الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

في رحاب المؤتمر الـ 26 للاتحاد العام لنقابات العمال إضاءات من أدبيات الحركة النقابية السورية

في رحاب المؤتمر الـ 26 للاتحاد العام لنقابات العمال
إضاءات من أدبيات الحركة النقابية السورية
2/4


المؤتمر هو اجتماع عام يضم عددا من المشتركين لدراسة ومناقشة موضوعات معينة واصدار توصيات بشأنها أما المؤتمر العام يضم عددا كبيرا من المشتركين قد يصل إلى عدة مئات والاشتراك فيه مباح لجميع المنظمات والأفراد المختصين حسبما أورد معجم مصطلحات التنمية الاجتماعية ويعقد لمدة محددة لتبادل الرأي في الموضوعات المعروضة عليه واصدار توصيات تنشر على نطاق واسع.
ولايخفى على أحد أهمية المؤتمرات العامة في حياة المجتمعات البشرية والمنظمات والنقابات ومختلف المؤسسات والأدوار التي تؤدى بها في التواصل بين أعضائها وفي تقييم وتقويم أعمالها ونشر منطلقاتها الثقافية والفكرية والاقتصادية والتنظيمية..الخ وهذا ما يعيدنا إلى تسليط الأضواء على بعض أدبيات الحركة النقابية السورية من خلال مؤتمراتها العامة وشعارات تلك المؤتمرات التي انعقدت في ظلها.
شعار المؤتمر العام الـ17:
بعد مرور عامين كاملين على انعقاد المؤتمر العام الـ 16 ومع اشراقات فجر التصحيح المبارك انعقد في دمشق من 20-23 أيلول 1972 المؤتمر السابع عشر للاتحاد العام لنقابات العمال في القطر العربي السوري تحت شعار: (النقابية السياسية بديلاً عن النضال المطلبي أساس وحدة الطبقة العاملة ودعامة معركة التحرير).
ما المسوغات التي اتخذها أعضاء هذا المؤتمر لرفع هذا الشعار وما الغاية أو الهدف الذي يسعى إليه المؤتمر الـ 17 من ذلك؟ يبين رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال آنذاك الرفيق غازي ناصيف مكي ذلك بقوله: (ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار يحدد مهامنا للمستقبل ويوضح أسلوب العمل والى أين يجب ان تتوجه نشاطاتنا وبذلك ينتقل نضالنا النقابي إلى مرحلة أعلى وأرقى من حيث النوعية حيث سيكون المؤتمر مدرسة لنا جميعا نناقش فيه كافة القضايا والمسائل التي تهم الطبقة العاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا).
ونرى شرحا وافيا لمعطيات ودلالات هذا الشعار ومضمونه وأهدافه من خلال الكلمة التاريخية التي ألقاها السيد رئيس الجمهورية العربية السورية القائد المؤسس حافظ الأسد على أعضاء المؤتمر بقوله: إن تكريس النقابية السياسية بديلا للنضال المطلبي كأساس لوحدة الطبقة العاملة من أجل التحرير الذي رفعتموه شعارا لمؤتمركم له أكثر من دلالة
انه أولاً: دليل على ادراككم لطبيعة المرحلة التي نجتازها ومتطلبات هذه المرحلة.
انه ثانياً: دليل ادراككم لضرورة مراعاة الأولوية في سلم المهمات المطروحة أمامنا ي هذه المرحلة.
انه ثالثاً: دليل ادراككم لتعارض النضال المطلبي مع النضال من أجل البناء الاشتراكي ومن أجل تعميق التحولات الاشتراكية في ظل الدولة الاشتراكية.
وانه رابعاً: دليل ادراككم لضرورة الارتفاع بالمهمة الملقاة على عاتق الطبقة العاملة إلى مستوى الشمولية الذي يرتفع عن المطالب الضيقة والآنية ليرقى عن وعي عميق إلى هذا المستوى الشمولي.
وبدورنا نرى ان هذا الشعار يؤكد عزم وتصميم الطبقة العاملة وحركتها النقابية على التصدي لمسؤولياتها التاريخية ومهامها القومية والطبقية بمزيد من التلاحم مع الجماهير والالتزام بقضاياها المصيرية.
ويشير البيان الخاص بأعمال المؤتمر الذي أصدره المكتب التنفيذي للاتحاد العام حول هذا الشعار: (إن الشعار الذي رفعه المؤتمر السابع عشر للاتحاد العام لنقابات العمال يحمل في طياته مهام كبرى ويرتب على الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي المزيد من المسؤوليات التي تتناسب ودور هذا التنظيم وتجسد أهدافه).
شعار المؤتمر العام الـ18:
وفي الفترة الممتدة ما بين 21 – 24 أيلول 1974 انعقد المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام لنقابات العمال في القطر العربي السوري في دمشق وذلك تحت شعار: (نحو مواقع متقدمة للطبقة العاملة في البناء والتحرير ترسيخاً لشعار النقابية السياسية) وتبرز مقدمة التقرير المقدم لهذا المؤتمر مسوغات رفع هذا الشعار في ان مجرد التصريح بالخطو نحو مواقع متقدمة يحمل في طياته تصميما كبيرا وعزيمة قوية من أجل صنع المستقبل الأفضل كما يوحي بتوفر القدرة والامكانيات المتاحة في الواقع وهذا شرطان ضمنهما اتحادنا عندما أقدم على عقد المؤتمر الثامن عشر تحت هذا الشعار.
وتأتي أهمية هذا المؤتمر من حيث كونه المؤتمر العادي الأول الذي يعقده التنظيم النقابي للطبقة العاملة بعد حرب تشرين التحريرية وانتصاراتها.
وحول الشعار الذي انعقد هذا المؤتمر في ظله يقول الرفيق محمود حديد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال آنذاك خلال جلسة افتتاح المؤتمر المذكور: (انقضت منذ قيام الحركة التصحيحية دورتان نقابيتان سبقت الأولى شعار النقابية السياسية وحملت معاناة جديدة للتنظيم النقابي وكان لهذه المعاناة الأثر البالغ في رفع شعار النقابية السياسية ثم نقل هذه الفكرة من مرتبة الشعار إلى مرتبة النهج الفكري الدائم للتنظيم النقابي عبر الاستمرار في اغنائها بالتجربة الحية لنقاباتنا وها نحن بعد سنتين من المؤتمر السابع عشر نحمل في هذا المؤتمر حصتنا من آمال أمتنا وآلامها تنفيذا للنقابية السياسية ألا وهو النضال النقابي لاحتلال مواقع متقدمة في عمليتي البناء والتحرير على جميع الأصعدة التي تخص الطبقة العاملة في مسيرة حزبنا العظيم بقيادة الرفيق حافظ الأسد).
ويتجلى بوضوح مضمون هذا الشعار وأهدافه وغاياته من خلال الكلمة الهامة التي تحدث بها السيد رئيس الجمهورية القائد المؤسس حافظ الأسد إلى أعضاء المؤتمر بقوله: ويسرني ان ألاحظ ان شعار المؤتمر الثامن عشر هو نحو مواقع متقدمة للطبقة العاملة في التحرير والبناء ترسيخا للنقابية السياسية. ان هذا يؤكد الأمور التالية:
أولاً: ان الطبقة العاملة قطعت خطوات واسعة على طريق تكريس النقابية السياسية وهي الآن في سبيل ترسيخها.
ثانياً: ان الطبقة العاملة مدركة لدورها في دعم قدرة المسيرة الاشتراكية على مواصلة تحقيق المزيد من المكاسب والانجازات للجماهير الواسعة.
ثالثاً: ان الطبقة العاملة مدركة للترابط الوثيق بين البناء والتحرير.
وانطلاقا من إيماني وإيماننا جميعا بضرورة تجسيد هذا الشعار عملا على أرض الواقع أرى ان يوضع برنامج عمل.. لتنفيذ ذلك وفق ما تحدث به السيد الرئيس ولاريب ان كلمة سيادته حملت تأكيدا جديدا على دور الطبقة العاملة وانتقالها إلى مواقع متقدمة في سبيل ترسيخ شعار النقابية السياسية.
لقد وعى تنظيمنا النقابي شعرا النقابية السياسية ومارسه نظريا وعمليا في مختلف مجالات نضاله ووفقا لما تبرزه الدراسة الموجزة حول الحركة العمالية في القطر العربي السوري سلسلة الاعداد النقابي رقم 16 وبيان دور المؤتمرات العامة والشعارات التي عقدت تحت لوائها في تعزيز مواقع الطبقة العاملة في المجتمع وحث الحركة النقابية إلى ممارسة دورها التاريخي ممارسة فعالة في مختلف مجالات الحياة حيث يعتبر شعار كل من المؤتمرين السابع عشر والثامن عشر مؤشرا جديدا على مدى تطور حركتنا النقابية وتعاظم دورها وتقدم مسيرتها النضالية.
ان شعار النقابية السياسية الذي عقد تحت لوائه المؤتمر السابع عشر وأكد على ترسيخه المؤتمر الثامن عشر لم يبتدع ابتداعا ولم يأت عفو النضال بل جاء نتيجة معاناة نضالية شاقة طويلة من جانب حركتنا النقابية الثورية لمختلف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تعترض طريق تطورها وتحررها وطريق تحقيق أهداف الطبقة العاملة في المجتمع الأمثل المجتمع الاشتراكي.. جاء نتيجة تمثل أفكار الاشتراكية العلمية وتجارب الطبقة العاملة والحركة النقابية في العالم.
‏09‏/12‏/2014

بسام جبلاوي
مدير المعهد النقابي المركزي
 


مشاركة :
طباعة