الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

أزمة الكهرباء وساعات تقنين لا تحتمل

2019-01-20 12:40:19

جرعات من المخدّر حقنتها وزارة الكهرباء في نفوس المواطنين على مدى أشهر على أمل الانتهاء من الصيانات الدورية التي يبدو أن الوزارة تتذكر القيام بها في مطلع كل شتاء لتتعارض أعمال هذه الصيانة مع الظروف الجوية السيئة ولا تجد الوزارة حلاً سريعاً مريحاً لها سوى زيادة ساعات التقنين لأقصى حدود لدرجة وصلت إلى حد الاختناق، فلم تنج محافظة من المحافظات إلا وطالتها ساعات التقنين الكثيرة والتي أعادتنا إلى السنوات الأولى من الأزمة.. وعلى الرغم من أننا نعيش اليوم في المرحلة الأخيرة من الأزمة والتي كان المرجو منها تحسن الأوضاع المعيشية ووضع الكهرباء والمحروقات بشكل عام إلّا أن الواقع يشير إلى وجود أزمة جديدة ترهق المواطن الذي لا حول ولا قوة له سوى انتظار الفرج.

 

لا توريد للبنان

كثرت الأقاويل والإشاعات التي تربط زيادة ساعات التقنين حالياً بقيام وزارة الكهرباء ببيع الكهرباء إلى لبنان، الأمر الذي نفاه وزير الكهرباء زهير خربوطلي مؤكداً أن الوزارة لا تبيع لبنان ولا حتى ميغا واحدة، وأن الأسباب الحقيقية لزيادة عدد ساعات التقنين في سورية حالياً، ترتبط بإجراء الصيانات والإصلاحات الدورية التي تقوم بها الوزارة خلال هذه الفترة، والتي لم تنته بعد بحسب البرنامج الزمني المحدد لها، مضيفاً أنه يوجد حالياً أكثر من 6 مجموعات خارج الخدمة مفتوحة الأغطية والشفرات وجميع التجهيزات الفنية الخاصة بها، ليصار إلى إجراء الصيانات الدورية لها، مؤكداً أن الظروف الجوية المفاجئة وانخفاض درجات الحرارة تزامن مع استمرار الوزارة في إجراء الصيانات المطلوبة، أما السبب الثاني لزيادة التقنين، فيتعلق وفق خربوطلي، بعدم استخدام المازوت للتدفئة بعد، لدى العديد من المواطنين، وبالتالي استخدام الكهرباء للتدفئة، مبيناً أن استخدام سخانات المياه عن طريق الكهرباء، والطباخ الكهربائي أيضا، بالإضافة إلى الأسباب السابقة أدى إلى ارتفاع حمولات استهلاك الكهرباء لأكثر من 50 بالمئة، مشيراً إلى وجود سرقات كبيرة نتيجة الاعتماد الكبير على الكهرباء.

 

انتعاش سوق الليدات

عادت سوق الليدات والبطاريات لتزدهر من جديد مع استمرار حالة التقنين الكهربائي في ريف العاصمة حيث وصل التقنين إلى حالته القصوى في وقت استنفرت فيه المحال التجارية المختصة ببيع التجهيزات الكهربائية الخاصة بفترات التقنين لتستوعب العدد الكبير من الزبائن بعد أن اعتقدوا بأن هذا العام سيشهد انخفاضاً في التقنين بالتالي انخفاض في الطلب على هذه التجهيزات، لكن الواقع أثبت العكس ليشهد هذا الشتاء موسماً حقيقياً لأصحاب هذه المحال بعد عودة التقنين الكهربائي بـ3 ساعات قطع مقابل 3 ساعات تغذية الأمر الذي فرض على الجميع العودة لاستخدام الليدات وغيرها للإنارة، واختلفت أسعار البطاريات في الأسواق حسب النوع والجودة والشدة ووصلت في حدها الأدنى إلى سعر 6 آلاف ليرة وهذه الأسعار هي ذاتها قبل عام مضى، بينما استعادت ليدات الإضاءة عافيتها أيضاً بعد أن هجرها المستهلكون منذ بداية الصيف تزامناً مع تحسن واقع الكهرباء وبلغ سعر شريط الليدات بين 700 و1200 ليرة حسب الطول والعدد، ووصل سعر شاحن البطارية في حده الأدنى إلى 3500 ليرة، بينما تراوحت أجرة تركيب العامل الكهربائي لتوصيلات الأشرطة داخل المنزل بين 2000 و4000 آلاف ليرة.

 

وعود وآمال

وتختلف ساعات التقنين بين الريف والمدينة حيث تزداد ساعات التقنين في الأرياف لتصل إلى أكثر من 16 ساعة في اليوم ببعض المناطق، الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى الاستياء وتوجيه الشكاوى والمطالبة بالمساواة في التقنين مع مراكز المدن إن لم تكن الوزارة قادرة على إلغاء التقنين نهائياً، ليؤكد مدير قسم كهرباء عرطوز أسامة شعرون أنه تبعاً لوعود وزير الكهرباء، ومع وصول كمية كبيرة من الغاز سيكون هنالك تحسن ملحوظ يصل إلى 70% في الواقع الكهربائي خلال الأيام القادمة، وأوضح شعرون أن سبب الانقطاعات الكهربائية الزائدة في جديدة عرطوز الأحمال الكبيرة مع غياب العدادات ووجود كثافات سكانية عالية، الأمر الذي سبب حرق الشبكات وانهيارها وفصل الكهرباء من المراكز، وتالياً زيادة الأعطال، وأكد أن هنالك خطة للعمل على تركيب العدادات فيها، مشيراً إلى أن ضبوط الاستجرار غير الشرعي في فترة المنخفضات منذ حوالي شهرين وصلت إلى حوالي 300 ضبط.

ولفت شعرون إلى أنه خلال فترة الأعياد كان هنالك الكثير من الأعطال منها انهيار شبكة وحرق قواطع في منطقة الزيتون جديدة عرطوز ويتم العمل على علاجها الآن، احتراق محولة واستبدالها، واحتراق قواطع منخفضة عدد 2 في قطنا ساحة السريان، انهيار شبكة في منطقة الزعرورة في المعضمية وحرق الكابلات وإصلاحها، مبيناً أنه تم تركيب عدة محولات باستطاعات مختلفة في عدة مناطق وهي: 4 محولات في كل من بيت جن ودروشا وكناكر، ومحولتان في كل من خان الشيح والفضل، و6 محولات في قطنا، ومحولة واحدة في كل من جديدة مسبق الصنع، حينة، بيت سليم وقلعة جندل، لافتا إلى أن تكلفة المحولة الواحدة تصل إلى عشرة ملايين ليرة على أقل تقدير.

 

تصريحات

لا يخلو يوم إلا ويخرج به مسؤول في المنظومة الكهربائية ليبرر زيادة ساعات التقنين حيث أكد  مدير كهرباء دمشق باسل عمر أن انعكاس أزمة الغاز المنزلي بدا واضحاً في ظل اعتماد المشتركين على الكهرباء لتلبية مختلف احتياجاتهم، ما زاد من الأحمال بشكل كبير على مراكز التحويل في العاصمة، موضحاً أن الزيادة على الطلب في العاصمة تراوحت بين 100 إلى 150 ميغاواط مقارنة بمثيلها في العام الماضي، وأن ساعات التقنين المطبقة في العاصمة نهارا في حدودها الدنيا وتتراوح بين ساعة وساعتين على كل مخرج، وأنه في حال كثافة الطلب يتم تكرار التقنين في الفترة المسائية، بدوره كشف مدير كهرباء ريف دمشق خلدون حدى عن زيادة في الأحمال إلى أكثر من الضعف في ريف دمشق الأمر الذي أدى إلى زيادة في ساعات التقنين، كاشفاً عن وعود من وزارة النفط بأن توافي محطات التوليد بكميات أكبر من الغاز لكي تستطيع محطات التوليد إنتاج كميات أكبر من الطاقة الكهربائية تؤدي إلى تخفيض ساعات التقنين مؤكداً وجود نقص في مادة الغاز لتشغيل محطات التوليد.

من جانبه مدير عام المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء عبد الوهاب الخطيب أكد أن ما حدث هو أمر طارئ ناتج عن الارتفاع الكبير وغير المسبوق في الكميات المستجرة من الطاقة الكهربائية خاصة مع موجة البرد المفاجئة التي اجتاحت المنطقة، وبالتالي ليس هناك أي تقنين مرتقب، الخطيب طمأن الموطنين بأن انقطاع الكهرباء سيكون في مستوياته الأدنى ولاسيما مع صيانة بعض عنفات التوليد التي ستدخل الخدمة أول الشهر القادم، بالإضافة إلى العمل على صيانة خطوط نقل الكهرباء، كذلك صيانة مراكز تحويل للخدمة في كافة المحافظات لتقوية الطلب على الطاقة، لافتاً إلى أن كمية توليد الكهرباء موجودة وتوزع على كافة المحافظات وفي حال زادت الحمولات على الشبكة من الطبيعي أن تترافق مع زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

ميس بركات

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة