لينا مفلح شاعرة تلم بموهبتها التي اعتمدت على مقومات حقيقية أغنتها بمطالعات الشعر عبر مراحله المختلفة مما مكنها من القدرة والالتزام بالشعر الخليلي الذي مازال يعد رأس فنون الشعر وحول مسيرتها كان الحوار التالي:
** ما سبب وجود هذا الكم الهائل من كتاب النثر على الساحة الثقافية بحجة أنهم شعراء؟
السبب هو السعي نحو الحداثة وارتباط الحداثة بالخروج على الشكل المتعارف عليه للقصيدة ألا وهو البحور الخليلية وبالتالي هذه المظاهر أفرزت ما يعرف بقصيدة النثر ويعتبرها كتابها شعراً لذلك اختلط الحابل بالنابل وتهافت معظم من لا يتقنون كتابة الشعر الموزون على النثر الذي يعد مجالاً أوسع لطرح الفكرة برأيهم وعدم تقييدها بوزن وقافية.
** تحت أي مسمى تسمين النثر وهل هو ابتكار حديث. أم أنه موجود منذ القدم؟
النثر تندرج تحته أنواع عدة كالمقامة والمقالة والخاطرة والقصة الخ
الشعر شيء مختلف وله ضوابطه والاختلاف واضح سواء لدى الناقد أو القارئ و النثر ليس ابتكاراً حديثاً، وأعتقد أنه من أنواع التعبير الوظيفي وفي حالات خاصة يكون إبداعياً فيقترب من الشعر إلى حد ما من حيث الصورة واللغة الشعرية.
** كيف تعرفين الشعر وفق ما تكتبينه أنت؟
الشعر هو خلجات الروح وهو ما ينبض به الشاعر ويتنفسه ولعل الأبيات تعبر عما يمثله الشعر لي:
يا سائلاً هلا سمعت وهل تعي
ما الشعر إلا رعشة في الأضلع
هو من يطال بنا النجوم تعلقا
ويحط من قدر السخيف الموضع
هو حالة تنتابنا فيصيبنا
هذا الجنون البحتري الأصمعي
** هل تتوافق الحالة النفسية التي تكتبين خلالها الشعر مع حالات الشعراء الآخرين أم أن لكل شاعر مزاجه؟
لكل شاعر طقوسه ومزاجه ولا أظن هناك توافق بين شاعر وآخر في المزاج وطقوس كتابته الشعر وبالنسبة لي الشعر هو الذي يكتبني وله طقوسه التي لا أستطيع إدراكها.
وعندما يتأتى للشاعر ما يسمى بالحالة الشعرية تستنفر فيها كل حواسه وفكره وموهبته تختم ذلك في عمله الإبداعي الذي يظهر في النهاية على شكل قصيدة وحالة الخلق هذه متباينة عند جميع الشعراء.
هل تحددين البحر الخليلي أثناء كتابة الشعر أم أن الموهبة هي التي تهيئ القصيدة والبحر؟
كما قلت سابقاً الشعر هو الذي يكتبني لذلك الموهبة هي التي تستحضر البحر والقافية وقد يطلب مني كتابة قصيدة أو استحضر أنا القصيدة رغم العناء في ذلك وعندها اختار البحر والقافية التي تتوافق مع القصيدة وغرضها الشعري وموضوعها.
** في هذا العصر الذي كثرت فيه أشباه الشعراء.. لمن تقرأ الشاعرة لينا المفلح؟
الحقيقة قرأت لكبار الشعراء وأشهرهم وللمغمورين وما زلت اقرأ وأبحث وأستقصي وراء الإبداع أينما وجد وبأي حالة كان وبأي عصر وما أقرأه هو الحرف الجميل دون الالتفات إلى تجربة الشاعر واسمه وأقول في ذلك مازال الشعر بخير.
** أنت مدرسة لغة عربية فهل هذا له علاقة في صقل موهبة الشاعرة.. أم أن الشعر حالات إنسانية وموهبة متفردة تفرض نفسها عل أصحاب الذائقة المرهفة؟
لاشك أن الموهبة هي الأهم والدراسة عامل مساعد على صقل الموهبة لا أكثر وهناك شعراء كبار لم يدرسوا اللغة العربية بل وهناك من لم يدرس قط.
لكن الدراسة مهمة في صقل تجربة الشاعر وثقافته وفي إثراء لغته ورفدها بروافد تبلورها وتشكلها وتستخلص منها الحالة الإبداعية المتميزة والمتفردة.
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي
نبوغ أسعد