الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

صيد الأحلام !

2019-02-28 09:51:33

مؤشرات كثيرة تؤكد عدم تعافي قطاع التعاون السكني الذي على ما يبدو ستبقى مشكلاته عالقة داخل التقارير والمذكرات إلى أجل غير قريب فالمعطيات تشير إلى أن بوصلة العمل فيه مازالت بعيدة عن سمت الحلول والمعالجات الفعلية خاصة بعد أن أضافت الأزمة الحالية الكثير من التعقيدات على بنيته التنظيمية والقانونية وعرقلت المحاولات الهادفة لإصلاحه وإعادته إلى مساره الصحيح.

وبكل تأكيد لن تكون هذه الواقعة المثبتة هي آخر المخالفات المرتكبة أو الحلقة الأخيرة في مسلسل الشبهات والتدخلات التي تتم في قطاع التعاون السكني الذي تتكاثر فيه المشكلات الموثقة بالشواهد والأمثلة والتي تبين واقع حال الجمعيات السكنية وخاصة مع اشتداد المنافسة على حجز أرقام الاكتتاب التي تدخل تلقائيا في البورصة العقارية والمتاجرة العلنية من قبل أصحاب النفوذ الذين سلخوا هذا القطاع عن جلدته الشعبية وحولوه إلى قطاع الكبار إلى جانب تسللهم إلى القطاعات الأخرى كالسكن الاجتماعي.  

وليس غريباً مع كثرة المتاجرين في سوق التعاون السكني أن ترتفع حماوة المنافسة على الاكتتاب السكني في بعض المشاريع التي تحقق أرباحاً بعشرات الملايين وبفترة قصيرة ولاشك أن رحى الحرب العقارية الإسكانية التجارية التي تدور رحاها منذ سنوات في مشروع دمر تكشف الكثير من أسرار هذه التجارة الرائجة في الخفاء والعلن فالعمل في هذا المشروع انطلق منذ سنوات طويلة وكان مخططاً له آنذاك ليكون منازل أو فلل وسط حدائق ولكن خلال التنفيذ تم حرف المشروع عن مساره فكثرة التعديات على الأملاك العامة التي أثارت شهية ما يطلق عليه اليوم "المسؤول التاجر" وغيره من الحالمين بالحصول على بيت فاخر ونتيجة ذلك تشوهت فكرة المشروع ودمرت البيئة الحراجية فيه وتحولت المنطقة إلى كتل اسمنتية شاهقة مكتنزة بالملايين وجاذبة للطبقات المخملية بكل أنواعها.

وطبعاً إثارة هذا الموضوع ليست بقصد تشويه صورة هذا القطاع أو الإساءة لأي جمعية أو لشخصية وهوية المكتتبين فيه ولكننا نحاول رفع الغطاء عن بعض الممارسات التي يتحدث عنها الشارع خاصة مع وجود مئات آلاف من الأعضاء التعاونيين المكتتبين الذين ساهم بعضهم في الإساءة لهذا القطاع غير الربحي بعد أن أغرتهم أرباحه ودفعتهم للمتاجرة به على حساب أولئك الباحثين عن بيوت الأمل وسقوف السترة الذين وقعوا في مصائد التجار فنزفت أحلامهم وزحفت حياتهم وحياة عائلاتهم من تحت دلف سقوف الإيجار والعشوائيات إلى مزراب الفقر وضياع المدخرات النحيلة التي بنت لغيرهم ممالك الثروة ومن باب النصيحة نؤكد على أن التقصي والبحث في هذا المجال أشبه بالسير في حقل ألغام نظراً للمصالح الكبيرة التي يمثلها بالنسبة لفئات وشرائح عديدة في مجتمعنا.

بشير فرزان

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة