لطالما كان موضوع مياه الشرب في محافظة طرطوس ولاسيما ريف المحافظة الشغل الشاغل للسكان بسبب وجود أزمة حقيقية ومعاناة مستمرة في العديد من القرى التي تنقطع من مياه الشرب لأيام وأسابيع وتضطر لشراء المياه من الصهاريج، هذه المعاناة تزداد مع قدوم فصل الصيف الحار الذي يحمل معه همّ السكان في الحصول على ما يروي ظمأهم، وفي كل عام تسارع محافظة طرطوس إلى عقد الاجتماعات المتتالية مع مؤسسة مياه الشرب لإيجاد حلول إسعافية وإيصال المياه لمعظم ريف طرطوس في محاولة متأخرة لتجنيب المواطنين سيناريو المعاناة المتكررة.
مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في طرطوس نزار جبور، تحدث عن واقع مياه الشرب في المحافظة وماهي الخطط والمشاريع التي يتم العمل لتنفيذها، مشيراً إلى أن الواقع المائي في المحافظة جيد جداً ومستقر وذلك بفعل التحسينات التي أجريت على المشاريع القديمة والمشاريع الجديدة الداعمة لأغلب المناطق والقرى في المحافظة، كما أن المؤسسة تركز على تحسين واقع المياه في الريف والعمل لإيجاد مصادر مياه جديدة واستثمارها.
مشاريع لدعم ريف المحافظة
وتحدث جبور عن أهم المشاريع التي نفذتها المؤسسة خلال العام الجاري ومنها استثمار بئر النعاصات /صافيتا/ بغزارة 65م3 ساعة، واستثمار بئر بيت باسط /ريف طرطوس/ بغزارة 45م3 ساعة، كذلك استثمار بئر ضهر رجب /ريف طرطوس/ بغزارة /50م3/ ساعة بكلفة إجمالية تقارب 227 مليون ل.س، إضافة إلى استثمار خط جر القمصية بغزارة /300م3/ ساعة لدعم القطاع الشمالي الشرقي لمنطقة الشيخ بدر والتي تعتمد على مشروع قاصر هو نبع جورة الحصان بكلفة 1.7 مليار ل.س.
وأضاف جبور أن المؤسسة تعمل على تحسين عامل الاستثمار لمشروع خط الجر الأول للقدموس من خلال تحديث تجهيز المحطتين الأولى والثانية ما أدى إلى زيادة الغزارة المستجرة من 300م3 إلى 430م3/ساعة وتم تأمين المياه الإضافية من خلال حفر وإكساء بئر جديد في محطة أوبين (الأولى والقديمة) الأمر الذي أمن استقرارا مائيا لمنطقة القدموس مدينة وريفاً، إضافة إلى القرى الواقعة على طريق عام بانياس القدموس بكلفة إجمالية تقارب 175 مليون ل.س، كما تعمل المؤسسة بخطى متسارعة لربط مشاريع رئيسية بخط توتر كهربائي مستقل لتأمين استمرارية الضخ من هذه المشاريع محطات الدلبة(1-3-5) في الدريكيش – محطات خط الجر الثاني في القدموس (2-3-4) محطات مشروعي تفريعة جديتي والشيخ سعد في ريف طرطوس بكلفة إجمالية 866 مليون ل.س، كذلك العمل لإنهاء الأعمال المدنية لمشروع كفر طلش في الدريكيش والإعلان لتوريد وتركيب التجهيزات والمتابعة في تنفيذ الأعمال المدنية لمشروعي مغارة الضويات في مشتى الحلو وبيت القليح في الشيخ بدر وتقارب التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع 251 مليون ل.س.
"الدفق الغربي".. أكبر مشروع حيوي واستراتيجي
وكشف جبور أن المؤسسة تقوم بإعداد الدراسات اللازمة لأكبر مشروع حيوي واستراتيجي على مستوى المحافظة وهو مشروع الدفق الغربي (استثمار المياه الشاطئية الموجودة على الشريط الساحلي بغزارات كبيرة وضخها باتجاه ريف المحافظة عبر محاور رئيسية)، وقال جبور: هذا المشروع يحتاج إلى كلف مالية عالية وفترة تنفيذ طويلة الأمد حيث تقوم المؤسسة حالياً باستملاك مواقع رئيسية بجانب المصادر المتوفرة والبالغ عددها ثمانية مصادر تبدأ من موقع عمريت جنوب مدينة طرطوس وانتهاءً بدير البشل في بانياس وسيحقق هذا المشروع استقراراً مائياً دائماً وآمناً للمحافظة لسنوات طويلة قادمة.
مجموعات ضخ بـ100 مليون ليرة
وتابع جبور أن المؤسسة تعمل حالياً على توريد مجموعات ضخ أفقي لمشاريع قائمة في مناطق (كفرفو – بمحصر المحطة الأولى –مرسحين – عوروم2- كرم بيرم الجديد – دوير طه م2 – دوير الشيخ سعد- تيشور – بشبطة- قرقفتي محطة 2- المرقب محور جبل الأربعين- طيرو محور طيرو ومحور الزللو) بكلفة إجمالية 100 مليون ل.س، إضافة إلى حفر وإكساء آبار في مواقع /قلعة اليازدية- أوبين- السويدة- الدلبةم3 بيت الوادي- بيلة – جسر الحاج حسن- الحورا- القشعات/.
مشاريع مستقبلية
وعن المشاريع التي تسعى المؤسسة لتنفيذها كشف جبور أن المؤسسة وضعت مجموعة من المشاريع الاستثمارية لتحسين الواقع المائي في المحافظة منها استثمار بئر بيت القليح لدعم أطراف مشروع جورة الحصان في الشيخ بدر، إضافة إلى استثمار كفر طلش لدعم أطراف مشروعي الدلبة في الدريكيش والبغلة في الشيخ بدر، واستثمار بئر تفريعة جديتي لدعم القطاع الشمالي في طرطوس، إلى جانب استثمار بئر مغارة الضويات لدعم التوسعات في مدينة مشتى الحلو، واستثمار بئر ببلة لدعم مشروع الجكرة في ريف طرطوس إضافة لاستثمار الآبار المحفورة، وبئر قلع اليازدية لدعم قطاع كرم بيرم قلع اليازدية في ريف طرطوس، إلى جانب استثمار بئر السويدة لدعم مدينة صافيتا، وبئر جديدة عبدالله لدعم القطاع الغربي من صافيتا.
مشاكل وتحديات
فيما يتعلق بالمشاكل والصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة، أوضح جبور أن أبرز هذه المشاكل هو التوسع العشوائي في السكن وضرورة الإسراع في إنجاز المخططات التنظيمية، والانتشار الواسع والعشوائي لمصبات الصرف الصحي وضرورة الإسراع في إنجاز محطات المعالجة الكفيلة بإزالة خطر التلوث من مصادر مياه الشرب، إلى جانب قلة عدد الآليات الهندسية والخدمية وقدمها ونقص الأيدي العاملة الخبيرة بسبب الظروف الراهنة.
هبا نصر
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي
