الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

ثقافة ونوعية تفكير المرأة.. ضرورة في تنمية المجتمع

2018-11-01 08:40:47

تُعتبر المرأةُ المثقفةُ الحصنَ الحصينَ الّذي يعتمدُ عليهِ في تأسيسِ أهمِ أركانِ المجتمعات، ألا وهو الأسرة، فقد قالَ سقراط "عندما تثقفُ رجلا، تكونُ قد ثقفتَ فردا واحدا، وعندما تثقفُ امرأةً؛ فإنما تثقفُ عائلةً بأكملها"، وأي مجتمع قويٍ لا يهزم ذلك الّذي ثُقفت جميع عائلاته، وقويت أساساتهُ فتطوّرَ وتقدّمَ وكانَ قادراً على بناءِ أمةٍ وحضارة. إنّ الثّقافةَ بمفهومها الحاليِ تتعدّى فكرةَ ومفهومَ العلمِ والاختصاص؛ حيث تشملُ معرفة الشّخصِ ليس فقط بما يتعلمهُ في الجامعةِ ودورِ العلمِ وحسب، وإنما أن يعرفَ معلوماتِ بكلّ مناحي ومجالات الحياة وبمختلف أنواعها، وعلى المرأةِ أن تبذلَ كل ما وسعها في أن تنالَ قدراً من الثّقافةِ يساعدها على أداءِ مهمتها العظيمة، ألا وهي إعداد الشّعوب، ويؤهلها أيضاً للدّفاع عن عقيدتِها ومبادِئها، ولا بدّ لها من اكتسابِ مختلفِ أنواعِ الثّقافاتِ في مختلفِ المجالاتِ.
مجالات ثقافة المرأة
الثّقافةّ الأسرية يجبُ تثقيفُ المرأة بالأمورِ التي تساعدها على فهمِ طبيعةِ زوجها، وطرقِ التّعاملِ الصّحيحِ معه، والاحترامِ المتبادلِ بينهما، وثم طرقِ الرّعايةِ والعنايةِ بأطفالها ومنزلها، لتعينها على تربيةِ أولادها على المبادئِ الصحيحةِ والقيمِ الساميةِ، وبالتّالي تحققُ أهداف الأمومةِ المقدسةِ، ما يجعلُ الأسرةَ بنياناً قوياً متوازناً لا يمكن اختراقه. ثقافةٌ عامةٌ: تشملُ مختلفِ جوانب الحياةِ؛ كالجانبِ السّياسي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي، تمهيداً لها لفهمِ الواقعِ وفهم القضايا المستجدة على أرض الواقع مع تطوّر وتقدّم الحياةِ ومع حركاتِ التّحررِ والنّضالِ الّتي قامت بها المرأةُ في العصورِ الحديثةِ، أصبح ومما لا بدّ فيه وجود العديد من النّساءِ المتعلماتِ وبدرجاتٍ علميةٍ عالية، وشغلتِ المرأةُ الكثيرَ من المناصبِ؛ كالوزاراتِ والقضاءِ والإداراتِ، والّتي كانت في وقت من الأوقاتِ حكراً على الرّجال، من الضّروري القول بأنّ ثقافةَ المرأةِ ضرورةٌ إنسانيةٌ واجتماعيةٌ ووطنيةٌ قصوى، قبل أن تكونَ ترفاً فكرياً وثقافياً. ثقافةُ المرأةِ شرطٌ لازمٌ لرفعةِ الأوطان من إبعاد شبحِ الجهل والتّخلف ، والمرأة المتعلمة المثقفة لن ترضى بتنشئة أبنائها إلا في بيئةٍ متعلمةٍ ومثقفة، ولن تطيع الذّكر طاعةً عمياءَ لمجرّدِ أنها أنثى، ولن تقبلَ بالتّالي الرّضوخَ لأي نوعٍ من أنواعِ الاستبدادِ
والثقافة أيضاً تتضمن نوعية التفكير
 إنّ المرأة نصفَ المُجتمع، ولها أهميّة بالغةٌ ودورٌ فاعلٌ في رفعة المجتمعات، وهي الجناحُ الأيمن الذي لا يُمكن تجاهله ولا الاستهتارُ بقيمته ولا بمعتقداته وأفكاره، ولأجلِ ذلك كلّه أصبح من اللّازم تهيئتها وتوعيتها وتحسين جودة تفكيرها بما ينعكس بشكلٍ جيّد على نفسها ومن حولها، إذ إنّ التّفكير يرفعُ من شأنها ويُساعدها على تطوير نفسها وأبنائها ومُحيطها، ويصنعُ لها كيانها ووجودها، فكما قال المفكر الفرنسي ديكارت: "أنا أفكِّر، إذاً أنا موجود وللتفكير أثر مهم في حياة الإنسان بشكلٍ عام وفي حياة المرأة بشكلٍ خاص، إذ تقوم المجتمعات على أساس الفكر السليم، فكلما زاد عدد المفكرين وعدد المصحّحين لفكرهم تقدّمت المجتمعات وتطوّرت هذا وقد بات تطوّر المجتمعات يقاس بمستوى التطور الاجتماعيّ والثقافيّ للمرأة ومشاركتها الفاعلة في البناء الحضاريّ للمجتمعات. ومن الآثار المهمة للتفكير في حياة المرأة أنه يُعلي من نسبة نجاح القرارات التي تتخذها المرأة، حيثُ إنّ القرارات التي لا تتبعها دراسة واعية وتفكير فعّال ستبوء بالفشل، مما يدل على أهميّة التّفكير وأثره في أي قرار على المرأة أن تتخذه. يعمل التّفكير على تهيئة الإنسان بشكل عامٍ، والمرأة بشكل خاص وإعدادها عقلياً لتستطيع تحمّل المسؤولية تجاه مجتمعها وأسرتها ونفسها. كما و يُشبع التفكير رغبة المرأة في الاستطلاع والاكتشاف و يُحرّر عقلَ المرأة من تصديق الخرافات، وذلك عبر معرفة طرق اليقين والمنطق العقلي الذي يُخلّصها من الاعتماد على الظنّ والتخمين الذي لا يقود إلى الحقيقة، إنّما يوجّهها للاعتماد على العقل في البحث عن البراهين والأدلة المنطقية ومن التقليد الأعمى الذي تتبع فيه أمراً ما دون إعمالٍ للعقل و يُعزَّز التفكير عند المرأة عن طريق محو الأمية الأبجديّة بين النساء، وذلك من خلال تعليمهنّ الكتابة والقراءة، والتي تُعدّ الدرجة الأولى لرفع المستوى الفكريّ والثقافيّ للمرأة وزيادة وعيها، بحيث تكون فاعلةً في بناء مجتمعها وتطوّره. إشراك المرأة بشكل فعّال في الأنشطة الفنيّة والثقافيّة، وذلك من خلال تشجيعها بكتابة وتأليف القصة والشعر والمسرحية، وتقديم التسهيلات اللازمة لنشر نتاجها الأدبيّ وتطويره عن طريق إقامة الدراسات النقدية البنّاءة، حيث تعمل هذه الدراسات على تنمية وتشجيع المرأة على المشاركة الفاعلة في مثل هذه الانشطة الفنيّة، كالمسرح، والموسيقى، والفنون التشكيليّة المختلفة، كالنحت، والزخرفة، والرسم، وذلك حسب قابليتها لهذه الأنشطة. إصدار التشريعات الدوليّة اللازمة لضمان حقوق المرأة المدنيّة كاملة وحرياتها، وحمايتها من العنف والأذى الناتج عن بعض العادات والتقاليد التي تمنعها من إطلاق طاقاتها الإبداعيّة. وتعزيز أهميّة دور المرأة في بناء وتطوير مجتمعها. وضع مناهج تربويّة لجميع المراحل العمريّة في الجامعات والمدارس تدعم احترام المرأة وتعترف بأهميّتها على الصعيد التربويّ والثقافيّ وبناء المجتمع.
هالة محمود
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة