الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

مخابز طرطوس.. واقع سيئ

2019-02-28 09:53:50

العمال يطالبون بعودة ساعات الطوارئ ورفد المخابز بالفنيين وتأمين باصات المبيت

استطاعت اليد العاملة المباركة في قطاع المخابز الصمود في أحلك وأصعب الظروف ليلاً ونهاراً لتقديم الرغيف، ليبقى الإقبال شديداً على الأفران رغم كل الضغوط.. فيما يترقب المواطن السوري ما ستؤول إليه الأمور في حال صدور قرار إلغاء معتمدي الخبز الذي أثير مؤخراً متسائلاً هل سيتحمل الوقوف في طوابير انتظار الرغيف، متسائلاً: هل من المعقول أن نصل لاستخدام البطاقة الذكية للحصول على الخبز رغم التصريحات الرسمية المتكررة على أهمية الرغيف واعتباره خطا أحمر لا يجوز المساس به.. فيما يبقى العامل هو العنصر الأهم والذي يستحق الدعم الكامل وتحسين ظروف العمل القاسية التي يعمل فيها.

 

خبز طرطوس

عدد المخابز الموزعة على أرجاء المحافظة يصل لـ 12 مخبزا منهم 8 تعمل بنظام الإدارة و4 بنظام الإشراف ( الجولان – طرطوس – بانياس – الدريكيش – صافيتا – الشيخ بدر – القدموس – المشتى – البرانية – مار الياس – الاحتياطي الجديد – الصفصافة ) وعدد خطوط الإنتاج 19 خطا أما الإنتاج اليومي فيصل إلى 135 طن خبز تقريباً، أما الزحمة فتبدو مقبولة حالياً عند كوات البيع في المخابز العامة حيث تم تخصيص واحدة للعسكريين وأخرى للنساء وثالثة للرجال وذلك لأي مواطن يرغب بشراء الخبز الساخن من خطوط الإنتاج مباشرة حيث لا يزال الإقبال كبيرا على المخابز العامة رغم وجود أكثر من 100 فرن خاص تقريباً في المحافظة مع متابعة تنفيذ خطة المخابز المتضمنة توسيع قاعدة انتشار المخابز الآلية في المناطق الريفية حيث بدأ مخبز الصفصافة الاحتياطي بالإنتاج منذ عدة أشهر لتأمين حاجة المنطقة وقرى سهل عكار كما بدأت الأعمال الإنشائية لثلاثة أفران أخرى في أرياف الشيخ بدر والدريكيش والقدموس، هي حيلاتا والحاطرية وبرمانة المشايخ.. فيما تعاني المخابز في طرطوس بسبب نقص الكوادر الناتج عن التقاعد مع قدم الطواقم الفنية وعدم تعيين أي بديل عنها حيث يجري سد ذلك النقص من خلال العمال المياومين إضافة إلى ظروف العمل الشاقة وعدم منح العمال التعويضات والحوافز التي تتناسب مع ظروف العمل الأمر.

 

بانتظار الاستجابة

ضمن خطة الاتحاد العام لعمال سورية وتوجيهات اتحاد عمال طرطوس القاضية بمتابعة العمال في جميع جبهات العمل وتقصي أحوالهم قامت فادية ديب أمين الثقافة والإعلام في اتحاد عمال طرطوس ومحمد عيسى رئيس نقابة المواد الغذائية والتبغ بزيارة تفقدية على فرن الرمل للاطمئنان على أوضاع العمال وسير العمل.

وفي مخبز الرمل تم لقاء علي حسن مدير المخبز وممثلي اللجان النقابية الذين أكدوا أن العمل يسير بشكل جيد والعمال يبذلون كل جهدهم لإنتاج الرغيف بأعلى جودة رغم الخطوط القديمة والحاجة لكوادر فنية إضافية وكافة الصعوبات يجري العمل على تذليلها بالتعاون بين الإدارة والكوادر العاملة.

وأشار مدير المخبز أنه جرى افتتاحه في عام 1975 وفي عام 2000 جرى تحديث خطين فيه وهو بحاجة لصيانة يومية لأن تجهيزاته قد تجاوزت عمرها الزمني أما مخصصات الفرن حالياً 15 طنا يومياً علماً أن طاقته الإنتاجية 18 طنا وملاكه العددي 70 ومن ضمنهم المدير يوجد منهم حالياً 64 عاملا وعاملة فقط، فيما يشير أحمد عدرا رئيس اللجنة النقابية أن إعادة ساعات الطوارئ مطلب ملح للعمال الذين يعملون بظروف قاسية حيث يتجاوز دوامهم ساعات العمل دون أي تقدير وضمن رواتب ضعيفة لا تكفي أحدا هذا الأيام إضافة لرفع سقف الحوافز التي تعطى حسب نسبة التنفيذ وإعادة النظر بملف الضمان الصحي الذي زاد من صعوبات الطبابة ضمن شروطه التعجيزية بعدم صرف العديد من الوصفات تارة وبحجة انتهاء الكتلة المخصصة والتشرط على العامل وإرهاقه وزيادة متاعبه بدل حلها.

أما عمال مخبز الرمل فأشاروا إلى حاجة الفرن لفنيين ومستخدمين مشيرين إلى أن الرغبة بالعمل تضاءلت والكثير من العمال الجدد ينسحبون بعد التجريب نظراً للظروف القاسية وعدم وجود مردود مجز يضمن حياة كريمة للعامل بالإضافة لتغريم الفنيين في حال حدوث أي هدر بمادة المازوت يفوق المحدد وهي نسبة من الصعب التحكم بها خاصة مع قدم بيت النار والاضطرار لزيادة كمية المازوت حيث إن هناك منافذ تهريب للحرارة والأفران ليست بأفضل أحوالها.

مخبز الجولان

المشهد في مخبز الجولان كان محزناً وصادماً فالمبنى الذي كان يضم إدارة المخابز سابقاً إضافة لفرن الجولان متصدع وهناك حالة نش كبيرة فوق صالة الفرن الذي يعمل فيه خط واحد بمخصصات يومية تصل لـ7 أطنان طحين مع وجود خطين متوفقين ومنسقين أما عدد العمال فحالياً 45 عاملا اثنان منهم زيادة على الملاك ويعملون ضمن ورديتين صباحية ومسائية وقد تم استئجار سيارة مبيت لضمان حركتهم خاصة الليلية، حيث أشار علي أحمد مدير المخبز إلى أنهم يعملون ضمن ظروف قاسية ووقت طويل منوهاً أن لجنة من الهلال الأحمر كانت قد زارت سابقاً المخبز وأعدت دراسات من أجل ترميمه وتحسين واقعه لكن لم يحدث شيء بهذا الصدد حتى تاريخه.

ولفت أحمد إلى أن النش والتسرب الحاصل بسبب خزان مياه ملاصق للمخبز، أما العمال فأشاروا أن لهذا المخبز تاريخا قديما مميزا حيث كان يستجر منه الخبز للجيش وللبنان الشقيق أما اليوم فواقعه مترد ومؤسف رغم سعي جميع العاملين فيه على بقائه واستمراريته فكثير منهم لا يعرفون الإجازات وهناك قسم للف المحركات تعمل فيه سيدات أيضاً ويشتكي العمال من واقع بيت النار الذي جرى تأكيد تهريبه للمازوت بعد إرسال لجنة مختصة لدراسة واقعه حيث تبين حدوث تهريب المازوت منه وتفسخ الآجر فيه وعدم مسؤولية العاملين عن الهدر الحاصل حيث أشار العمال أنه من غير المعقول أن يتم تغريمهم وتحميلهم مسؤولية أي هدر رغم فقر حالهم وحال المخبز الواضح للعيان منوهين أنه بعد إلغاء ساعات الطوارئ ازدادت ظروفهم سوءاً فيما تعتبر الوظيفة بهذا القطاع حجزاً مؤبداً فلا استقالاتهم تقبل وإذا تركوا لوحدهم تجري مساءلتهم ومحاسبتهم بقوانين قاسية.

وحول العمر الفني للخطوط والأفران أشار علي الشاتيلي وهو رئيس وردية وفني في المخبز أن الطبيعي إجراء عمرة  كل 6 سنوات فيما استمرت الخطوط بالعمل على مدى 18 سنة دون أي عمرة كما يعاني العاملون جراء تكسر شبابيك في الصالة وحالة النش والرطوبة المستمرة بانتظار إصلاح الحال كما يطالب العمال بتعويض بدل الإجازات حيث إن أغلبهم يداوم بلا انقطاع طيلة العام منوهين أن النش الحاصل وحالة البناء قد تشكل خطورة على حياتهم في حال حدوث أي ماس كهربائي.

مخبز صافيتا

ختام الجولة كان في مخبز صافيتا ذي الإنتاج الأضخم على مستوى المحافظة حيث يعمل بـ 3 خطوط إنتاجية وتصل مخصصاته اليومية لـ 28 طناً من الطحين كما أشار مديره نصر الدين محسن، فيما تتلخص معاناة العاملين فيه بطول الدوام واضطرارهم للبقاء أغلب الأيام من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً بدون أي مقابل ومع قلة الكوادر العاملة والفنية فيه والاضطرار للاستعانة أحياناً بالفنيين المتقاعدين لإجراء الإصلاحات السريعة ومتابعة العمل.

وأشارت العاملات للحاجة لعاملات نظافة حيث لا يوجد سوى واحدة وكرروا المطالب التي ذكرناها أعلاه وهي واحدة في جميع المخابز وتتلخص بعودة ساعات الطوارئ ورفع قيمة اللباس العمالي أسوة ببقية القطاعات كالمطاحن مثلاً متسائلين لماذا لا يعاملون مثل العاملين في وزارة الصناعة كما طالب العمال بمنح الوجبة الغذائية للجميع وتشميلهم بالمهن الشاقة والخطرة ورفد المخابز بمزيد من الفنيين والعمال والمستخدمين وتأمين باصات المبيت للعاملين.

رنا الحمدان

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة