الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

إضاءات على قرارات المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال

إضاءات على قرارات المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال

1 من2

في المجال الثقافي
تعتبر الثقافة إحدى المستلزمات الضرورية للنضال النقابي في مختلف الظروف والأوضاع التي تسود ساحة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ولكي يحقق هذا النضال أهدافه ويستقطب القوى الحليفة وصاحبة المصلحة الحقيقية بهذه الأهداف فلابد ان تتسلح الطبقة العاملة وحركتها النقابية بسلاح العلم والمعرفة العامة والانتقائية وبذلك تمتلك القدرة على وعي ذاتها وتحديد مسارات نضالها وأولوياتها وبالثقافة وحدها يمكن تحليل الواقع وتفسير ظواهره وتناقضاته والعمل على تغييره.
ومن البديهي ان تضطلع الحركة النقابية بالجانب الأكبر والأساسي من مهمة التثقيف العمالي وان تعمل على امتلاك الوسائل اللازمة لذلك وخاصة وسائل الإعلام الجماهيري التي تعتبر الأقنية الرئيسية للتوعية والتثقيف والتواصل مع القواعد العمالية. بالاضافة إلى مؤسسات ومراكز التثقيف كالمعاهد والنوادي والمكتبات والصحف وان توجه الأنشطة والفعاليات النقابية والفنية والرياضية وغيرها.. الوجهة السليمة والصحيحة التي تخدم أهداف نضال الطبقة العاملة وتنمي شخصيتها وقدراتها وتعمق وحدتها الطبقية وصلاتها النضالية مع القوى السياسية والتقدمية والطبقات والشرائح الاجتماعية الحليفة والرديفة لها والتي ترتبط معها طبقيا وفكريا.
فالثقافة هي فعل إنساني بحد ذاته لا تقف حاجة الانسان إليها عند حد بل تزداد تبعا للمتغيرات التي يواجهها والتي تقتضي منه استنباط أفضل الوسائل لمعالجتها لاسيما الثقافة العمالية التي تعتبر ثقافة شاملة باعتبارها تتصل بالعديد من النشاطات الفكرية ذات المضامين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهي ثقافة خاصة لأنها تركز جهدها الرئيسي في انشاء وتطوير وعي عام لدى أبناء الطبقة العاملة التي تشكل شريحة واسعة وأساسية في المجتمع وبالتالي فالثقافة العمالية تهتم بما يتصل بشؤون العمال وهمومهم وتطلعاتهم وتعمل على تطوير مفاهيم العامل بحيث يتمكن من امتلاك الوعي الذي يؤهله كي يكون عنصرا فاعلا في محيطه مدركا لمسؤولياته قادرا على تحملها مكرسا ثقافة العمل التي تنطلق من مفهوم بناء المواطن فكريا وبناء الوطن اقتصاديا واجتماعيا اضافة إلى إعداده تنظيميا واداريا للمهمات النقابية والوطنية وهذا ما ظهر خلال السنوات الماضية والتي كان فيها النقابيون والعمال على قدر المسؤولية في التصدي للعدوان الذي يتعرض له الوطن في محاربة الارهاب الذي يضرب على أرضه البشر والحجر فدافعوا بكل بسالة عن منشآتهم ومواقع العمل التي يعملون فيها.
ونلاحظ مع بدايات الدورة السادسة والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال ان قيادة الاتحاد ونخص أيضا رئيس الاتحاد العام ومن خلال بعض القرارات المتخذة والاجراءات التي بدئ بها الاهتمام اللافت بالثقافة عموما وبالثقافة العمالية خصوصا حيث بدئ باستخدام كافة الوسائل المتوفرة لدى الحركة النقابية المقروءة والمسموعة والمرئية بالاضافة إلى المعاهد النقابية المنتشرة في جميع المحافظات لتكوين نهج فكري ومعرفي أصيل يعبر عن تراث الحركة النقابية في مراحل نضالها الطويل لجعل العامل أكثر ادراكا والتصاقا بقضاياه العمالية والوطنية.
مدركين ونحن نخطو خطى ثابتة نحو تحقيق أهدافنا وبرامج عملنا الثقافية وغيرها حاجتنا إلى الثقافة المجددة التي أصبحت أكثر إلحاحا لنرتقي بأدائنا إلى المستوى الذي نستطيع من خلاله ان نقوم بدورنا على أكمل وجه في محاربة التطرف الذي أنتج فكرا ارهابيا يمارس اليوم في وطننا قتلا وتدميرا وإكمال المشروع الوطني في التطوير والتحديث الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد وترسيخ مفهوم ثقافي جديد يستند إلى العلمية والموضوعية وفكر متجدد يتطلع إلى تحقيق أفضل النتائج في خدمة الوطن.
إن هذه المرحلة التي يعيشها قطرنا تلقي على كاهل الحركة النقابية والطبقة العاملة مسؤوليات واسعة تضعها أمام مهمات ملحة سياسية واقتصادية واجتماعية وهنا تصبح الطبقة العاملة أحوج من أي وقت مضى للتسلح بالعلم والمعرفة وامتلاك القدرة على المشاركة في صنع القرار الوطني وتنفيذه. ومن هذه الحقائق والمعطيات ينطلق الاتحاد العام لنقابات العمال في فهمهم لدور الثقافة وإدراكه لأهميتها وممارسته لمهمة التثقيف العمالي وهو يسير بعمل مستمر ومتواصل لإقامة وتطوير مؤسسات التثقيف والإعداد النقابي والوسائل الإعلامية وتوسيع الأنشطة والفعاليات النقابية وفي مجالات الفنون والرياضة والمكتبات بحيث تتكامل هذه الفعاليات والأنشطة وتسهم جميعها في إنماء تيار الثقافة العمالية وبلورة مفاهيمها الطبقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالاستنتاج يتضح لنا مدى الأهمية التي يجب إيلاؤها لقضية تنمية الوعي والثقافة بين العمال كما يتضح الدور الهام الملقى على عاتق التنظيم النقابي في هذا المجال الذي هو من صلب نضالات الطبقة العاملة جنبا إلى جنب مع نضالها السياسي والاقتصادي والاجتماعي بحيث لا يستقيم أمر إحداها بدون استكمال الأخرى.
*صالح خباز
‏14‏/04‏/2015

 


مشاركة :
طباعة