الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

محمد الماغوط والشعر الحزين

2019-05-09 07:19:27

محمد الماغوط (1934- 2006) هو أحد رواد قصيدة النثر العربية، مات في دمشق ودفن في السلمية التابعة لحماة، وكان متزوجاً من الشاعرة الراحلة (سنية صالح) وله ابنتان منها هما (شام) التي تعمل طبيبة و(سلافة) المتخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق.

الماغوط درس في كلية الزراعة وانسحب منها رغم تفوقه مؤكداً أن اختصاصه (هو الحشرات البشرية وليست الحشرات الزراعية، ومن أشهر أعماله فيلم (التقرير) وديوان (غرفة بملايين الجدران) وأعمال أخرى مسرحية وروائية منها: (الأرجوحة، خارج السرب، شقائق النعمان) وأيضاً مسلسلات تلفزيونية (حكايا الليل) و(وين الغلط) و(وادي المسك) وصاحب (حطاب الأشجار العالية) الذي دوماً ما كان يردد (بدأت وحيداً وانتهيت وحيداً)، نال جائزة العويس في الشعر عام 2004- 2005، والماغوط، الذي كان (البدوي الأحمر) آخر كتبه قال (اكتب نصوصاً إذا لم تروا فيها شعراً)، فهو استطاع أن يغير وجهات نظر النقاد والشعراء، إزاء قصيدة النثر، فكثيرون لم يكونوا مقتنعين بها ومازالوا، لكنهم آمنوا بنماذجها المغايرة بعد قراءتهم لأعمال الماغوط الشعرية وهي بالمناسبة ثلاثة دواوين فقط هي كل إنجازه الشعري إلى أن أضاف إليها أعمالاً أخرى في السنوات الأخيرة لم تلق الاهتمام نفسه الذي لقيته أعمالهم الأولى المبكرة، وقد خاطبه نزار قباني (أنت أصدقنا، أصدق شعراء جيلنا، حلمي أن أكتب بالرؤى وبالنفس البريء البعيد النظر الذي كنت تكتب به في الخمسينيات، كان حزنك وتشاؤمك أصيلين، وكان تفاؤلنا وانبهارنا بالعالم خادعاً)، والماغوط، صاحب (المهرج) و(العصفور الأحدب) و(الفرح ليس مهنتي) و(شرق عدن غرب الله)، يقول الماغوط: «إذا كان شعري حزيناً فربما كان طابع التاريخ الذي نعيشه هو الحزن لا أحد يولد حزيناً أو متفائلاً أو كريماً أو بخيلاً، فكل هذه الصفات تتكون من بيئة الإنسان، وقد رأى البعض أن الرحلة التي بدأنا الكتابة بها تبشر بالخير، في حين أني رأيت أنها تبشر بالحزن والتشاؤم وبالنكسات وبالهزائم، ويذكر أن الشاعر أدونيس هو أول من قدم الماغوط شعرياً.

د.رحيم هادي الشمخي

أكاديمي وكاتب عراقي

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة