الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

استخدام أسلحة الكذب والتلفيق وبث الإشاعات عبر وسائل التواصل

2019-04-24 10:19:44

بدأت حرب الإشاعات تطل برأسها بقوة على ساحة الحرب العدوانية الكونية التي تواجهها البلاد بقوة وصلابة منذ أكثر من ثمان سنوات، وهي واحدة من أدوات الشر التي تستخدمها قوى الغدر والعدوان كسلاح لا يقل أهمية عن باقي الأسلحة الحربية وأساليب الحصار والحظر الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي وغيرها.

فبعد أن أفشل الجيش العربي السوري بتضحياته وبطولاته كل مخططات العدوان ودحر الإرهاب وأذنابه من معظم الأراضي السورية وأعاد الأمن والأمان لها، وأعاد الحياة لتنبض فيها من جديد، بعد هذا لم تهدأ محاولات قوى الغدر وأدواتها التي تسعى جاهدة للنيل من صمود الشعب السوري وقيادته، واستثمرت ظروف الحصار وتداعياتها القاسية على الشعب السوري الذي بدا صامداً متحملاً لها، لتبث شائعات مغرضة في محاولة لإضعاف الشعور لدى المواطن السوري وإحداث شرخ في صفوف المجتمع وإثارة البلابل والقلاقل والفوضى، من خلال محاولات بائسة بنشر أخبار ومعلومات كاذبة وملفقة ولا أساس لها على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة والتي تعتبر أكثر تداولاً وانتشاراً وتلقفاً لدى المواطن السوري.

وتعتبر مثل هذه الوسائل التي تستخدم الدعاية والمعلومات الكاذبة من أشهر الوسائل التي يستخدمها العدو لاختراق صفوف المجتمع الذي يهاجمه وتشتيته من خلال المعلومات المتضاربة التي تأتي خلافاً للواقع والتي تحمل سموماً مخفية، فيما تبدو في ظاهرها وكأنها تهتم بشؤون الناس وتغار على مصالحهم، وتدعوهم للقيام بأفعال وأنواع من السلوك الذي يصب في مصلحة العدو دون أن يشعروا بذلك..!!

طبعاً هذه المحاولات لم تتوقف منذ بداية الحرب العدوانية على البلاد، وكانت تركز في حينها على نشر معلومات كاذبة عن خسائر وعن انهزامات غير صحيحة للقوات المسلحة، فيما كان الواقع يتحدث عن انتصارات متتالية للجيش العربي السوري وحلفائه، وفي هذه المرحلة أخذت الإشاعات نهجاً جديداً، بعد أن فشلت في التأثير على صمود الشعب ووقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري.

فمنذ أن بدأت آثار الحصار الاقتصادي والحظر على سورية، تظهر في الشارع السوري عبر أزمات المحروقات الخانقة من بنزين ومازوت وغاز، استثمر أعداء البلاد هذه الحالة لضخ سمومهم وأكاذيبهم المضللة للشارع لخلق حالة من الفوضى والقلق والاضطراب، من خلال التركيز على إظهار الواقع وكأنه منهار تماماً مستخدمين الصور الحية لحالات الازدحام الخانقة على محطات الوقود وسيارات توزيع الغاز المنزلي وعرض حالات تبدو في ظاهرها إنسانية لرجل مسن يجلس على أسطوانة الغاز بانتظار دوره، أو سيدة عجوز تتكئ على كتف طفل صغير حضر معها ليقف في دور المنتظرين للحصول على الغاز المنزلي، وذلك لإثارة الشفقة واستدرار عطف الناس، وليتحول هذا العطف والشفقة إلى غضب مبطن يظهر شيئاً فشيئاً في الكثير من الأحاديث والمواقف اليومية للمواطن السوري..!!

واليوم وفي آخر تقليعة تؤكد أن قوى العدوان مستمرة في بث الإشاعات والروايات الكاذبة، يأتي نفي المصرف المركزي لما تناقلته بعض المواقع والصفحات الإلكترونية عن عزمه عقد جلسة تدخل لبيع شريحة قطع أجنبي إلى مؤسسات الصرافة بقيمة 20 مليون دولار بدون أي ضوابط وحددت تلك المواقع تاريخ انعقاد الجلسة المزعومة بتاريخ (22 نيسان).

وفي هذا أكدت مصادر مصرف سورية المركزي أن خبر عقد الجلسة المذكورة عار عن الصحة، مبينة أن بعض المواقع والصفحات نشرت تعميماً منسوباً إلى مصرف سورية المركزي ممهوراً بتوقيع نائب الحاكم الأـول وهذا التعميم لا يتوافق مع أسلوب المصرف في إصدار التعاميم، كما أن بعض المواقع والصفحات نشرت أيضاً قراراً نسبته إلى لجنة إدارة مصرف سورية المركزي ممهوراً بتوقيع حاكم مصرف سورية المركزي، بخصوص تمويل المستوردات والقرار غير صحيح ومزور خاصةً أنه صادر بتاريخ يوم عطلة رسمية.

وحول هذه الواقعة دعا مصرف سورية المركزي المواطنين إلى عدم  الوثوق إلا بالأخبار الصادرة عن المصادر الرسمية خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد السوري والليرة السورية مبيناً أن أي أخبار تتعلق بالسياسة النقدية والعمل المصرفي يتم نشرها على موقع المصرف المركزي على الانترنت وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك).

وفي محاولة مماثلة لبث الفوضى انتشرت دعوات ملحة على صفحات التواصل المختلفة تحث المواطنين إلى الإسراع في تخزين كميات كبيرة من المواد التموينية الأساسية، مع الإيحاء بأن ظروف الحصار ستفقر الأسواق المحلية وستجعلها خالية من جميع هذه المواد، وبالتالي قد تحدث مجاعة نتيجة لفقدانها وقد يضطر المواطن لشرائها بأسعار مرتفعة جداً لا يقوى على احتمالها مواطنو شريحة الدخل المحدود والتي هي أوسع شريحة، والواضح هنا أن هذه المحاولة تهدف إلى نشر القلق والفوضى لدى هذه الشريحة التي هي الأوسع في المجتمع لخلق بلبلات وبث شعور بالخوف من قادم الأيام وما ستحمله معها من ويلات وأوجاع ستضرب المواطنين جراء ما سيحدث من نقص حاد في المواد التموينية وخاصة الأساسية منها..!!!

طبعاً سارعت الجهات المعنية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وباقي الجهات الأخرى لنفي هذه الشائعة ودحضها من أساسها، وتفنيدها، ففي أحلك سنوات الحرب العدوانية على سورية لم تفتقد الأسواق أياً من المواد الغذائية وبقيت حاضرة في مختلف المحال التجارية وعلى امتداد المدن والمحافظات السورية، دون أن نسمع أن أياً منها قد فقد أو أن هناك  نقصاً حاداً قد طال أياً منها.

وعلى ذلك وفي ظل ما تشهده أجواء الحرب العدوانية المستمرة على سورية بمختلف الأدوات والأسلحة، يتوجب على المواطن الحذر والانتباه من كل خبر أو معلومة تنشر وخاصة على الانترنيت بمختلف وسائله، وعدم الانقياد وراء كل قصة قد لا يكون لها أساس، حتى ولو دعمت بالصور والأفلام، لأن التقنيات الحديثة قادرة على تصنيع الحدث عبر الصورة من خلال برامج حاسوبية مختلفة ويمكن من خلالها إنتاج صور وأفلام بالصوت والصورة غير واقعية..

والاعتماد على الأخبار والمعلومات التي تنشر على المواقع الرسمية والتي تؤكدها وسائل الإعلام الموثوقة والرسمية أيضاً المقروءة والمسموعة والمرئية، فقوى العدوان مستمرة في بث سمومها واستخدام كل أشكال الأسلحة التقليدية وغير التقليدية بما فيها المعلومات الكاذبة التي تشتت الناس وتضعف شعورهم بالانتماء وتخلق حالات من الفوضى والاضطراب والقلق لديهم.

محمود ديبو

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة