة.. أنا أحب مسلسل "شوق" لأنه جدي ويعكس الوجع السوري، وأنا أحب الأدوار الجدية التي أديتها.
*كيف كانت طفولة وفاء موصللي؟
**في صغري كان عندي حب للمسرح، فكنت أجمع الألعاب في المنزل وأصنع منها مسرح عرائس وأدعو أولاد الجيران، وكنت أقوم بتأليف المسرحيات، وأنتقد فيها أهالينا بشكل كوميدي، كما كنت أعزف الموسيقا، وكبرت وبقيت هذه الطفولة موجودة في داخلي.. من الجيد للفنان أن يبقى الطفل في داخله ليتمتع بالخيال الواسع والعفوية بالأداء.. باختصار استمتعت بطفولتي "بالطول وبالعرض".
*اشتهرت في العمل الإذاعي بـ"يوميات عائلية"، هل موصللي سيدة "بيتوتية"، وتفضّل أجواء العائلة على أجواء العمل والخروج؟
**أنا بشكل عام لا أفضل شيئاً على غيره، بمعنى كل شيء له وقته ومكانه، عملي هو عملي ومنزلي هو منزلي، لكن أنا نوعاً ما بيتوتية خاصة بعد وفاة زوجي سامر جلعوط، حيث أصبحت ابنتي نايا شغلي الشاغل.
وهنا أود الحديث عن "يوميات عائلية".. هذا العمل استمر لـ13 سنة، وكان قريباً من الأسرة، ومساحة انتشاره كبيرة، وله ميزة خاصة حيث كان جزءاً من البيت السوري.
واليوم أقوم مع زميلي علي كريم بعمل يشبه يوميات عائلية، اسمه "لازم نحكي" وهو برنامج إذاعي يومي يتناول المشاكل اليومية في الحياة السورية.
أحب الإذاعة فهي موطني الثاني بعد المسرح، أنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعدها تابعت دراستي في روسيا، والمفروض أن أكون ممثلة مسرحية بحق لكن للأسف الشديد ابتعدت عن المسرح، عندما شعرت أنه لا يعكس الحياة اليومية المعاصرة.
*لماذا موصللي بعيدة عن التمثيل السينمائي؟
**أنا لست بعيدة عن السينما، لكن نحن ليس لدينا قطاع خاص، والاعتماد بشكل أساسي على المؤسسة العامة للسينما، وهي مقلّة في أعمالها – أعمالها قليلة – وأنا حظيت بفرصتين للعمل معها في فيلم "شمس في يوم غائم" و "كومبارس".. وغير ذلك لدي مشاركات كثيرة مع سينما الشباب، وآخر مشاركة كانت من خلال "مخاض الياسمين"، مع الزميل الابن المبدع علاء صحناوي، وفي الحقيقة سينما الشباب تعكس آراء ووجهات نظر الشباب، وكيف يرون الوضع في سورية، ويصدرون للخارج من خلالها واقع الحال في سورية فيصححون الصورة الخاطئة حول وطننا، وقد أثبتت جديتها ونجاحها.
*كيف ترين الأوضاع في سورية اليوم، هل أنت متفائلة بانفراج الأزمة؟
**أنا متفائلة جداً بتحسن الأوضاع في وطني، وأتمنى أن يتحقق السلام والأمان في أقرب وقت، ويعود السوريون ليصبحوا يداً واحدة، وتتوقف التدخلات الخارجية، والنصر قريب بإذن الله.. نحن اليوم في حالة مخاض حقيقي ويجب تضافر الجهود لتصبح سورية في أحسن حال.
*ماهو تعليقك على الفنانين الذين تركوا سورية في أزمتها؟
**هذه حرية شخصية، هناك أشخاص هاجروا خوفاً على حياتهم وحياة أبنائهم، وأنا لست ضدهم، ولكن عتبي وهو أكثر من عتب على الفنانين الذين أججوا الصراع من دون أن يدركوا تداعيات تصرفاتهم، والذين من المفترض أن يملكوا رؤية واضحة لما يحصل.. التحريض سيئ جداً ويسبب بالويلات، وأريد أن أقول لهم كان يجب عليكم أن تصمتوا حتى تتضح الحقائق.
كاترين حمود