الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

"ارتفاع الأسعار" يصل إلى الفروج... شاحنات الفروج التركي المهرب أحد الأسباب

2019-02-26 07:02:35

يبدو أن معاناة المواطن مع مسلسل ارتفاع الأسعار لن ينتهي قريباً حيث أضاف ارتفاع أسعار الفروج "التي سجلت رقماً قياسياً جديداً في بورصة الارتفاع" عبئاً جديداً على كاهل المواطن الذي يعاني أصلاً من غلاء المعيشة ويجهد في تأمين قوت يومه وباتت اللحوم على اختلاف ألوانها، غير مناسبة شرائياً للمواطن ومصنفة من الكماليات على موائده.

 

تبريرات

رئيس اتحاد غرف الزراعة محمد كشتو اعتبر أن الارتفاع الأخير لأسعار الفروج جاء نتيجة مجموعة من الأسباب جوهرها الخسارة التي يتعرض لها مربو الدواجن لأن التكلفة أعلى من سعر السوق إضافة إلى ارتفاع مستلزمات التربية والإنتاج، وعدم قدرة المربين على تأمينها وهذا ما أدى إلى خروج  الكثير من المربين الصغار من المهنة لعدم مقدرتهم على المتابعة والاستمرار بالتربية، وبالتالي تأثر الأسواق وحدوث نقص بالمادة وخلل في سياسة العرض والطلب.

فيما أوضحت معلومات وزارة التجارة الداخلية أن سعر مادة الفروج شهد ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة بسبب زيادة نفقات التدفئة والأدوية ومستلزمات التربية وارتفاع تكلفة تربية الصوص خلال فصل الشتاء، إضافة إلى خروج عدد من منتجي وبائعي الفروج من السوق خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى انخفاض عرض المادة في الأسواق وزيادة الطلب، علماً أن نشرات أسعار البيض والفروج تصدر من مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات بعد قيامها بدراسة واقع أسعار تكاليف الإنتاج الحقيقية لمادتي البيض والفروج ولحظ أجور النقل في الظروف الحالية بما يحقق مصلحة المنتج والمستهلك بالتنسيق مع فرع (المؤسسة العامة للدواجن، لجنة مربي الدواجن، السورية للتجارة، المكتب التنفيذي بالمحافظة).

 

صعوبات جمة

بدوره أشار ياسين صهيوني رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات الغذائية إلى أن قطاع الدواجن يعاني من صعوبات ومشاكل تؤثر بمجملها على تذبذب أسعار الفروج  وعدم استقرارها، وأبرز هذه الصعوبات غلاء أسعار الأعلاف والأدوية واللقاحات، وخروج قسم كبير من المربين خارج العملية الإنتاجية، وعدم استقرار أسعار صرف العملات الصعبة وارتفاعها الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج وبالتالي زيادة تكلفة الإنتاج وخاصة الأعلاف المستوردة، وعدم توفر المحروقات اللازمة للتربية بالشكل الأمثل وارتفاع أسعارها، إلى جانب انخفاض كميات صيصان جدات وأمهات الدجاج المستوردة ما يؤثر سلباً على توفر أعداد الدجاج اللازمة لاستمرار العملية الإنتاجية، وتضاف إلى ذلك الظروف المناخية.

بينما لخص سليمان وهو أحد مربي الدواجن أبرز الصعوبات التي تواجه المربين, في ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، ولاسيما المواد العلفية، والأدوية البيطرية، مشيراً في الوقت ذاته إلى  عدم كفاية المقنن العلفي الذي تمنحه مؤسسة الأعلاف, الأمر الذي يجعل المربين يلجؤون إلى القطاع الخاص ودفع مبالغ مضاعفة لقاء الحصول على العلف الذي أصبح مكلفاً، وطالب بضرورة دعم المربين والمشتغلين بهذه الصناعة بقروض ميسرة وتخفيض تكاليف المحروقات والمواد العلفية والأدوية، وتشجيع أصحاب المداجن التي خرجت عن الخدمة لمعاودة العمل والإنتاج.

 

أسباب خفية!

تذبذبات مستمرة تشهدها أسعار الفروج فالارتفاع الجنوني الذي نشهده اليوم سبقه انخفاض ظنه البعض إحدى إنجازات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليتضح لاحقاً أن السبب هو شاحنات الفروج التركي المهرب التي أغرقت الأسواق في تلك الفترة، حيث عاد الفروج للارتفاع تدريجياً بعد نفاد تلك الكميات، حيث أوضح مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن السبب الحقيقي لارتفاع سعر الفروج هو مكافحة تهريب الفروج التركي ومجهول المصدر الذي كان يغزو أسواق حماة من ريف إدلب، ولم ينف المصدر الأسباب الأخرى من ارتفاع تكاليف التربية والإنتاج.

 

أهداف محققة

عند الحديث عن مادة "الفروج" لابد من الحديث عن المؤسسة العامة للدواجن والتي تعتبر من أكبر منتجي الدواجن من حيث تأمين بيض المائدة وفروج اللحم وصيصان التربية، إضافة إلى دورها الكبير في توازن السوق ومنع الاحتكار من خلال توفر منتجاتها في صالاتها المنتشرة في المحافظات بأسعار مناسبة للمواطنين، على الرغم من تعرضها لصعوبة تأمين أمات البياض المستورد نتيجة الحصار الاقتصادي، وتذبذب أسعار بيع المنتجات وعدم استقرارها والناتج عن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج المرتبطة بشكل مباشر بسعر الصرف، وخاصةً الأعلاف التي تشكّل الجزء الأكبر من التكلفة، وتعمل المؤسسة العامة للدواجن وفق ما أكده مديرها سراج خضر بشكل مستمر على زيادة إنتاجها وتحسينه كماً ونوعاً، كما أنها تسعى جاهدة لتنفيذ خطتها الإنتاجية المقررة والمعتمدة، حيث تمكنت المؤسسة من تحقيق أهدافها الأساسية المرسومة للعام الماضي 2018 حيث كان إنتاج المؤسسة  /143/ مليون بيضة بنسبة تنفيذ 110% ، إضافة لإنتاج /2145/ ألف صوص فروج بنسبة تنفيذ 86% ، كما أنتجت /2289/ ألف صوص بياض وبنسبة تنفيذ 109% ، وكان إنتاج المؤسسة للبيض التفريخ فروج /4811/ ألف بيضة، إضافة إلى إنتاج /7351/ ألف بيض تفريخ بياض بنسبة تنفيذ 135% ، وبلغ إنتاج المؤسسة من الفروج /220/ ألف فروج بنسبة تنفيذ 147% وبوزن /531/ طن.

 

خطوات جادة

لاشك أن الفروج أحد المواد الغذائية التي يعتمد عليها المواطن ولكي لا تلحق باللحوم الحمراء التي أصبحت صعبة المنال لابد من إيلاء قطاع الدواجن أهمية أكبر وبالتالي ضمان توفير مادة الفروج في السوق وبأسعار مقبول وفي الوقت نفسه عدم إلحاق الخسارة بالمربين وفي هذا الإطار شدد صهيوني على أهمية هذه الصناعة وضرورة منحها كل الدعم والرعاية للحفاظ على مواردها وتحسين إنتاجها كماً ونوعاً، والعمل على منح قروض عاجلة طويلة الأجل من قبل المصرف الزراعي بضمان المنشأة، والاستمرار بتأمين المقنن العلفي للدواجن، وتأمين مادة المازوت ورفع مخصصات الفحم الحجري للدجاج، ونوه صهيوني بضرورة دعم قطاع الدواجن لتشجيع المربين على التربية، ودعم تربية الدواجن من خلال صندوق دعم الإنتاج الزراعي، كما اقترح صهيوني تشكيل لجنة لدراسة حاجة القطر من صيصان وجدات وأمات الفروج والبيض، إلى جانب دعم البنية التحتية للمداجن والمتضررة من ظروف الأزمة، مشدداً على ضرورة تشجيع إقامة منشآت تخزين البيض وحفظه وكذلك معامل تجميد وتجفيف بيض المائدة، إضافة إلى إطلاق مشروع التربية المنزلية للدواجن وتأمين المتطلبات اللازمة له، الأمر الذي ساهم في تنمية الإنتاج وتحقيق أرقام إنتاج عالية ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي وفائض للتصدير.

بدوره اقترح كشتو العمل على عودة المربيين الذين خرجوا من هذا القطاع ومنحهم القروض والتسهيلات بما يسهم في زيادة الإنتاج وبالتالي تحقيق التوازن بين العرض والطلب.

وفي هذا الإطار أشارت مصادر في وزارة التجارة الداخلية إلى أن هناك لجنة تعكف على وضع آلية تضمن دعم عودة مربي الدواجن الذين تركوا سوق العمل، وتفعيل وتنشيط عملية الإنتاج وتوفيرها للمنتجين بسعر التكلفة لتغطية احتياجات السوق، وأن هذه الأمر سيساهم في انخفاض سعر مادة الفروج خلال الشهر القادم بعد دخول أفواج جديدة من الفروج إلى السوق وانتهاء موجة البرد.

هبا نصر

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة