الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

حرب الشائعات!

2019-04-25 01:23:50

تواكب الحرب الإرهابية المستمرة على سورية منذ أكثر من ثماني سنوات، حرب إعلامية نفسية ساحتها الرئيسية مواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي "محراك الشر" التي حاولت من خلال أكاذيبها وألاعيبها النيل من وعي المواطن السوري وإدراكه العميق لما يحاك ضد وطنه من مخططات ومؤامرات تستهدف وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وقرارها الوطني المستقل.

وقد تطورت وتعددت أساليب الحرب الإعلامية النفسية التي تعرض لها المواطن السوري على مدى السنوات الثماني الماضية، فتمت فبركة الصور والفيديوهات والأخبار والقصص عن أحداث لم تجر إلا في مخيلة صانعيها ومن يقف وراءها بهدف خلق شرخ عميق داخل المجتمع حيث استخدمت لهذه الغاية أحدث التقنيات وآخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الإعلام والاتصال، حتى وصل الأمر إلى إحداث مختبرات خاصة بالحرب الإعلامية في أكثر من دولة بثت كل سمومها وأكاذيها باتجاه ما يحدث على أرض الواقع في سورية، فقلبت الوقائع وغيرت حقيقة الأحداث ووصفت الإرهابيين بـ "الثوار"، بل الأنكى من ذلك أن مدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مستقبلها ومصيرها هم من دعم هؤلاء القتلة وسوّق لهم سياسياً وإعلامياً على أنهم طالبو "حرية" التي سفكت الدماء ودمرت المعامل والمصانع وخطوط الإنتاج ونقل الطاقة تحت شعاراتها الزائفة. الحرب الإعلامية التي رافقت الحرب الإرهابية على سورية ولازمتها، تعددت أشكالها وأساليبها، فالبداية كانت مع محطات إعلامية معروفة التوجه والأهداف مسبقاً وساهمت بشكل أو آخر في تأجيج الأزمة وإطالة أمدها، من خلال ما بثته من تلفيقات وأخبار كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة، حتى وصل الأمر بها إلى فبركة فيديوهات وأحداث لم تجر على الأرض مطلقاً، وقد استطاع الرأي العام في الداخل والخارج كشف خداع تلك المحطات والأهداف الدنيئة التي سعى مشغلوها للوصول إليها في سورية.

اليوم انتقلت الحرب النفسية، بعد فشلها في تحقيق ما عملت لأجله عبر المحطات الفضائية، إلى ساحة غير تقليدية وهي مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "فيسبوك" الذي انتشر كالنار في الهشيم وأصبح الصغير قبل الكبير يستخدمه، ومن هنا تكمن خطورة هذا الواقع، خصوصاً أن هناك الكثيرين ممن ينقادون بسهولة وراء الشائعات على اعتبار أنها الحقيقة المطلقة، ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن حقيقة الأخبار والأحداث والصور والفيديوهات التي تتناقلها بعض الصفحات الفيسبوكية التي ساهمت في خلق عدد لا بأس به من الأزمات المعيشية والحياتية على وقع الحصار الاقتصادي الجائر الذي يتعرض له السوريون، فتلك الصفحات بشرتنا في سنوات سابقة بأزمة الأفران والخبز، قبل أن يكون هناك أي مشكلة تتعلق بهذا الموضوع، ثم تحدثت عن أزمة البنزين والوقود، وساهمت في افتعال ازدحام غير مسبوق على محطات الوقود على امتداد البلاد، واليوم نفس تلك الصفحات تتحدث عن أزمة في المواد الغذائية لا وجود لها نهائياً، وكأنها تستدعي تلك الأزمة وتريد لها أن تكون.

في ظل هذه الهجمة غير المسبوقة على وعينا ومداركنا ومعرفتنا للواقع وحقيقة ما يجري، مطلوب منا جميعاً أن نكون في منتهى الحيطة والحذر وعدم الانسياق وراء الشائعات ومروجيها، وأن لا ننسى أننا نتعرض لحرب اقتصادية وإجراءات قسرية اقتصادية أحادية الجانب تحاول ثنينا عن صمودنا ودعمنا لجيشنا الباسل الذي حقق انتصاراً تاريخياً على الإرهاب وداعميه وأفشل كل مخططات الأعداء الدنيئة.

باسل نيوف

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة