الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الإدارة السليمة لموارد الدولة المتاحة... يتطلب استثمار الكفاءات البشرية بالشكل الأمثل

2019-02-04 10:59:39

أتت الحرب الإرهابية على سورية بهدف تدمير كافة موارد الدولة وبناها التحتية ومن أبرزها العنصر البشري والفكري حيث شهدت استهدافاً واضحاً وصريحاً للكفاءات الموجودة والتي تعتبر الرافعة الكبرى للبناء والتحديث وجاء هذا الاستهداف من خلال القتل والتخويف والإرهاب المنظم ما دفع كثير من هذه الكوادر إلى الانزواء أو الهجرة إلى الخارج حيث أصبحت حالة جمعية أثرت في أجزاء كبيرة منها على التنمية من خلال غياب الكفاءات البشرية والفكرية الوطنية ولكن هذه الحالة أخذت بالتبدل البطيء بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في الميدان ضد العصابات الإرهابية الظلامية وعاد قسم ممن خرجوا من سورية للمشاركة في عملية إعادة الأعمار من خلال طرح خطط واستراتيجيات حديثة للأعمار بمساعدة الدول الصديقة في بعض أجزاءها لان خواتيم هذه الحرب قد لاحت في الأفق فكان لا بد من العودة لتكون بصمة إعادة الأعمار بيد وطنية سورية.

 

العامل الفكري

إدارة سليمة لموارد الدولة المتاحة وخصوصاً العامل البشري والفكري يجب القيام بعدد من الخطوات من أبرزها حصر الموارد الموجودة في الدولة وفي مقدمتها العامل البشري والفكري ودراسة الأولويات والاحتياجات وترتيبها من الأهم إلى الأقل أهمية وتخفيف القيود على التشريعات الموجودة التي تقف عائقا أمام التنمية الصحيحة لأنها منفرة للاستثمار نظرا للعوائق الموجودة بين طياتها إضافة إلى التخطيط السليم لإدارة الموارد والمؤسسات من قبل الخبرات الإدارية والابتعاد عن المحسوبية لما فيها من اثر سلبي على قطاع التنمية. وإيجاد صيغ تشاركيه بين القطاع العام والخاص أو الخارجي من الدول الصديقة مع الاعتماد على رؤوس الأموال الوطنية لرجال الأعمال السوريين من خلال تمويل المشاريع وبناء صناديق استثمارية لخلق بيئة مناسبة وبسيطة بعيدة عن التعقيدات وضمن القانون وطبعا ذلك يتطلب الاعتماد على الجودة في الخدمة والأداء لتخفيف الفاقد وتوظيف الفكر والعنصر البشري بالشكل الأمثل من خلال اختيار قيادات تملك الإرادة الحقيقية للإصلاح والأعمار في كل القطاعات وضرورة وجود معايير دقيقة لاختيار هذه القيادات.

 

تغيير الطريقة

عن دور العامل البشري في التنمية والاستثمار ووجوب تغيير طريقة تفكير الإدارات بشأن الموظف التي تعتبره كجندي بين حجارة الشطرنج يتم الاستغناء عنه متى شاءت، علماً بان هذا الموظف قد يكون درعاً حصيناً لأهم حجر في الرقعة بشرط توجيهه وقيادته بالشكل الأمثل لان أغلب الإدارات لا يعطي الموظف الحرية الإيجابية ويعتبرونه تكلفة وعبء على المؤسسة يجب الاستغناء عنه بأول فرصة متاحة ويخشون من تطويره وتدريبه خوفاً من عدم استمراره وقيامه بالانتقال إلى فرصة عمل أفضل, لأنه لو تم أتباع سياسة التطوير المستمر بالإضافة للتحفيز عبر الإنتاجية والفعالية العالية للموظفين وإتباع نظام الحوافز المستمر والمكافأة فسوف نحافظ على الموظفين ويضيف بدر الدين أن الكون لا ينتهي في حال الخطأ في العمل وأشار إلى ضرورة تصحيح الأخطاء عند فشل الإدارة وتلافيها وتصحيحها قبل تفاقمها كي لا تؤثر على جوانب العمل المختلفة والسعي إلى التميز لان المميز دائما يسعى للتميز على سبيل المثال :عندما تعامل الإدارة موظفيها على أنهم فاعلين فأنهم سيجتهدون للحفاظ على هذه الفعالية عبر شعار "النجاح يتطلب تحقيق ما يتوقعه الآخرين والتميز وجوب إنجاز ما لا يتوقعونه" ويختم

 

العلاج الناجع

ترى العديد من الدراسات أن الطريقة المثلى لاستثمار الكفاءات الفكرية والبشرية في سورية يجب أن يتم وفق ضوابط ومعايير دقيقة تمت تجربتها من قبل في دول عانت من الحرب أو لم تعاني مثل اليابان كما مر الذكر أو الإمارات العربية المتحدة التي احتلت مواقع متقدمة في مجال الإدارة والاستثمار عبر استقطاب الخبراء المميزين في هذا المجال لذلك يجب البدء بالتخطيط السليم وإيجاد استراتيجيات متعددة تتعلق بالأحوال العامة الآمنة والمضطربة والطارئة والبناء عليها بيد كفاءات وطنية مدربة ولا يضير الاستعانة بخبرات خارجية من دول صديقة مثل روسيا وإيران والصين والاستعانة بتجاربهم الناجحة للانطلاق من جديد لأن مفرزات الأزمة السورية خلقت حالة فريدة في الإدارة اجتهد بعض الدارسين على تسميتها بإدارة الأزمات الكبرى وان هي أخفقت في أماكن فلا يمكن تجاهل النجاحات التي تم تحقيقيها على بساطتها وتجدر الإشارة هنا إلى حيثية هامة تتعلق بإدارة الموارد البشرية والفكرية وهي مكافحة الفساد والروتين والبيروقراطية للوصول إلى إعمار ناجح وقائم على أساس متين.

هلا نصر


مشاركة :
طباعة