مفاهيم تحليل العمل


عند تعريف مفهوم " تحليل العمل " يجدر بنا أولا تعريف المفاهيم المرتبطة به ، ومن أهمها المفاهيم الآتية ( مرتبة من الخاص إلى العام أو من الجزء إلى الكل ) :
1-المهمة : تعرف بأنها نشاط عمل نوعي يتم لغرض معين ، ويعرفها البعض بأنها وحدة العمل ، أو الجهد البشري المبذول من أجل غرض معين . فتشغيل المخرطة مهمة ، والعناية بها مهمة أخرى ، ثم تنظيفها مهمة ثالثة ، وتنشأ الوظيفة مع تراكم هذه المهام بدرجة تبرر توظيف عامل أو مستخدم واحد لها .
2-الوظيفة : تعرف الوظيفة بأنها مجموعة من المهام والواجبات التي يكلف بأدائها شخص واحد . وبناءً على ذلك فإن أية مؤسسة عمل تضم عدداً من الوظائف بقدر عدد العاملين فيها ، حيث يكلف كل منهم بمجموعة من المهام بغض النظر عن التشابه أو الاختلاف بين مجموعة المهام التي يكلف بها كل منهم . ويعرف الاقتصاديون الوظيفة بأنها واجب ( أي عدد من المهام ) أو أكثر يمارسه فرد معين في منظمة معينة وفي وقت معين . ويتساوى عدد الوظائف مع عدد الأفراد العاملين بالمنظمة .
3-العمل : يمثل العمل مجموعة من الوظائف المتماثلة من حيث مهامها الرئيسية ، وقد يكون هناك شخص واحد أو أشخاص متعددون يؤدون نفس العمل . ويعرف الاقتصاديون العمل بأنه عبارة عن وظيفة واحدة أو مجموعة من الوظائف متشابهة الواجبات في مؤسسة واحدة .
4-المهنة : ويقصد بالمهنة مجموعة من الأعمال المتماثلة في كثير من المؤسسات المختلفة ، فمثلاً عمل الكتابة على الآلة الكاتبة نجده في كثير من المؤسسة ، وتكون هذه الأعمال المتماثلة في مختلف المنظمات مهنة الكتابة على الآلة الكاتبة . كما يعرف نفس المفهوم بأنه مجموعة متشابهة من الأعمال الموجودة في مؤسسات مختلفة في أوقات مختلفة مثل مهنة الكهرباء ، والميكانيكا . أي أن المهنة عبارة عن مفهوم تجريدي يضم مختلف الأعمال المتماثلة التي يقوم بها مختلف العاملين بصرف النظر عن المؤسسات التي تمارس فيها هذه الأعمال ، فإذا كان مفهوم العمل يتجاوز الأشخاص ويرتبط بمنظمة معينة فإن مفهوم المهنة يتجاوز كلاً من الأفراد والمؤسسات .
5-تحليل العمل : تعرف منظمة العمل الدولية تحليل العمل بأنه عملية تحديد المعلومات المتعلقة بطبيعة عمل ما بواسطة الملاحظة والدراسة ، أي أنه عملية تحديد للواجبات والمهارات والمعارف والقدرات اللازمة لأداء العمل . ويعرفه الاقتصاديون بأنه عبارة عن الإجراءات التي بواسطتها يمكن الحصول على المعلومات الخاصة لعمل معين بواسطة الملاحظة والمقابلة ، فهو من ناحية تحديد للواجبات المكونة للعمل ومن ناحية أخرى تحديد للمهارات والمعرفة والقدرات والمسئوليات المطلوبة عند العامل للنجاح في الأداء والتي تميز العمل عن الأعمال الأخرى . وتحليل العمل بهذا المعنى هو دراسة علمية منظمة شاملة تحدد طبيعة العمل وتستوعب جميع المعلومات التي تتعلق به ، وتشكل هذه الدراسة جميع نواحيه الفنية والصحية والسيكولوجية .
- فمن الناحية الفنية : تشمل عمليات وحركات التشغيل وأهمية كل منها ، وكذلك الكشف عما يتطلبه العمل من معلومات ومهارات خاصة ، وما يقتضيه من تدريب ، ونوع التدريب ومكانه ، كما تتضمن أيضاً دراسة الآلات والأدوات والعدد والمواد الخام التي تستخدم فيه .
- ومن الناحية الصحية : تشمل دراسة الظروف الفيزيقية للعمل كالإضاءة والتهوية ودرجات الحرارة والرطوبة ، وكذلك الحوادث والأخطار والأمراض المهنية التي يتعرض لها العامل ونظم الأمن الصناعي .
- ومن الناحية السيكولوجية : تضم القدرات والمهارات والسمات الضرورية لأدائه ، وتلك اللازمة للتفوق فيه .
واستخلاصاً مما سبق يمكن تعريف تحليل العمل إجرائياً بأنه دراسة علمية منظمة تستخدم فيها مختلف الطرق والأدوات العلمية لجمع نوعين من المعلومات ، أولها معلومات عن العمل من حيث مكوناته ومراحله وظروفه ومسئولياته وآلاته ومواده ... إلخ . وثانيها معلومات عن العامل الناجح في هذا العمل ، وتعنى تحديد الأنشطة والقدرات والمهارات والمعارف الواجب توافرها في العامل لأداء العمل بنجاح ، والتي تميز بين الأداء الناجح والأداء الفاشل في هذا العمل ، ولتحليل العمل أهداف عملية متعددة موجهة نحو تزايد ملائمة العامل مع العمل وتبسيط الأعمال وزيادة الإنتاجية وخفض تكاليفها .

رحاب محمد