منذ تولي دونالد ترامب الحكم في البيت الأبيض عام 2017 الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة حتى يومنا هذا أثبتت إدارته أنها من أكثر الإدارات الأمريكية تخبطاً وإنتاجاً للأزمات الداخلية والخارجية على وجه الخصوص ويمكن القول إن الازمات بدأت مع إدارة ترامب قبل دخوله البيت الأبيض رئيساً حيث طغت مزاعم ما يعرف بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية وما زالت على المشهد السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.
أزمة تلوى الأخرى ينتقل ترامب بسياسة الولايات المتحدة التي باتت عبئاً ليس على الصعيد الداخلي وحسب بل وحتى على الصعيد الدولي، أزمات متعمقة داخل الحكم الأمريكي بدأت بسلسلة من الإقالات والاستقالات ما بين غير مناسب للسياسة الأمريكية وما بين معترض على سياسات ترامب إذ شهدت خلال أقل من عامين فقط إقالة واستقالة نحو ستة وعشرين شخصا من إدارة ترامب على كافة المستويات السياسية والعسكرية من سالي ياتيس ومايكل فلين إلى جيمس كومي وانطوني سكاراموتشي وستيف بانون مرورا بأندرو مكابي واوماروزا مانيغولت وهربرت ماكماستر وصولا إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون وجيف سيشنز والمندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي وجون كيلي وغيرهم كثر.
وزير خارجيته السابق تيلرسون كشف في آخر مقابلة له أن "ترامب إنسان غير متزن ولا يحب أن يقرأ ولا يطلع على أي تقارير تقدم إليه" ما يعيد للأذهان ما سرب سابقا عن أن ترامب وقع على قرار إقالة كبير مستشاريه ستيف بانون دون أن يعلم على ماذا يوقع.
معظم من خرجوا من إدارة ترامب وصفوه بأنه غير مؤهل لإدارة البلاد، واقع بدأ أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري يتحسسونه وانعكس في تعاطي كبار قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس مع قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وإصرارهم على مناقضة موقف ترامب من السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان ليصل الأمر إلى حد إصدار قرار في الكونغرس يدين ابن سلمان.
ناهيك عن سياسة افتعال الأزمات والمتاجرة بها خارجيا من السعودية إلى اليمن إلى إيران والأكثر سطوعا دعم الإرهاب في سورية والعراق والمنطقة عموما بهدف الاستمرار بحالة عدم الاستقرار الدولي لشرعنة العدوان على أي دولة لا تأتمر بالقرار الأمريكي متى شاءت واشنطن.
ما تقدم يكشف بالدليل القاطع أن الإدارة الأميركية الحالية هي الأكثر جدلاً ربما في تاريخ البلاد مع ما يرتبط بذلك من أزمات داخلية وخارجية أوصلت الأمور إلى حد طرح سيناريوهات تبدو نوعاً ما غريبة عن الحياة السياسية الأميركية ولاسيما عملية عزل الرئيس إضافة إلى الكلام مؤخرا عن محاكمة ترامب كما أعلن عضو مجلس النواب الديمقراطي آدم شيف الذي قال إن هناك احتمالا كبيرا أن يتعرض ترامب للسجن بمجرد مغادرته البيت الأبيض الأمر الذي ظهر جلياً بانخفاض شعبية ترامب إلى الحضيض إذ كشف آخر استطلاع للرأي أن 33 بالمئة فقط من المؤسسات الأمريكية تثق بإدارة ترامب.
ولم يكن انخفاض شعبية ترامب على مستوى الداخل الأمريكي فقط بل وخارج الولايات المتحدة أيضا، حيث كشف استطلاع آخر للرأي أجراه معهد غالوب أن 30 بالمئة فقط من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في 134 بلداً يؤيدون عمل الرئيس الأمريكي.
أديب رضوان
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي
لمتابعة أخبار الاتحاد العام لنقابات العمال على قناة التلغرام عبر الرابط التالي:
