الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

ألبان دمشق تتجاوز مشكلاتها..

2019-02-20 09:50:54

على مدى سنوات طويلة كانت منتجات ألبان (الغوطة) واحدة من أكثر السلع التي حظيت بوثوقية عالية لدى المستهلك (لبن، زبدة، حليب معقم، سمنة) لما تمتعت به من مواصفات عالية وسعر أفضل إلى جانب كونها واحدة من منتجات القطاع العام الصناعي الذي كان يعتبر الضامن الأكبر لأي منتج من منتجات القطاع العام وخاصة المنتجات الغذائية..

إلا أن تداعيات الحرب العدوانية على سورية وسنواتها العجاف طالت الشركة العامة للألبان في دمشق كما طالت الكثير الكثير من وحدات إنتاج القطاع العام والخاص وغيرها.. الأمر الذي أدى إلى توقف شبه كامل للعمل في الشركة نتيجة لذلك ولعدة سنوات إلى أن تم إعادة تشغيلها في العام 2017 مع عودة التعافي لمعظم المناطق التي طالها الإرهاب، وذلك بفضل تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري.

هذا الواقع أدى إلى خلق صعوبات ومشكلات أمام عمل الشركة، إلى جانب ما كانت تعانيه من بعض الإهمال في جوانب عملها كان سببه الترهل الإداري ومحاولات بعض القائمين على العمل الاستفادة من هذا الواقع لتحقيق بعض المصالح الشخصية المادية على حساب الشركة.

وكان من الممكن أن يستمر الحال على ما هو عليه بسبب إهمال إداري أدى إلى تراكم المشكلات في شركة ألبان دمشق على مدى سنوات، على الرغم من أنها لم تكن خافية على أحد وكان من الممكن تجاوزها وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وفي آخر قرار تم اتخاذه من قبل إدارة المؤسسة العامة للصناعات الغذائية تمت إقالة مدير عام الشركة، ووضع خطة عمل تتناسب مع نوعية وحجم المشكلات التي تواجهها الشركة، وتم البدء بتنظيف وحدات التبريد والمستودعات التي تملكها الشركة والتي يتم التخزين فيها لصالح الغير لقاء عائد مادي تستفيد منه الشركة لدفع رواتب عمالها وتأمين مستلزمات التشغيل، هذا إلى جانب خطوات أخرى تقرر العمل عليها في المرحلة القادمة.

ونبقى عند موضوع وحدات التبريد والمستودعات التي كانت في حالة مزرية نتيجة الإهمال وعدم تنظيفها لفترات طويلة، الأمر الذي جعل منها مصدراً للتلوث والروائح الكريهة وتجمع الحشرات والقوارض وغيرها رغم أنها تستعمل لتخزين المواد الغذائية من لحوم وخضار وفواكه وأجبان وغيرها.. وهذا الأمر استدعى تحركاً سريعاً من قبل الإدارة الجديدة للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية للمتابعة والوقوف على أعمال التنظيف وإعادة التجهيز لوحدات التبريد والمستودعات لتصبح قابلة للاستخدام وتؤدي الغرض منها، وإنهاء الحالة السيئة التي كانت فيها نتيجة الإهمال وعدم قيام المعنيين بواجباتهم والعمل على تنظيفها بشكل دوري وبما يبقيها بعيدة عن كل تلوث..

فعلى مدى أكثر من خمسة عشر يوماً استمرت أعمال التنظيف وإعادة التأهيل لوحدات التبريد والمستودعات بشكل أدى إلى تحسن واقعها بشكل كبير، لتعود معها الأمور إلى واقع أفضل، إلى جانب ذلك يجري العمل على مراقبة إدارة تلك الوحدات بما يمنع التجاوزات التي كانت حاصلة في السابق حيث كان يجري العمل على استخدامها لمصالح شخصية ضيقة من قبل بعض القائمين عليها، الأمر الذي أدى إلى فوات منفعة للشركة وتحول هذه المنفعة إلى بعض الأشخاص من خلال تأجيرها وقبض عوائدها دون أن تدخل في حسابات الشركة.

وبعد الانتهاء بشكل كامل من هذا الإجراء، تتجه إدارة المؤسسة العامة للصناعات الغذائية إلى إعادة تأهيل خطوط الإنتاج في الشركة وخاصة خط تعبئة اللبن المعطل منذ عام 2005، الأمر الذي يتيح الفرصة لإعادة طرح المنتج في الأسواق المحلية وتلبية حاجة المستهلك من المادة التي استطاعت أن تحظى بثقة كبيرة وإقبال واضح بسبب المنافسة في الجودة والسعر والمواصفة.

كذلك الأمر بالنسبة لإنتاج الحليب المعقم الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل كامل وصيانة وتأمين عبوات زجاجية للتعبئة، وفي هذا السياق يجري التفكير بالتعاقد مع جهة خاصة تتعهد بكل أعمال الصيانة والتجديد والتأهيل واستثمار خط الحليب وفق اتفاق يحقق الرعاية الجيدة للشركة ويؤمن استثمارا آمنا ويعيد طرح المنتج في الأسواق المحلية ويحقق العائدية الاقتصادية للمستثمر.

مساع حثيثة تبذل اليوم في هذا الاتجاه لتغيير واقع العمل في شركة ألبان دمشق بحيث يتم التخلص من الصعوبات والعقبات والتجاوزات التي كانت تحصل في الشركة خلال السنوات الماضية، وإعادة تشغيلها بالشكل الصحيح لتحقيق الجدوى الاقتصادية والمحافظة على القطاع العام بوصفه الحامل الأساسي للاقتصاد الوطني والضامن للاستقرار الاجتماعي.

ياسين صهيوني رئيس الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية والتنمية الزراعية والتبغ والسياحة أوضح أن ما تواجهه شركة ألبان دمشق من صعوبات ومشكلات كانت محط متابعة من قبل التنظيم النقابي العمالي وكان من الواضح أن بعض المتاعب التي تحيق بالشركة مردها عدم التزام بعض العمال بمسؤولياتهم تجاه العمل وتجاه المحافظة على أموال الشركة، وجرت مساع كثيرة للحد من المشكلات ووضع الحلول اللازمة لإنهاء متاعب الشركة ضمن الإمكانات المتاحة في ظل ظروف الحرب العدوانية وتداعياتها، واليوم تعمل الإدارة العامة لمؤسسة الصناعات الغذائية على تجاوز هذه المشكلات والصعوبات وكان أول إجراء هو إقالة مدير الشركة، والبدء بخطوات عملية للمعالجة بحس عال بالمسؤولية والاهتمام والمتابعة اليومية من خلال الوجود في مقر الشركة لتنفيذ ما هو مطلوب من أعمال حيث تم البدء بتنظيف وتأهيل وحدات التبريد والمستودعات التي كانت بحالة سيئة ولا تتوفر فيها الشروط الفنية المطلوبة لتخزين المواد الغذائية من لحوم وأجبان ومنتجات زراعية..

وهذا التوجه الذي بدأت به إدارة المؤسسة الغذائية يضع الشركة على المسار الصحيح خلال المرحلة القادمة ويؤسس لواقع أفضل تتحقق معه الأهداف ويتم الوصول مع إلى النتائج المطلوبة من الشركة..

بعد هذا تجدر الإشارة هنا إلى واقعة تؤكد حالة التجاوزات والترهل الإداري الذي كان حاصلاً في الشركة خلال السنوات الماضية، حيث تم قبل بضعة أشهر ضبط كمية كبيرة من اللحوم الفاسدة التي كانت مخزنة في أحد وحدات التبريد التابعة للشركة، وكميات من الجبنة وغيرها، وهذا يعود إلى عدم اهتمام إدارة الشركة السابقة بما يخزن في براداتها، وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المستهلك والمواطن وقبولها تخزين وتخريج كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية والفاسدة في براداتها، رغم علمها أنها كانت ستأخذ طريقها إلى موائد المواطنين وتستهلك من قبلهم..!!


المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة