الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

تجارب ناجحة للزراعة.. تكاليف بسيطة وعائدية اقتصادية داعمة لحياة الأسر

2019-05-09 07:27:15

يشارك أبو محمود، التجربة التي نفذها مع أسرته منذ أشهر تقريباً ومع جيرانه، ويستعرض لهم من خلال بعض الصور التي التقطها على جواله المراحل البسيطة لتلك الزراعات، والصور عبارة عن ثمار فطر محاري بمرحلة النمو تخرج من كيس نايلون شفاف زرعت بداخله الأبواغ، ويرى الرجل ضرورة تشجيع كل المهتمين في المجال الزراعي بالتوجه نحو هذا النوع من الزراعة المنزلية التي لا صعوبة في تطبيقها، ولم تعد حكراً على أصحاب الخبرة والاختصاص في مجال الزراعة، فحتى الهواة أيضاً باتت لهم تجاربهم الفريدة، ليكون التوسع في زراعة الفطر المنزلي، وانتشار تجاربه، تجربة تستحق الإغناء في الحديث عنها.

 

الأكثر نجاحاً

وبالعودة للحديث عن الفكرة مع بعض منفذيها من العائلات، يتحدث الكثيرون كيف أن الفكرة انتقلت بالتواتر إليهم، ومن خلال السماع بنجاحها عند البعض، حيث يتم التوجه إلى أماكن بيع الأبواغ الضرورية لعملية الزراعة في مديرية الزراعة، والبحث عن الطرق الأكثر نجاحاً في طريقة زراعتها وإنتاجها للتطبيق، تقول المهندسة الزراعية ليلى، إحدى منفذات زراعة الفطر المنزلي: كنت مصرة جداً على تنفيذ تلك التجربة بحكم دراستي في مجال الهندسة الزراعية، والرغبة بتحقيق ربط عملي للدراسة النظرية، إضافة لمساعدة أسرتي، ولكن للأسف لم أتمكن من الحصول إلا على نصف لتر من الأبواغ الضرورية في عملية الزراعة، وتعاونت مع أخي في تجهيز بيئة الزراعة وفعلاً بدأ المشروع دون أية تكاليف تذكر، وتكمل: الجميل بالأمر أن العائد سيكون بإنتاج كبير خلال فترة قصيرة، وكانت النتيجة مرضية: “نصف كيلوغرام أبواغ ينتج 3 كيلوغرامات فطر”، وكانت سعادتي لا توصف حين نجحت تلك التجربة التي أشجع جميع الأسر على الخوض بها حتى وإن افتقدوا للخبرة السابقة، فعملية الزراعة سهلة جداً، ويمكن لأي شخص تجربتها ببساطة، واليوم أعدت التسجيل مجدداً في مؤسسة إكثار البذار للحصول على كميات أخرى من الأبواغ، ولكن للأسف هناك صعوبة دائماً بتوفر هذه الأبواغ والحصول عليها!!.

 

تجارب أخرى ناجحة

كان من الملفت أيضاً أن نجد تجارب أخرى ناجحة يتحدث أصحابها عن سهولة عملية تلك الزراعة منزلياً حتى مع البدء بها من نقطة الصفر، أي عبر الحصول على خيوط الميسيليوم الموجودة في الفطر الناضج وإنتاجها بطريقة منزلية دون الحاجة لوجود مختبرات، وخاصة في أنواع معينة من الفطر كالفطر المحاري أو الصدفي، يقول منهل الشوفي، صاحب إحدى التجارب الناجحة: إن كل متطلبات هذه العملية يمكن الحصول عليها ببساطة وزراعتها منزلياً بطريقة سهلة إذا تم استخراج خيوط الميسيليوم من فطر محاري ناضج وتوزيعها ضمن طبقات رطبة من الكرتون، ثم وضعها في حافظة بلاستيكية معزولة عن الضوء لمدة 20 يوماً، وبعدها القيام بالمرحلة الثانية من الزراعة عن طريق توزيع هذه الأبواغ ضمن بيئة من القش أو التبن المعقم المعبأ في أكياس نايلون شفافة، ثم انتظار مدة 45 يوماً ليصبح الفطر ناضجاً وجاهزاً للطهو أو التحضير، ويؤكد علي على أهمية التعقيم والنظافة في هذه الزراعة، ويقول إنها ضرورية للحفاظ على سلامة الفطر، ويوضح: الأبواغ السليمة يكون لونها أبيض، وأي تغير في اللون يشير إلى عدم صلاحية الفطر، ويضيف: هذا التوجه مهم في هذه الظروف الاقتصادية، وله مردود اقتصادي لابأس به بالنسبة للأسر السورية، وأنا سأستمر بتلك التجربة.

 

 

أهمية اقتصادية

يؤكد خبراء اقتصاديون على الأهمية الاقتصادية الناتجة عن نشر مشاريع كهذه في منازل السوريين بهدف زيادة دخل الأسر الريفية، وتأمين مصدر مالي إضافي لهم يساعدهم في حياتهم المعيشية، فزراعة الفطر ذات جدوى اقتصادية ناجحة، وإنتاجية عالية، حيث إن كل 1 كغ بذار أو أبواغ تنتج 6 كغ من الفطر الناضج بمدة لا تزيد عن 45 يوماً، وبتكاليف بسيطة جداً، وهنا يجب التأكيد على الدور الإرشادي الذي تقوم به مديريات الزراعة عبر دورات تدريبية توضح الجدوى الاقتصادية لنشر مثل هذه المشاريع على مستوى الجمهورية العربية السورية، وعن الجدوى الاقتصادية لمشروع الفطر يؤكد الكثير من الخبراء الاقتصاديين وغيرهم من أصحاب التجربة : نستطيع الجزم بأن مشروع زراعة الفطر في المنازل هو مشروع صغير وناجح جداً، إذ يمكن أن يزرع أي شخص بضعة صناديق، ويستخرج خلال شهرين 50 كيلوغراماً، ثم يؤمن تسويقه بـ 700 ليرة كحد أدنى، علماً أن كلفة الإنتاج عليه لن تتجاوز الـ 400 ليرة، أي يؤمن ربحاً صافياً يقدر من 50 إلى 80% خلال مدة قصيرة.

هلا نصر

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة