الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

عيد الأعياد

2019-05-07 09:17:48

افتتاحية جريدة كفاح العمال الاشتراكي بقلم الرفيق
جمال قادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

السادسُ من أيارَ عيدُ الشهداء، عيدُ الأعياد.. عيدُ من جادَ بأغلى ما يملكُ، روحَهُ ودمَهُ، في سبيل أرضه وعرضه وكرامته وليبقى الوطنُ عزيزاً كريماً شامخاً، الشهداءُ هم من ناداهم الوطن فلبُّوا، استدعاهم الواجبُ فضحّوا وقدّموا، هم مشاعلُ النور التي أنارت لنا الدربَ إلى نصر رُسمَ وعُمدَ بدمائهم الطاهرة، دماءُ أشرف وأطهر الناس، فهم "أكرمُ من في الدنيا وأنبلُ بني البشر".
يحيي الشعبُ العربي السوري ذكرى الشهداءِ الأبطالِ الذينَ دافعوا عن وطنهم عبر مرّ التاريخ واقتحموا ساحات الوغى بقلوب شجاعة وإيمان قلّ نظيره بأنهم خالدون أبد الدهر في سجل التاريخ أسماؤهم محفورةٌ من نور ونار، وهم من علّمنا معنى التضحية والفداء، وهم من أذاق العدو والمعتدين مرارة الهزيمة والانكسار، فهم المدافعونَ عن حياض الوطن ووحدة التراب وراية الوطن الخفاقة أبداً، فلخّصوا مسيرتهم المظفرة بكلمات ثلاث: استبسالٌ وتضحيةٌ وفداءٌ.
عيدُ الشهداء يأتي هذا العام على وقع الانتصارات الكبيرة التي يحققها بواسل الجيش العربي السوري مدعوماً بالقوى الحليفة والرديفة في مواجهة الإرهاب الأسود ومن يدعمه من قوى القتل والإجرام.. قوى الهيمنة والاستعمار، حيث امتزجت في هذا اليوم وهذه الذكرى، دماء شهداء اليوم بدماء شهداء الأمس فداء لتراب الوطن، وفي الوقت الذي يحيي فيه أبناء شعبنا العظيم ذكرى شهداء السادس من أيار عام 1916 الذين واجهوا بكل إباء وعزة الاحتلال العثماني، يؤكدون أنهم ماضون على خطا الآباء والأجداد في مواجهة المستعمرين الجدد وشذاذ الآفاق والإرهابيين ويجددون استعدادهم التام لتقديم كل غال ونفيس في سبيل تحرير الوطن من الإرهاب والمحتلين وصون استقلاله وكرامته لكي تبقى رايته.. راية العز والكرامة والعنفوان مرفوعة وبوصلة لكل المناضلين والمقاومين والشرفاء في مختلف أرجاء المعمورة.
في هذا اليوم يجدد أبناء الشعب السوري الشرفاء ومنهم أبناء الطبقة العاملة التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى وهي تدافع عن معاملها ومواقع إنتاجها وعن عقود من التنمية التي بنيت بعرق جبين أبناء الوطن من العمال الأبطال، وفي الكثير من المواقع جُبل عرق العمال بدمائهم.. في هذا اليوم يجدد أبناء سورية تمسكهم بثوابتهم الوطنية وقرارهم الوطني المستقل ووحدتهم ووحدة وطنهم ويؤكدون أن سورية عصية على الإركاع، وهم لن يساوموا على مبادئهم التي قدموا من أجلها قوافل الشهداء.
عيد الشهداء هو عيد الأعياد حيث لا يوجد عطاء يفوق عطاءهم.. فتحية الإجلال والإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار الذين جادوا بأغلى ما يملكون في سبيل الوطن وعزته وكرامته.. وكل التحية والتقدير لأبطال جيشنا البواسل الذين ما يزالون قابضين على الزناد يقارعون الإرهابيين وداعميهم، وهم يدركون أن هذه الحرب لن تنتهي حتى تحرير آخر شبر من أرضنا الطاهرة من رجس كل إرهابي ومحتل.
النصر آت آت وها هي بوادره تلوح باستعادة الجزء الأكبر من جغرافيا سورية إلى حضن الوطن وما محاولات الأعداء بتشديد الحصار الاقتصادي على شعبنا إلا انتقام لهزائمهم وهزائم أدواتهم على الأرض، فسورية منتصرة بقيادة الرئيس بشار الأسد، ولن يكون مصير مخططات الأعداء والخونة إلا الهزيمة والخذلان، وستعود سورية واحة للأمن والأمان والاستقرار وقلعة منيعة تتحطم على صخرة صمودها كل أحلامهم ومخططاتهم القذرة.


مشاركة :
طباعة