الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الوضع الاقتصادي والخدمي بدرعا تحت مطرقة الوعود وسندان الواقع

2019-01-20 12:43:07

يبدو أن الواقع الاقتصادي والخدمي على مستوى محافظة درعا يواجه تحديات جسيمة تداعياتها باتت تظهر بشكل واضح وجلي على حياة المواطن اليومية فمسلسل معاناته في الحصول على مواده الأساسية على مدار ساعات اليوم لا تنتهي حلقاته ومقابل ذلك ثمة وعود تطلق هنا وهناك لم تعد تجد صدى لدى المواطن الذي لا يجد نفسه إلا في طوابير الازدحام من أجل الحصول على جرة غاز أو ربطة خبز ناهيك عن أسعار السوق الملحقة والتي لا تتناسب مع دخل ربما لا يقيم في جيبه على أحسن الأحوال لأكثر من أسبوع في محافظة زراعية تصنف بأنها سلة الغذاء الرئيسية.

 

مسكنات آنية

مصادر مطلعة على مستوى المحافظة أكدت أن الواقع الاقتصادي والخدمي يواجه بالفعل تحديات جسيمة ويحتاج إلى معالجات جذرية والحلول الإسعافية هي عبارة عن مسكنات آنية لمشكلات ما إن تخمد أوجاعها حتى تستفيق بشكل أكبر فعلى مستوي المشتقات النفطية فإن مادة الغاز لاتزال غير متوفرة بكميات كافية ما يؤدي إلى حصول ازدحامات خانقة عند الموزعين وانتشار البيع في الأسواق الحرة وبأسعار مضاعفة يوازي ذلك طلب شديد على المادة.

وأشارت هذه المصادر إلى أن هذا النقص يتبعه نقص في مادة مازوت التدفئة ووسائط النقل إذ لاتزال المحافظة تعاني من نقص كبير بمادة المازوت حتى تاريخه وتتابع مجالس البلديات عمليات التوزيع وفي الوقت نفسه تعاني وسائط النقل من قلة مادة المازوت ما يدفع السائقين لشرائها من السوق الحرة وبالتالي عدم الالتزام بأجور نقل الركاب.

 

واقع مأزوم

تجليات الواقع المعيشي المأزوم امتدت لتشمل مادة الخبز القوام الرئيسي لاستمرار الحياة إذ بينت هذه المصادر أن كافة قرى وبلدات المحافظة تعاني من النقص الكبير لمادة الدقيق التمويني حيث إن مخصصات كل بلدة لا تكفي نصف عدد سكان البلدة ما يخلق حالة من الازدحام الشديد يوميا على كافة مخابز القطاعين العام والخاص العاملة في مختلف قرى وبلدات المحافظة في حين أن كافة المواد الأساسية من سكر ورز وشاي متوافرة لكنه لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع في أسعارها بنسبة 5-15% أما بالنسبة للدقيق الأبيض فقد لوحظ ارتفاع سعره كما لوحظ ارتفاع الخضار والفواكه بنسبة كبيرة نتيجة الأحوال الجوية السائدة وقلة العرض.

 

وضع معيشي متدهور

 هذا الواقع المشبع بالأزمات لم تكن شريحة العاملين وذوي الدخل المحدود بمنأى عن تداعياته المرة ووفقا لهذه المصادر فإن وضع العمال قد تدهور جدا حيث إن غالبية العاملين هم مستأجرون لأماكن إقامتهم والتي ارتفعت آجاراتها بشكل غير مسبوق حيث باتت أجرة المنزل تتراوح بين 25000-35000 ليرة سورية وأشارت هذه المصادر الى أنه لوحظ أيضا ارتفاع أسعار الأدوية وأجور النقل ولم يعد راتب العامل يكفي لأكثر من ١0 أيام عدا حاجة المنزل إلى المشتقات النفطية والتي استغنى عنها قسم كبير من العاملين غير القادرين على شرائها بسبب انعدام إمكانية دفعها حيث بقيت معظم عائلات العاملين دون مازوت التدفئة.

 

كلمة أخيرة

لا أحد يستطيع أن ينكر ما تقوم به مديرية حماية المستهلك والتجارة الداخلية بدرعا من متابعات يومية وتسيير دورياتها المستمرة لمتابعة عمل الأسواق إلا أن السؤال الذي يطرح ذاته هنا كيف يمكن للمواد التموينية أن تتوفر في السوق السوداء وتصبح نادرة الوجود في السوق النظامية فعلى سبيل المثال يستطيع المواطن أن يجد جرة الغاز في أي وقت يشاء ولكن بسعر خيالي إذ يصل سعر الجرة إلى 10000 ليرة لتر المازوت بـ400 ليرة وربطة الخبز بـ100 ليرة فضلاً عن استنزاف وسائط النقل للجزء الأعظم من الراتب الشهري للعامل ناهيك عن فواتير الكهرباء والماء والهاتف إذا ما أضيف إليها الصحة والمدارس وما يتبعها فكيف يمكن للمواطن أن يعيش ويستمر في الحياة سؤال يطرح نفسه.

ياسين اللبان

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة