الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

رحلة في الذاكرة سورية الحديثة.. مسيرة البناء والاستثمار الزراعي في محافظة الرقة

رحلة في الذاكرة
سورية الحديثة.. مسيرة البناء والاستثمار الزراعي في محافظة الرقة

 البداية كانت في محافظة الرقة التي كانت تعيش على أنقاض الإهمال ولقمة سائغة للفيضانات المتكررة لنهر الفرات وروافده حيث جاءت الانطلاقة الأولى من هناك وكنت شاهدا حقيقيا على ذلك المشروع التنموي النهضوي الذي نقل الرقة من واقع مهمل ومتصحر إلى واقع يعج بالخير والعطاء والتجدد (سد الفرات العظيم) الذي أعلى بنيانه القائد المؤسس حافظ الأسد..
 مزارع الدولة: التي تزيد على خمس عشرة مزرعة وقرية نموذجية فيها جميع الخدمات للعمال القادمين من مناطق الغمر للسد وغيرهم.
فيها أقنية الري والصرف وفيها فرص العمل وفيها الابداع الانساني في أرقى أشكاله من خدمات للماء والكهرباء والأسواق والمباني الصحية ونظام العمل المؤسس لعطاء حقيقي وانتقال سريع ومضطرد من حالة الرعي التي كانت سائدة إلى حياة الاستقرار والعمل والعطاء وحياة الرفاهية التي أصبحت بفضل هذا الانجاز.
وكانت المدارس والمستوصفات والأسواق التجارية وجميع مستلزمات الحياة وكانت الطرقات التي هي شرايين الحياة.
وكانت الزراعة الممكننة وفرص العمل لجميع أبناء منطقة الاستصلاح بل كانت هناك في محافظتي الرقة وحلب سورية المصغرة التي توافد عليها وعاش فيها من جميع أبناء سورية الذين عقدوا العزم على بناء الأساس اللازم من سدود وأقنية ري وصرف من أجل حياة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وكانت الإرادة وكانت القيادة الحكيمة والشجاعة للقائد المؤسس حافظ الأسد الذي كان لزياراته المتكررة لمواقع السد واستصلاح الأراضي الأثر الكبير في تقدم وسرعة ودقة انجاز استصلاح الأراضي التي أصبحت مصدرا لتأمين فرص العمل ومواقع انتاج حقيقية وداعمة لاقتصاد سورية.
وحيث كانت حياة الرعي والبداوة هي السائدة وكان الفقر والعوز والحياة البسيطة والبعيدة كل البعد عن المدنية والتعليم والثقافة أصبحت الرقة بمدينتها وريفها ورشة عمل دائمة في البناء وفي جميع مناحي الحياة لتكون مهدا صالحا لورشات عمل كبرى متنقلة في جميع أنحاء وأراضي محافظة الرقة حيث كان هناك العمل وبسمة الأمل لجميع أبناء سورية المشاركين في ورش البناء هم وأفراد أسرهم ولتتقدم الحياة شيئا فشيئا ويحل النور بدل الظلام والمدنية بدل البداوة والعلم بدل الجهل والبناء الصحي والطرقات ووسائط النقل الحديثة بدل التخلف والبؤس والحرمان في كل مكان.
وانتعشت الحالة الاقتصادية شيئا فشيئا خلال جهود حكومية وشعبية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وبتوجيه كريم من القائد المؤسس حافظ الأسد وهذا بدأ فعلا ولأول بذرة قمح للاستثمار في مزرعة الأندلس لمساحة تزيد على 1400هـ تبعد عن الرقة 30 كم وذلك في عام 1972 حيث كان لي شرف ان أكون الفني الزراعي مع عدد لا يتجاوز ثلاثة فنيين قاموا بأول عملية استزراع بعد الاستصلاح وفي هذه المزرعة الأولى من خمس عشرة مزرعة أخرى بدأت فيها أعمال الاستزراع والاستثمار تباعا.
وكان لزيارة القائد المؤسس حافظ الأسد في عام 1973 إلى قرى ومزارع المشروع الرائد ومحطة ضخ كديران التي كانت منصوبة على ضفة نهر الفرات اليسرى لترفع المياه إلى قنوات الري التي تم شقها بعناية وخبرة دول صديقة كرومانيا وروسيا وغيرهم.
كان لهذه الزيارة الأثر البالغ في انطلاقة العمل في التقدم في جميع مناحي الحياة وجاءت هذه الزيارة إلى هذا الموقع الاقتصادي لتكون المنطلق الأول لثورة حقيقية في استصلاح الأراضي امتدت لتشمل جميع أراضي الجمهورية العربية السورية حيث أدرك القائد المؤسس رحمه الله ان قدر سورية في الزراعة وأن قدر الزراعة في استصلاح الأراضي والتوسع فيها أفقيا من خلال زيادة المساحات المستصلحة وعموديا من خلال تحسين المردود في وحدة المساحة وزيادة الخبرات والأبحاث في كل مكان ولاسيما في مواقع الاستصلاح حيث كان هناك مزارع نجد – غرناطة وغيرها ومحطات بحوث شاملة لجميع أنواع وأصناف المنتجات وفي بيئة العمل ذاتها.
وكانت بداية الانطلاقة من قرى ومزارع وادي الفيض وقراه الثلاث مزرعة الأندلس ومساحتها تزيد على 1400 دونم ومزرعة الرشيد ومساحتها تزيد على 21000 دونم ومزرعة الأنصار ومساحتها تزيد على 2600 دونم وهي مساحة ستة آلاف هكتار من أصل 31000 ألف هكتار موزعة على قرى ومزارع السلحبيات وتضم قرى ومزارع ربيعة وحطبية ويعرب والعدنانية والقحطانية وقرى مزارع الحمرات وتشمل الغسانية – بدر – القادسية.
إنها محطات نضالية لعمال سورية الأوفياء ولأبناء محافظة الرقة الذين فتحت لهم أبواب السماء من رزق وخير وماء وفرص عمل وتطور نوعي وسريع وشامل لجميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والثقافية والتعليمية والحياة الأفضل والمستقبل الواعد.
وتمر السنون سريعا ليرتفع البناء ويزيد الخير والانتاج وتتقدم الأسر والأبناء ويدخلون حياة الرفاهية والعيش الكريم والعمل اللائق ويصبح أمام كل منزل تقريبا قناة ماء من سد الفرات وفي كل مكان مدرسة ومستوصف ورعاية اجتماعية ووسائط نقل ومؤسسات رعاية اجتماعية وخدمية وغيرها.
وازدادت مستويات المعيشة ودخلت وسائل الحياة الضرورية والكمالية إلى كل بيت مبني من الحجر أو مبني على أعمدة من الشعر الراديو والتلفزيون والغسالة والأدوات الكهربائية المتطورة والتي ساهمت في إنضاج الأفكار والثقافات ومواكبة التطور المدني في جميع أرجائه وأشكاله.
لقد كان في ذلك المنحى وذلك المكان الانطلاقة نحو مجتمع جديد وآفاق جديدة ومستقبل واعد للأبناء والأحفاد وعيش رغيد لهم ولآبائهم وأجدادهم.
وأصبحت محافظة الرقة بعد هذه الثورة انطلاقة في جميع مناحي الحياة وفي كل ركن من أركانها وكل بقعة من أرضها تكبر فيها الحياة وتتنامى ويتسامى فيها العطاء ويكبر.. ويصبح أبناء الرقة مهندسين وأطباء ومحامين وصيادلة وقضاة ومعلمي حرف ومهنيين وزراع وعمال مهرة يشاركون جميع محافظات القطر العربي السوري ويتسابقون معا إلى ذرا المجد والعلياء في أمن وأمان وحياة هانئة مطمئنة مستقرة وبلدة يأتيها رزقها رغدا بعطاء ورعاية القائد المؤسس حافظ الأسد ويشتد عودها ويقوى وتتزايد فيها المدارس والمعاهد والمشافي والجامعات والبنى التحتية في عهد قيادة السيد الرئيس بشار حافظ الأسد الذي أولى جلّ اهتمامه إلى البناء في كل بقعة من بقاع سورية وألحق بهذه المحافظة بنى تحتية شاهدة شامخة كسد الفرات وسد البعث واستصلاح الأراضي ومعمل السكر ومحطات الانتاج الحيواني والنباتي.
واليوم وان تكن مدينة الرقة تعاني من صعوبات نتيجة للحرب الكونية المعلنة على سورية من قبل أهالي العالم ومنذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف فإن ما تعانيه لن يزيد أبناء سورية الصامدين بجيشهم وتضحياته وقواته المسلحة إلا تصميما على اعادة الحياة إلى هذه المحافظة العزيزة الى قلب كل سوري وان أبناء الرقة الوطنيين الأحرار لن تزيدهم أوضاع الرقة وما تعانيه إلا عنادا وصمودا وقوة في مواجهة هذا الخطر الاجرامي التكفيري الزائل لا محالة بصمود شعب سورية وتضحيات جيش سورية وقواته المسلحة الباسلة وقواه الوطنية الشريفة التي لن يقر لها قرار إلا بعودة الأمن والأمان والاستقرار إلى كل شبر من أرض سورية القوية بشعبها وجيشها وحكمة قيادتها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد.
‏09‏/12‏/2014
أحمد حباب

عضو المكتب التنفيذي
 


مشاركة :
طباعة