الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

يريدونها "عفى الله عما مضى"....

2019-01-20 12:38:49

تعكس حالة الاقتتال السائدة بين التنظيمات والمجموعات الإرهابية متعددة الولاءات وجهات الدعم حالة اليأس والشعور بالهزيمة التي تجرعت مراراتها بعد فشل مشروع أسيادها ومخططاتهم التي أحيكت ضد سورية وشعبها وارتكبت تحت عناوينها "البراقة" أبشع الجرائم والمجازر التي يندى لها جبين البشرية جمعاء.
التنظيمات الإرهابية التي تقتتل اليوم وبأمر من مشغليها، عملت خلال السنوات الماضية ومنذ بدء الحرب على سورية على سفك دماء أبناء الشعب السوري وتدمير وتخريب بناه التحتية وارتهنت بالمطلق للمخطط الصهيوني الأمريكي الرجعي الذي يستهدف الدولة السورية وحضارتها وتاريخها ومنجزات شعبها عبر عقود طويلة من التنمية والبناء والعمل في شتى المجالات.
إن محاولات مجمل تنظيمات ومجموعات القتل والتكفير ومن خلال تصفية الحسابات فيما بينها، وطبعاً هي انعكاس لحسابات ومصالح الدول والأطراف الداعمة لها، لن تجعلها في موقع أفضل فالهزيمة قد ألحقت بها ولم ولن تستطع تحقيق أي من أهداف القوى التي دعمتها بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية على مدى أكثر من سبع سنوات مارست خلالها كل أنواع الموبقات والجرائم تحت غطاء الدين الحنيف الذي هو برّاء منها جملة وتفصيلاً.
اليوم يصل الإرهابيون إلى حائط مسدود لن يجدوا مخرجاً منه سوى ضرب رؤوسهم به أو دفنها في الرمال، خصوصاً مع إعلان الداعم الرئيسي لهم، الإدارة الأمريكية، الانسحاب من سورية وما لهذا القرار من تداعيات كبيرة على الأدوات الموجودة على الأرض والتي كانت رأس حربة في المخطط الشيطاني المرسوم لسورية والمنطقة وشعوبها، كذلك يشكل الانكفاء الفرنسي وانشغال مانويل ماكرون الرئيس الفرنسي بحل مشاكله الداخلية والتفرغ لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد سياساته الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ضربة أخرى للإرهابيين في سورية والمنطقة عموماً، وفي بريطانيا الحال ليس أفضل بعد سلسلة مشكلات تواجهها تيريزا ماي رئيسة الوزراء، ليس أولها بريكست ولن يكون آخرها تمرد بعض نواب حزبها عليها وارتفاع الأصوات المعارضة لها، وكل هذه التطورات تسهم في الانهيارات المتسارعة للتنظيمات الإرهابية وتصعّد من حالة الاقتتال فيما بينها بعد أن بدأت تخسر أشد مؤيديها وداعميها والمسوقين لها أممياً على أنها "مجموعات معارضة".
وفي المنطقة حيث لعبت بعض ممالك وإمارات الخليج دوراً في صب الزيت على نار الأزمة في سورية ودفعت عشرات المليارات من الدولارات لتدمير الدولة السورية، نشهد الآن تحولات دراماتيكية في مواقف تلك المشيخات، فمنهم من رفع يده ومنهم الآخر من تنصل مما فعله من ارتكابات بحق السوريين، ومنهم من يحاول القول "عفى الله عما مضى" ويتلمس خط الرجعة إلى دمشق صاغراً ذليلاً. 
مهما كانت نتيجة الاقتتال الدائر حالياً بين الإرهابيين الذين لطالما تحاربوا على الغنائم واقتسام المسروقات فيما بينهم، فإن النتيجة المؤكدة والحتمية أن الجيش العربي السوري ستكون له الكلمة الفصل، وهو حتماً سيدخل عاجلاً أم آجلاً إلى مناطق تواجد الإرهابيين لتطهيرها وإعادتها إلى حضن الوطن وإحلال الأمن والاستقرار فيها وإعادة المهجرين الهاربين من الإرهاب إليها.
بعد دخول الجيش السوري إلى مدينة منبج وما تلا ذلك من تطورات في المنطقة، ومع عودة "الحجيج" العرب إلى دمشق لفتح سفاراتهم وإعادة حضورهم في دمشق قلب العروبة النابض، ومع تسريب معلومات عن قرب إعادة افتتاح دول غربية ناصبت سورية العداء لسفاراتها في دمشق يكون النصر السوري قد تحقق بصمود أبناء سورية وجيشهم البطل مدعوماً من قوى حليفة وشقيقة، استطاعت مجتمعة توجيه البوصلة في المنطقة إلى مسارها الصحيح، مسار العمل لتحقيق الاستقرار والسلام. 
اليوم ينتفض أبناء الحسكة الشرفاء في وجه الوجود الأجنبي غير الشرعي في منطقتهم ويعلنون رفضهم وإدانتهم للتهديدات التركية تجاه إخوانهم، وهذا مؤشر كبير على الوعي الشعبي لما يخطط له ويسعى لتحقيقه الأخونجي رجب طيب أردوغان، وهم يؤكدون من خلال وقفاتهم الاحتجاجية وتكاتفهم خلف الجيش العربي السوري أنهم لن يسمحوا لأردوغان أوغيره أن يستبيح قراهم ومدنهم أو يتعرض لأهاليها.
كل المؤشرات والتطورات الميدانية والسياسية الإقليمية والدولية، تؤكد أن سورية قد انتصرت، وأن محاولات تقسيمها وشرذمة شعبها قد فشلت وذهبت إلى غير رجعة، وفي المقابل يبقى المأزومون والمتآمرون يبحثون عن مخرج لهم وبالحد الأدنى أمام شعوبهم، وهم يستجيرون بجملة "عفى الله عما مضى" فهل تصح هذه العبارة، أم أن للشعب السوري ودولته المنتصرة كلام آخر؟.
الأمر الثابت والمؤكد أنه لن يكون هناك موطئ قدم في سورية لمن تآمر عليها وقدم مليارات الدولارات للإرهابيين لتدميرها وقتل أبناء شعبها.


مشاركة :
طباعة