تتعشم طبقتنا العاملة وتنظيمها النقابي الاتحاد العام لنقابات العمال خيراً أن تخطو المؤسسات الإنتاجية والإدارية في القطاع العام خطوات متقدمة وأن تتغلب على الصعوبات التي عانت منها في سنوات سابقة وأن تدرك أن الزمن يتسارع والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم تتغير وتتبدل وما عليها إلا أن تقرن القول بالعمل والفعل بالممارسة على أرض الواقع لكي تواكب عصر المتغيرات الاقتصادية في عالم لا رحمة فيه لمتقاعس أو مترهل أو متهاون.. إنه عصر التكنولوجيا والاختراع والإبداع والاعتماد على الذات الوطنية.
وعندما نقول ذلك لا نهدف إلى أن ننتقص أو نقلل من قدرات مؤسساتنا الصناعية الوطنية أو من قطاعنا العام أو الخاص وإنما التنبيه إلى أن المراوحة والسكون في عصر التحديات الذي نعيش فيه لا تؤديان إلا لحصاد دون غلال؟.
والاتحاد العام لنقابات العمال عبر مؤتمراته العمالية من القاعدة إلى القمة كانت ومازالت نشاطاته المتعددة ومن خلال تقاريره تهدف جميعها إلى حماية العمال وصيانة حقوقهم ومكتسباتهم والعمل على تعزيز دور القطاعين العام والخاص وإزالة الصعوبات والعثرات الإدارية بالتعاون مع الجهات المعنية في الحكومة ولكي تبقى مؤسساتنا الصناعية والاقتصادية بصحة جيدة في ظل سياسة التعددية التي تنتهجها سورية انطلاقاً من المصلحة الوطنية.
والطبقة العاملة السورية وتنظيمها النقابي التي بنت القطاع العام بجهدها وعرقها هي اليوم وفي ظل عملية التطوير والتحديث ورغم الظروف الدولية والمتغيرات الحاصلة أكثر تمسكاً وأصلب إدارة للدفاع عنه والحفاظ عليه وعلى دوره في الاقتصاد الوطني لأنه يمثل في الحقيقة والواقع الركيزة الأساسية لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الطموحة.. يؤكد في نفس الوقت تنظيمنا النقابي اهتمامه بالقطاعين الخاص والمشترك وبالعاملين فيهما في ظل التعددية الاقتصادية التي نعيشها.. لأنه يعي ضرورة تشكيل الفائض الاقتصادي لهذه القطاعات الإنتاجية وآثارها الإيجابية على نمو معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تؤدي بالضرورة إلى تطوير علاقات العمل وتوفير فرص عمل جديدة تستوعب الفائض من قوة العمل وتحسين شروط وظروف المعيشة للطبقة العاملة السورية.
وهنا لابد من القول دون مواربة.. نقول الحقيقة إن الواجب الوطني وفي ظروف المتغيرات الاقتصادية الدولية يدعونا جميعاً أن ننفذ توجيهات قائد الوطن الرئيس بشار الأسد التي طرحها أمام الحكومة لتحديث آلية العمل في أي موقع إنتاجي أو خدمي على امتداد ساحة الوطن وأن تعمل هذه الآلية بعقلية جديدة بعيدة عن الروتين والبيروقراطية.. قادرة على زيادة إنتاجية العمل والاستفادة القصوى من جميع الإمكانات البشرية وهذه مهمة ملحة وضرورية تتطلبها المرحلة الحالية والقادمة لتنفيذ السياسات والخطط والبرامج الاقتصادية والخدمية التي تخدم الوطن وتعود بالنفع على الجميع.
أمين حبش
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي
