نوع مختلف من التحديات فرضته تداعيات الحرب العدوانية على البلاد تمثل بالعقوبات الاقتصادية والحظر المفروض على شركات ومؤسسات حكومية وعلى أشخاص ورجال أعمال الأمر الذي زاد في تعقيد المشكلات، ما استدعى البحث عن حلول تتناسب مع واقع الحال وتتجاوزه.
ولعل ما واجهته شركات القطاع العام الصناعي يندرج في هذا السياق لجهة العقوبات المفروضة عليها ورفض الشركات العالمية التعاقد معها، والشركة العربية السورية للصناعات الإلكترونية (سيرونكس) واحدة من شركات القطاع العام التي تعرضت لهذه الضغوطات المتمثلة بالعقوبات الاقتصادية عليها من حيث وصول الشاشات إلى الشركة والعراقيل في طريقها، وكذلك نقص السيولة المالية التي تحتاجها الشركة، الأمر الذي جعلها من الشركات المتعثرة وأدت إلى تعطل العملية الإنتاجية بالنسبة لإنتاج الأجهزة التلفزيونية بمختلف أنواعها بسبب رفض الشركات العالمية التعاقد معها وتقديم العروض لها، ولكن بفضل المتابعة المستمرة من قبل إدارة الشركة تم توقيع عقد مع شركة أرمادا للتجارة والمقاولات لتوريد مجموعات تلفزيونية من مختلف القياسات وبمواصفات وجودة عالية وعالمية وبأسعار منافسة للسوق، ولدى الشركة 6 معامل تعتمد عليها في تأمين موارد وطرح منتجات إلى الأسواق المحلية وهي، معمل التلفزيون الملون، ومعمل البلاستيك ومعمل الستيربور ومعمل الدارة المطبوعة ومعمل النجارة والمفروشات الخشبية إلى جانب الشركة السورية الأوكرانية لإنتاج الخلايا واللواقط الضوئية.
1500 شاشة
فبالنسبة لمعمل التلفزيون الملون فهو يعتبر المعمل الرئيسي لإنتاج الأجهزة التلفزيونية والشاشات بمختلف أنواعها وقياساتها، وقد تم تسويق 1500 شاشة تلفزيونية LED من قياسات (32 – 43) بوصة، وبمواصفات وجودة عالية نقداً لكافة الزبائن، وبالتقسيط للعاملين في الدولة، كما تم المشاركة في عدة معارض وأهمها معرض دمشق الدولي بدورته الستون حيث تم عرض نماذج الشاشات التي سيتم إنتاجها من العقد الجديد وكذلك تم عرض بعض المنتجات البلاستيكية والمواد العازلة والمفروشات الخشبية، وحالياً يتم الاستمرار بتنفيذ اتفاقية بيع بالأمانة مع المؤسسة الاجتماعية العسكرية لبيع الشاشات لدى صالاتها في المحافظات.
عقد مع المخابز
أما معمل البلاستيك فهو يعمل بكامل طاقته حالياً حيث تم تنفيذ عقد مع الشركة العامة للمخابز لإنتاج خطوط السيور البلاستيكية بقياسات مختلفة كما يتم تصنيع صناديق الخبز البلاستيكية إلى الشركة المذكورة أو للقطاع الخاص وحسب الطلب، ويتم توقيع محاضر اتفاق سنوية تجدد تلقائياً مع المؤسسة السورية للطيران لتصنيع (صحون، وصواني بلاستيكية وحافظات فلين) وحسب الطلب، كما يتم توقيع عقد بالتراضي بالتصنيع لصالح الغير مع شركة بردى وذلك من أجل تصنيع (100 ألف) سطل دهان بلاستيكي مع غطاء، بأجرة إفرادية تصل إلى 695 ليرة لصالح شركة دهانات أمية وبقيمة إجمالية تصل إلى 69 مليون وخمسمائة ألف ليرة، وقد تم التوقف عن تنفيذ العقد بطلب من شركة أمية بعد تنفيذ 65% من العقد.
أيضاً هناك عقد بالتراضي بالتصنيع لصالح الغير مع شركة الحموي للمنتجات البلاستيكية لتصنيع 8 آلاف حوض غسالة داخلي وخارجي بسعر 700 ليرة للقطعة الواحدة وبقيمة إجمالية تصل إلى 5 ملايين و600 ألف ليرة.
إلى جانب تجديد العقد مع نفس الشركة لإنتاج 24 ألف حوض غسالة داخلي وخارجي بسعر 900 ليرة للقطعة الواحدة بقيمة 21 مليون و600 ألف ليرة، كما تم إصلاح آلة بلاستيك ليتم إعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة مما يرفع من الطاقة الإنتاجية لهذا المعمل.
بلوك ستريبور
أما بالنسبة لمعمل الستيربور فهو يعمل أيضاً بكامل طاقته الإنتاجية، ويقوم بإنتاج بلوك ستيربور ضغط عالي وعادي: بسعر 22 ألف ليرة /م3 للضغط العالي، و17 ألف ليرة/م3 للضغط العادي بقياسات وسماكات مختلفة وحسب الطلب للقطاعين العام والخاص وذلك بعد أن تم إعادة تأهيله بعد الحريق الذي أدى إلى احتراقه بالكامل حيث تم إصلاح آلة ستريبور في العام السابق وإعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة كما تم إصلاح آلة ثانية وإعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة بأيدي وخبرات عمال الشركة مما يرفع من الطاقة الإنتاجية للعمل.
وفي معمل الدارة المطبوعة تم فرز دارات مختلفة لتعديل محولات الجهد العالي.
مفروشات خشبية
فيما تم في معمل النجارة والمفروشات الخشبية الذي يعمل بكامل طاقته توقيع محضر اتفاق مع إحدى الجهات العامة لتصنيع أثاث مكتبي وتمت المباشرة في التنفيذ، ويقوم المعمل بتصنيع الأثاث الخشبي المنزلي والمكتبي للقطاعين العام والخاص وحسب الطلب كما أنه بإمكان العاملين في الدولة تقسيط المفروشات الخشبية على رواتبهم.
إنتاج اللواقط الكهر ضوئية
وفي الشركة السورية الأوكرانية لإنتاج الخلايا واللواقط الكهر ضوئية (سولاريك) يتم إنتاج اللواقط الكهرضوئية حيث تم تنفيذ عقد باستطاعة 1.25 ميغا في الكسوة مع المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء.
شركة الكابلات
وفي شركة ثانية من شركات القطاع العام الصناعي نقف عند الشركة العامة لصناعة الكابلات التي تقف هي الأخرى إلى جانب الكثير من الشركات العامة في مواجهة الحظر الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سورية لتثبت للجميع أن الإنسان السوري قادر على المواجهة والتحدي والاستمرار بالعمل وإنتاج الحياة.
فقد استطاعت شركة الكابلات تحقيق أرباح وصلت إلى أربعة مليارات ليرة سورية رغم الظروف الصعبة التي تحيط بأجواء العمل والإنتاج والمتمثلة بصعوبة تأمين قطع التبديل بسبب الحظر الجائر وارتفاع الأسعار الأمر الذي استدعى تأمينها عبر وسطاء، إلى جانب صعوبة تأمين المواد الأولية وارتفاع أسعارها بسبب عدم الشراء من الشركات الصانعة مباشرة، وهذا أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وساهم في ذلك صعوبة تأمين القطع الأجنبي.
وفي جانب آخر تواجه الشركة مشكلات تتمثل بنقص اليد العاملة الخبيرة وذات الفئة العمرية الصغيرة رغم قيام الشركة بالإعلان عن مسابقات تعتمد على جلب خبرات فنية ولا يزال التسرب أكبر من الرفد الوارد من المسابقات، إلى جانب ارتفاع ديون الزبائن والتي بلغت حوالي 9 مليارات ليرة وعدم قيام بعض مؤسسات القطاع العام بتسديد أرصدتها مما أدى إلى نقص في تمويل اعتمادات المواد الأولية.
ولتأمين ظروف عمل أفضل للشركة لا بد من إعفاءها من الرسم والضرائب المفروضة على الآلات وقطع الغيار ومدخلات الإنتاج أو تخفيضها للحد الأدنى لضمان تنافسية منتجات الشركة، وتأمين القطع اللازم وتخصيصه للشركة لاستجرار المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج منذ بداية العام لكامل الخطة الإنتاجية، والعمل على إلزام مختلف الجهات العامة بتسديد ديونها المتوجبة للشركة، وضمان استقرار التيار الكهربائي طيلة أوقات العمل، ورفد الشركة بآليات جديدة لنقل العمال.
محمود ديبو
