الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

إدلب مقبرة لأردوغان ومرتزقته

2019-07-02 02:39:30

بقلم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

يواصل رأس النظام التركي الأخونجي رجب أردوغان سياساته الداعمة للتنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب ومدها بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة والدعم الناري خلال اعتداءاتها المتواصلة على المدن والبلدات المجاورة ونقاط الجيش العربي السوري، ضارباً عرض الحائط باتفاق سوتشي والذي تعهد فيه بفصل التنظيمات الإرهابية عن ما يسمى "الفصائل المعارضة المسلحة" وسحب أسلحتها الثقيلة إلى محاور حددها الاتفاق الذي يؤكد على احترام جميع الأطراف لوحدة سورية وسيادتها واستقلالها.
نفاق العثماني الطوراني أردوغان بلغ مداه خلال الفترة الماضية بعد أن نفض يديه من كل ما تعهد به مسبقاً وبدأ يزبد ويتوعد ويهدد، في محاولة مكشوفة منه تهدف إلى نقل مشاكله الداخلية وترحيلها إلى خارج الحدود التركية، فهو المجروح بعد هزيمته القاسية في انتخابات اسطنبول البلدية أمام المعارضة -التي تحاول بشتى السبل ورغم التضييق عليها وزج قادتها في السجون- إقصاء هذا المجرم الذي جلب الخراب وعدم الاستقرار للمنطقة عموماً، وهذا ما بدأ يتلمسه أخيراً الشعب التركي ما دفعه لبدء حراك واسع للتخلص من حكم المستبد أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" الذي حول تركيا إلى سجن كبير.
اليوم مع تواصل المعارك في إدلب واستمرار الجيش العربي السوري في التصدي لاعتداءات التنظيمات الإرهابية المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية ودك مواقع المرتزقة وشذاذ الآفاق الذين استجلبوا من أربع جهات الأرض، وإنزال أفدح الخسائر بهم بفضل الضربات القاصمة لبواسل جيشنا، يعلو صريخ أردوغان وعويله واستنجاده مجدداً بالأمريكي الذي جعل منه عميلاً له ووظفه كأداة صغيرة لتمرير المخططات الغربية والصهيونية في المنطقة، وهذا ما انعكس بشكل مباشر على مدى السنوات التسع الماضية في زيادة المشكلات التي افتعلها النظام التركي مع جميع جيرانه بدءا من سورية مروراً بالعراق وصولاً إلى اليونان وقبرص، حتى وصل الأمر به إلى دعم الميليشيات المسلحة في ليبيا التي تعيث خراباً ودماراً في هذا البلد بعد أن شن الناتو عليه عدواناً عام 2011 دمر خلاله كل ما بناه الليبيون.
إن ما يقوم به النظام التركي من دعم للإرهاب في سورية يوازي ما ارتكبه ويرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا وشعبنا في الجولان السوري وفلسطين وما قدمه للعصابات الإرهابية في الجنوب السوري قبل دحرها وتطهير المنطقة من رجسها، وكل هذا وذاك جرى ويجري تحت أنظار المجتمع الدولي وما يسمى مجلس الأمن الذي من المفروض أن يكون المسؤول الأول عن الأمن والسلم الدوليين، وإدانة الاعتداءات والعدوان الذي تتعرض له الدول المستقلة وذات السيادة.
رغم كل ما يجري في المنطقة خصوصا والعالم عموماً، إلا أن مرحلة جديدة بدأت تلوح في الأفق عنوانها أفول سياسة القطب الواحد وظهور قطب آخر أو أقطاب متعددة ستضع للأمريكي حداً وتمنعه من مواصلة جرائمه التي تجاوز من خلالها القانون الدولي والأعراف التي نشأت على أساسها العلاقات بين الدول، وعندها سيدرك كل من النظام التركي وكيان الاحتلال الإسرائيلي حجمهما الحقيقي وسيعودان تلقائياً إلى حجريهما متلطين وراء متاريس لن تنفعهما في شيء، فالأول قاب قوسين أو أدنى من إطاحة الشعب التركي به، والثاني إلى زوال بفضل صمود الشعوب العربية التي ما زالت تسير في طريق النضال والتضحية حتى تحرير فلسطين والجولان وباقي الأراضي العربية المحتلة مدعومة من محور المقاومة الذي حقق الانتصار على محور العدوان والشر.
في إدلب سيندحر المجرم أردوغان وسينهزم معه مرتزقته شر هزيمة... ومن إدلب سيتم الانطلاق نحو الجزيرة السورية لتحريرها من الميليشيات المسلحة وعملاء واشنطن الذين بنوا أوهامهم في رمال متحركة ستأكلهم في أي وقت، بينما يبقى الثابت الوحيد أن سورية كانت وستبقى واحدة موحدة سيدة نفسها وصاحبة قرار وطني مستقل، وستبقى قلب العروبة النابض والصخرة التي تتكسر أمامها رياح المؤامرات والمخططات الدنيئة.

افتتاحية جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة