بقلم الرفيق جمال قادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال

أنهينا العام 2018 بمروحة واسعة وحقيقية من الخدمات التي قدمها التنظيم النقابي لمعظم أبناء الطبقة العاملة على امتداد ساحة الوطن، وقد تنوعت تلك الخدمات التي يعتبرها الاتحاد العام في رأس أولويات عمله ومهامه ومن واجباته الرئيسية، فقدم كل ما يستطيع ضمن الإمكانات المتوافرة مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الوطني جراء الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على شعبنا ودولتنا الصامدة.
ننطلق مع بداية العام 2019 بهمة عالية وثقة كبيرة بمقدرتنا على تحقيق جميع الأهداف التي وضعها التنظيم النقابي نصب عينيه مع بداية الدورة السادسة والعشرين وتميزت ببذل جهود جبارة من قبل جميع الأخوة النقابيين على مختلف مستوياتهم وتنوع مسؤولياتهم، من خلال التوجه بالعمل المخلص تجاه القاعدة العمالية الصلبة التي أثبتت أنها على قدر الرهان فأبدعت وأعجزت خلال السنوات الثماني الماضية صموداً وإنجازاً، فكان حقها علينا أن نرتقي بمستوى أدائنا وعملنا لتأمين كل دعم ومساعدة ممكنة، وهذا ما دفعنا للبحث عن مقترحات وأفكار إبداعية لتأمين احتياجات ومتطلبات أخوتنا العمال، فوسعنا المظلة النقابية من الخدمات الصحية إلى الاجتماعية والمعيشية وغيرها الكثير، وتمكنا من الوصول إلى بيوت معظم عمالنا في جميع المناطق والمحافظات من خلال المبادرات التي سعينا للوصول إليهم عبرها، فكنا معهم.. يدنا ممدودة إليهم مع بداية كل عام دراسي وحاولنا تأمين متطلبات أبنائهم قدر الإمكان ووفق المستطاع، ووصلنا إلى أهالي الشهداء من أبناء الطبقة العاملة وحاولنا القيام بواجبنا تجاه من قدم دمه وروحه رخيصة على مذبح الوطن وكرمى لسيادة بلده وعزته. كذلك قمنا بواجبنا تجاه العمال الجرحى، وكل ذلك عن طريق تأسيس صناديق مختصة لمساعدة أخوتنا من أسر الشهداء والجرحى، فهذا أقل شيء نقوم به كتنظيم نقابي.
اليوم ومع بداية عام جديد وبقي القليل من عمر الدورة النقابية الحالية، تبدو أجندة التنظيم النقابي مزدحمة جداً، على كل المستويات داخلياً كانت أم خارجياً، وسيبقى العامل هو البوصلة التي نسير وفقها، وسنستمر في العمل بكل جد واجتهاد لتحقيق مطالبه المختلفة والمتعددة ولن يثنينا شيء عن الاستمرار في العمل حتى الوصول إلى النهايات السعيدة التي نبتغيها جميعاً في تأمين حياة لائقة ومستقرة لكل أبناء الطبقة العاملة.
مؤخراً، اتخذ المكتب التنفيذي للاتحاد العام مجموعة من القرارات التي نعتبرها خطوة من سلسلة خطوات هدفها تقديم يد العون للأخوة العمال ومنها رصد خمسين مليون ليرة لتمويل برنامج مساعدة للعمال الأشد احتياجاً ووضع خطة تنفيذية لاستكمال تحويل العمال المياومين إلى عقود سنوية في جميع المؤسسات، بعد أن تم تحويل عقود 7 آلاف عامل خلال العام الماضي إلى عقود سنوية، كذلك تم تشكيل لجنة من أعضاء المكتب التنفيذي لمتابعة ودراسة وتبويب المطالب التي طرحت في المؤتمرات السنوية للنقابات تمهيداً للبدء بسلسلة من الإجراءات العملية بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذها، إضافة إلى تكليف اتحادات عمال المحافظات ومكاتب النقابات بإقامة دورات تقوية تعليمية بالتنسيق مع فروع نقابة المعلمين بالمحافظات للمواد الأساسية لطلبة الشهادات من أبناء العمال على أن تمول هذه الدورات من صندوق النشاطات الثقافية في الاتحاد العام.
التنظيم النقابي مستمر في تنفيذ واجبه الطبقي والوطني ومتابعة قضايا العمال وانشغالاتهم بما يضمن تأمين احتياجاتهم وتجاوز الصعوبات التي يتعرضون لها في عملهم، وقضايا العمال وهمومهم ستبقى في مقدمة أولوياتنا، وديدننا في ذلك العمل ليل نهار لتحقيق مصلحتهم وتحقيق المزيد من المكاسب لهم، والوصول إلى النهايات المأمولة لجميع المطالب المحقة لأخوتنا أبناء الطبقة العاملة.

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي