الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الزراعات الأسرية... تبني ودعم ودور اقتصادي اجتماعي مهم

2018-11-01 08:32:47

خصصت الحكومة مبلغ مليار ليرة كدعم إضافي لتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج الزراعات الأسرية ومصطلح الزراعات الأسرية لم يعرف بشكله الحالي كمصطلح زراعي إلا بعد توجه الحكومة نحو هذه الزراعة وتشجيعها ودعمها ماديا لهذا المشروع عبر تقديم منح خاصة بهذا البرنامج حيث دفعت الظروف الحالية والمرتبطة بالأزمة في البلاد بالكثير من الأسر الريفية لإعادة إحياء الزراعة الأسرية أو ما يعرف بالحديقة المنزلية سعيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المواد وتحقيق ربحا جراء بيع الفائض عن حاجتها.
 والزراعة الأسرية بالتعريف تضم كل الأنشطة الزراعية التي تعتمد على نشاط الأسرة حيث ترتبط بالعديد من مجالات التنمية الريفية لتشكل وسيلة لتنظيم الإنتاج في مجالات الزراعة حيث تعتمد بشكل رئيس على العمالة الأسرية ما يمنحها دورا اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا مهما.

صنع في بيتنا
أم ماهر وعائلتها مثلا هي واحدة من عشرات العائلات الذين قرروا مواجهة صعوبات العيش والصمود في وجه التحديات عبر رفع شعار تحقيق الاكتفاء الذاتي والذي يشكل أحد أهم أهدف مشروع الزراعات الأسرية فالحصول على لقمة العيش هناك ليس بالأمر الميسر الكثير من الجهد والتعب يحتاجون إليه لتحقيق شعارهم غذاؤنا من صنع أيدينا وتبقى الابتسامة هي واحدة من مفاتيح بساطة العيش وعفويتها، هندسة خاصة لأركان المنزل تجعله أكثر ملاءمة للواقع فكل ركن من أركانه الخارجية أسندت له وظيفة محددة من وظائف برنامجهم الأسري حيث قسمت أجزاء الحديقة المنزلية إلى أقسام شبه متساوية إلا في بعض المسطحات الأكثر اتساعا لأهمية نوع الخضار المزروع فيها وبالنتيجة مائدة متكاملة ومتنوعة من المأكولات وعليها بصمة صنع في بيتنا تقول أم ماهر أنني لو انقطعت فترة طويلة لا أضطر لشراء شيء فبيتنا يحوي كافة الأصناف من "مونة " الشتاء وكذلك الصيف من البرغل إلى الخضروات وصولا إلى السمن العربي وزيت الزيتون واللحوم وتتابع أم ماهر والتي تدل ابتسامتها التي لا تفارق وجهها أن الأسرة هنا عليها الاعتماد على ذاتها في كل شيء حتى تستطيع الصمود والبقاء فالواقع صعب وتأقلمنا معه بصبرنا تارة وحسن تدبيرنا تارة أخرى.

مجتمع منتج
مثال أم ماهر وعائلتها دليل على أن التجربة موجودة سابقا ولكن اللمسة الحكومية جاءت لتعطيها بعداً أكثر اتساعا وانتشارا وتقول الريفية منة الحسنية أنها وجدت في فسحة منزلها مكانا مناسبا لزراعة بعض الخضار والبقوليات التي تحتاجها الأسرة، مساحة الحديقة التي لا تتجاوز 500 متر كفيلة حسب درويش بتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة وتسويق الفائض بأسعار تؤمن ربحا معقولا يساند دخل الاسرة المبادرة بالنسبة لهيام الحيناني ليس مجرد استثمار قطعة الأرض بل هي مساهمة في العودة إلى المجتمع المنتج والذي تحول إلى مجتمع مستهلك وطالبت بالتوسع في هذا المشروع كي يشمل كافة الأسر الريفية.

خطوة إيجابية
ملاحق المنازل أو ما يمكن تسميتها بالحدائق المنزلية هدف الحكومة الساعية إلى استثمار كل الحيازات الزراعية بالشكل الأمثل لما لذلك من دور في تعزيز الإنتاج الزراعي الوطني، نتائج مذهلة يمكن تحقيقها من عملية الاستثمار تلك وأولها تحول الريف إلى واحات خضراء.
إن الزراعات الأسرية تشكل انطلاقة فعلية استراتيجية لاستثمار كل شبر قابل للزراعة وتقديم الدعم الحكومي لنشر هذا النظام الزراعي يمثل خطوة إيجابية من خطوات تعزيز الإنتاجية التي طالما عمل عليها اتحاد الفلاحين نظرا لدورها في تأمين مصدر دخل إضافي للأسر الريفية وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي لهذه الأسر.
كما أن هذه الخطوة تساهم في تنشيط الخطط الزراعية التي أثقلتها سنوات الأزمة وأعاقت تطورها وتسارع وتيرتها وتؤمن في الوقت ذاته توفير فرص عمل في المناطق الريفية مبينا أهمية تضافر كافة الجهود لنجاح هذه التجربة لما لها من دور في مواجهة التحديات الاقتصادية وتحسين المستوى المعيشي للأسر الريفية وتعزيز الأمن الغذائي والحد من الاعتماد على الاستيراد والمساهمة في تعزيز متانة الاقتصاد.

"بحصة تسند جرة"
التجربة ينطبق عليها المثل الشعبي المعروف "بحصة بتسند جرة" بشكل واقعي فعدد من البذار مع بضعة الأمتار من شبكات ري التنقيط لكل أسرة قد لا يكون لها أي دلالة اقتصادية في حسابات الدخل الأسري ولكن بالنتائج نجد مئات الأطنان من المنتجات الزراعية لهذه البذار تضخ في الأسواق المحلية بشكل يحقق الاكتفاء الذاتي لهذه الأسواق من المنتجات الزراعية الأساسية والتي تحتاجها المنازل بشكل يومي.
وبالعودة لمثل البحصة والجرة فإن هذه التجربة تشكل مصدر دخل رديف للأسر الريفية أقله تحقق الاكتفاء الذاتي من تلك المنتجات وهذا ينسحب على فاتورة المصاريف ويخفف من بعض مكوناتها وقد تساهم في تأمين مصدر مالي وإن كان بسيطا ولكنه يسند.

ربط الإنتاج بالصناعة
اليوم وبعد أن قررت الحكومة تبني مثل هذا النوع من الاستثمار لابد من خطوات إضافية  أهمها الاهتمام بالصناعات الغذائية المنزلية باعتبارها مكملة للخطوة الأولى عبر تقديم قروض خاصة بالتصنيع الغذائي وهنا نتحدث عن قروض بمبالغ تساهم بتحقيق النتائج المطلوبة وكذلك التوسع بإقامة المعارض الوطنية؟.
هلا نصر

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة