الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال

الأخبار » ثقافة وفنون

الصفحة السابقة »

ظواهر غيرت معادلات المنطقة

2017-07-09 20:10:17

ظهرت في   السنوات السبع الأخيرة على الساحة الإقليمية في الشرق الأوسط عدة  ظواهر غيرت المعادلات المعتادة, سواء على المستوى السياسي, والاستراتيجي والعسكري وحتى على المستوى التكتيكي .
فبعد تشكيل التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية عام 2011 من قبل الدول الراعية للإرهاب والمراهنة على تغيير خريطة الشرق الأوسط وتقسيم دول المنطقة ’ في خضم موجة ما أطلق عليه زورا اسم ( الربيع العربي ), تم طرح كم هائل من المفاهيم السياسية والاجتماعية والإعلامية من خلال وسائل الإعلام العالمية والإقليمية الناطقة باللغة العربية وهي في الحقيقة ناطقة باسم الامبريالية العالمية والتي حاولت تشويه الحقائق والثوابت الوطنية لكل المنطقة, فمثلا ماعاد الفلسطيني الذي يرتقب رصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شهيداً،بل قتيلاً في بعض الفضائيات،ولم تعد القضية الفلسطينية قضية مركزية، ولم تعد إسرائيل عدو العرب،بل أصبحت إيران المساندة للقضايا العربية هي العدو،وأصبح شاهد العيان على الفضائيات والذي يتكلم بهتانا وزورا،وهو في غرفة خاصة بجانب استوديو البث مرجعية، وما يتفوه به من زورا هو الحقيقة، والحقيقة أصبحت ضرباً من الخيال، وأصبح خيالاً مريضاً مرتبطاً بلغة خشبية لاطائل منها، وأصبح الوطني الغيور على وطنه المدافع عنه ديكتاتوراً ظالماً، لعبوا على كل الأوتار وشدو كل الحبال، من الطائفية إلى المذهبية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
لم تفلح كل تلك الأساليب المتبعة في تغيير الحقائق الفعلية لمن يحلل و يركب الأحداث والمعطيات ويقرأ مابين السطور ولمن هو متشبع بالفكر القومي الحقيقي،فمثلاً الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية بقيت في الوجدان رغم التشويه الإعلامي، ورغم التمهيد الذي يقوم به عربان الخليج للارتماء بأحضان (إسرائيل) الكيان المحتل المغتصب للحقوق والمحتل للمقدسات الإسلامية التي يدعون زورا حمايتها وخدمتها، وبقي هذا الشعب صامدا مقاوما رغم خيانة قيادته الإخوانية لمبادئ هذا الشعب العظيم.
وفي اليمن تم تغيير المعادلات العسكرية تماما, واثبت رجل المشاة الذي لا يمتلك إلا بندقية فقط، مع الإرادة والصبر والتصميم على حماية الكرامة، إنه قادر على الانتصار على أعتى الهجمات والحروب.. قليلون من يعرفون حجم القصف والدمار الذي أنتجه القصف السعودي القذر على اليمن وشعب اليمن والبنية التحتية لليمن .. لم يعد هناك مؤسسات للدولة.. لم يعد هناك مؤسسات صحية.. ولا مخازن وقود .. ولا أي مخزون استراتيجي من القمح أو أي سلعة ضرورية أساسية هناك، وتفشت الأمراض والأوبئة طبعا لا سبيل لذكر الكهرباء والمياه والانترنيت ومراكز الهاتف، فقد أصبحت من الماضي..السعودية صبت جام غضبها من مدى أكثر من سنتين على هذا البلد الصامد العروبي.. لإخضاعه للهيمنة الأمريكية والمشيئة الإسرائيلية بأدوات عربية عبر هذا الغلام محمد بن سلمان..لكن الجندي اليمني اثبت إقدامه وغير المعادلة المعتادة والمتداولة منذ الحرب العالمية الأولى بأن من يمتلك الطيران يمتلك الأرض.
ونأتي إلى الظاهرة الأخرى والأهم وهي الشعب السوري .. فبعد كل هذا الإرهاب الذي تم دفعه إلى داخل الحدود السورية وقتله وإحراقه لهذا الشعب العظيم بقي صامدا يقف بوجه المخطط له من تقسيم وهيمنه .. بقي إلى جانب جيشه المغوار المقدام الباسل وقيادته الحكيمة .. فلولا موقف هذا الشعب لما صمد الاقتصاد، رغم كل التخريب لم ننقطع من رغيف الخبز ولا من الحليب،كما بعض الإمارات، ولم تفقد أي سلعة اقتصادية مهمة في السوق السورية رغم الإجراءات القسرية الأحادية الجانب من قبل الغرب على سورية، فلا خوف على وطن يأكل أبناؤه مما يزرعون .. أيضا عقيدة هذا الجيش أصبحت أسطورة شاء من شاء وأبى من أبى وهو يصنع الانتصار تلو الأخر بعزيمة أبناء هذا الشعب العظيم.
الظاهرة الأخرى التي قلبت الموازين في المنطقة لاسيما مع العدو الإسرائيلي هي المقاومة اللبنانية بقيادة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله .. قائد المقاومة ومذل المعتدين .. فقد شكل من تسعينيات القرن الماضي الرقم الصعب الذي أخرج الكيان الإسرائيلي المحتل من الجنوب اللبناني،وأهانه وذله .. وفي الحرب العدوانية عام 2006 خرج منتصرا من أعتى آلة قتل في المنطقة وغير المعادلة .. وفي بداية الحرب وضعت ( إسرائيل)  أهدافا كبيرة في الوصول إلى بيروت وتدمير سلاح المقاومة ووووو ... وفي اليوم الثالث من الحرب ومع توالي تدمير الدبابات الإسرائيلية ووصول صواريخ الحق إلى عمق الباطل بدأت تلك المطالب تنخفض بالوصول إلى نهر الليطاني .. وبعدها لم يكن أمام الكيان الصهيوني ..إلا الانكفاء وإيقاف الحرب العدوانية وخروج المقاومة منتصرة .. وهي الآن تقف شوكة في خاصرة المشاريع التقسيمية البغيضة وهي رأس حربة محور المقاومة في المنطقة التي أفشلت المخططات الأمريكية التي تحدثت عنها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في حينها والأمير السعودي بندر بن سلطان والذي كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات السعودي بعد أن قضى 22 عاما سفير النظام بني سعود في واشنطن بين أحضان اليهود الصهاينة .
من يرسم حدود المنطقة ومن يغير المعادلات هم أبناؤها فقط الذين يحافظون على شرف وكرامة الأمة العربية رغم ما يحاك لها ويرسم ويخطط.
جمال ظريفة


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك