بدأت أصوات صفارات القطارات تعلو من جديد بعد توقفها منذ سنوات الأزمة الأولى، حيث أعيد تشغيل بعض القطارات تدريجياً في خطوة اعتبرها رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال النقل عماد الدغيم بأنها تأتي في إطار تطلع الحكومة لإعادة الألق لقطاع السكك الحديدية بعد أن خربه الإرهاب الأعمى.

الدغيم أكد أن الحكومة تتطلع إلى إعادة الألق لهذا لقطاع والعمل لاستخدام آخر ما توصل إليه العلم والتقانة لتطويره كي تحذو سورية حذو الدول المتقدمة التي أيقنت أن حضارة الشعوب باتت تقاس بالكيلو مترات من الخطوط الحديدية. وقال: نأمل بتأسيس أكاديمية للدراسات المهنية والتقنية خاصة بمجال السكك لتوفير اليد العاملة الماهرة في إطار تنمية الموارد البشرية المترافقة مع الإصلاح الإداري.

450 مليون ليرة لمشروع قطار الضواحي

وتحدث الدغيم عن نشاط المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي باعتبارها من أهم المؤسسات في هذا القطاع، مشيراً إلى وضع دفتر الشروط لمشروع قطار الضواحي بمحاوره الأربعة حيث تم التوصل مع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية حول إجراء دراسة أولية لمشروع خطوط قطار الضواحي مع ماستر بلان وقد أبدت استعدادها القيام بالدراسة المطلوبة بكلفة أولية بحدود 450 مليون ليرة سورية، ولكن رئاسة مجلس الوزراء وجهت بالتريث حالياً في ضوء الإمكانيات المالية المتاحة.

وأضاف: تم إعادة تأهيل خط دمشق - الزبداني وتتم المتابعة باتجاه سرغايا، إلى جانب ترميم وتجهيز هنغار جديد لإنتاج لوحات السيارات، كما تم إجراء صيانة وتعمير لقاطرات وعربات المؤسسة، ويتم حالياً العمل على إعادة تأهيل وترميم محطة القطارات في القدم كذلك إعادة تأهيل خط دمشق- قطنا، لافتاً لإلى أن المؤسسة في طور الاستلام النهائي من مشروع أتمتة أعمال بعض المديرات في المؤسسة وسيتم متابعة أتمتة أعمال بقية المديريات في خطة العام الحالي.

وفيما يتعلق باستثمار فندق سميراميس، أشار الدغيم إلى أنه تم الإعلان عن مزايدة لاستثمار الفندق لأكثر من مرة ورست المزايدة على شركة نزهه بقيمة بدل سنوي /133/ مليون ليرة سورية ويزداد بنسبة 10% كل خمسة سنوات، وتم تسليم الفندق للمستثمر بتاريخ 21/10/2014.

وأضاف: تم فسخ العقد مع الشركة العالمية /تجهيزات وأنظمة لتوريد وتركيب وتشغيل والتدريب/ على الاستثمار لمعمل تصنيع لوحات المركبات، ويتم حالياً إعادة دراسة مواصفات اللوحة ومعمل إنتاج لوحات السيارات لتناسب أحدث المواصفات العالمية.

/170063/ ألف ليرة إنفاق الخطة الاستثمارية

وأشار الدغيم إلى أن قيمة الإنفاق على الخطة الاستثمارية خلال العام الماضي بلغت /170063/ ألف ل.س بنسبة تنفيذ 136.05% من الاعتمادات الأصلية للمؤسسة والبالغة /125000/ ألف ل.س وبنسبة 97.18% من الاعتمادات النهائية البالغة /175000/ ألف ل.س ويتمثل الإنفاق في تجهيز وترميم هنغار ومكاتب معمل لوحات السيارات - إعادة تأهيل خط دمشق - سرغايا - صيانة وتجهيز محطات (الحجاز - الميدان - الربوة – دمر – الهامة - القدم) شراء عدد وأدوات لزوم الإنتاج ـ شراء غرف مسبقة الصنع وتجهيزها ـ صيانة وتطوير شبكة المعلوماتية والحواسيب ـ أتمتة الأعمال الإدارية ـ تطوير شبكة المراقبة التلفزيونية ـ تطوير المقاسم ـ تعمير قاطرات وعربات.

/867640/ ألف ليرة إيرادات المؤسسة

وفيما يتعلق بالإيرادات والنفقات والفوائض، كشف الدغيم أن إيرادات المؤسسة بلغت /867640/ ألف ل.س بنسبة تنفيذ مقدارها /94.11% من المخطط السنوي البالغ /921940/ ألف ل.س وبنسبة تنفيذ /130.97%/ مقارنة بالعام السابق، بينما بلغت النفقات المصروفة /523381/ ألف ل.س بنسبة تنفيذ مقدارها /64.41%/ من الاعتماد السنوي البالغ /812530/ إلف ل.س وبنسبة تنفيذ /96.69% / مقارنة بالعام السابق.

وذكر الدغيم أن الأرباح (فائض الموازنة) المتحققة بلغت /344259/ ألف ل.س، وبلغ فائض التنمية المتاح ( فائض الموازنة + فائض السيولة ) مبلغ /383500/ ألف ل.س.

وتحدث الدغيم عن المشاريع المنفذة والقائمة والملحوظة مستقبلاً للمؤسسة وهي تنفيذ نفق الحجاز - القدم وتنفيذ نفق الحجاز - جسر الشيراتون.

عرقلة

وأشار الدغيم إلى أن حال المؤسسة كحال العديد من الشركات والمؤسسات التي واجهت صعوبات ومشاكل أعاقت تنفيذ خططها ومشاريعها، وبالنسبة للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، فتتلخص أبرز الصعوبات التي تواجهها بوجود بنى تحتية (شبكات كهرباء - هاتف - صرف صحي..) تقع ضمن مسار الأنفاق ووجود منازل سكنية في مناطق المخالفات ومحلات تجارية في مسار الأنفاق حيث تم شراء /25/ مسكناً من المؤسسة العامة للإسكان وسيتم تسليمها إلى أصحاب مساكن المخالفات التي تقع ضمن مسار نفق الحجاز القدم في منطقة نهر عيشه، إضافة إلى عدم إمكانية الحصول على التمويل المالي اللازم لتنفيذ مشاريع المؤسسة، ونقص الكوادر البشرية الاختصاصية نتيجة التسربات.

وشدد الدغيم على أهمية متابعة موضوع شركة الحجاز والمشروع الاستثماري العائد لها في محطة الحجاز نظراً لتأثير ذلك على تنفيذ المشاريع الحالية والمستقبلية للمؤسسة.

10% من أرباح المؤسسات للعمال

طالب رئيس الاتحاد المهني بضرورة رفد المؤسسة بالكوادر البشرية الاختصاصية من الفئة الأولى والثانية عن طريق إجراء مسابقة لتعيين عمال، بعد خروج بعض العاملين من الخدمة في المؤسسة، إلى جانب منح خريجي المعاهد المتوسطة المراقبين الفنيين وخريجي معهد السكك الحديدية طبيعة اختصاص.

وأشار إلى ضرورة إصدار قانون الضابطة السككية، وتأمين اليد العاملة المهنية المختصة لكافة المديريات في المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، وتطبيق القانون رقم /2/ بما يخص توزيع نسبة 10% من أرباح المؤسسات الرابحة على العمال.

أضرار

إن الأضرار التي تعرضت لها المؤسسة نتيجة استهداف العصابات الإرهابية المسلحة للعديد من منشآت المؤسسة في دمشق وريفها ودرعا والذي شمل السكك الحديدية ومحطات القطارات والقوى المحركة والمتحركة أدت إلى توقف كثير من الأنشطة والأعمال، وبحسب الدغيم فإن ما تعرضت له المؤسسة تسبب في توقف حركة القطارات على جميع محاور شبكة الخطوط، وخروج محطات رئيسية عن الخدمة (محطة القدم ـ محطة درعا)، كذلك توقف بعض مستثمري عقارات المؤسسة في درعا وريف دمشق عن تسديد بدلات الاستثمار، وتعثر تنفيذ مشاريع الإنفاق ضمن مدينة دمشق.

رؤية أكثر تطوراً

تتجه سورية إلى مرحلة جديدة من إعادة الإعمار وتطوير الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتقني، الأمر الذي يحتم على هذا القطاع رؤية أكثر تطوراً نحو النقل السككي لتطويره والتوسع به في الضواحي وكافة المحافظات، والمؤسسة العامة للخط الحديد الحجازي هي جزء من هذا القطاع الذي يجب عليه وضع خطة لإعادة تفعيل دور النقل السككي ليكون من أهم وسائل النقل التي تساهم بإعادة الإعمار.

هبا نصر

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي