الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

التغيير المناخي والبيئة بين النظرية والتطبيق

2018-11-01 08:28:52

يخضع الكون الذي نعيش فيه لدورة حيوية تتسم بالدقة والتوازن والحياة مستمرة فيه بفضل سلسلة من عمليات التشكل والتحولات في أشكال للحياة على الأرض.. وتخضع كل هذه العمليات إلى نظام بالغ الدقة والتوازن ويحدث التلوث والإمعان في استغلال الموارد البيئية في أحيان كثيرة إلى تهدم النظام البيئي ويجعله أكثر بأسلوب يتعارض مع مبدأ توازن النظام البيئي ودون إدراك منه لقوانين البيئة.
إن المخاطر التي تواجهها البيئة في القرن الحادي والعشرين تتمثل في نفاد الموارد الطبيعية وفي التلوث الذي يؤثر في الغالب في منطقة محددة وتترتب عليه أضرار وقابلة للانعكاس بواسطة تقانات إزالة التلوث ولكن الأمر تغير ابتداء من التسعينيات إذ لم تعد الحرب النووية وحدها الخطر الذي يهدد البشرية بالدمار بل نشأت العديد من المشكلات البيئية ذات البعد الكوني فتدمير الغابات بالأمطار الحمضية واستنزاف الأوزون وتشكل ثقب الأوزون وبخاصة فوق مناطق القطب الجنوبي وتركيز غاز ثاني أكسيد الكربون المسؤول الرئيسي عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتصحر الحيوي كل هذه المخاطر تشير إلى التهديدات التي تواجهها البيئة على النطاق العالمي والتي تهدد التوازن الطبيعي للكرة الأرضية.

التغيير المناخي بين اتفاقية كيوتو ومؤتمر كوبنهاكن
من المعروف أن اتفاقية كيوتو تلزم الولايات المتحدة الأميركية بخفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بمعدل 7% عام 2008 – 2012 والتي تعتبر أي الولايات المدة الملوث الأول في العالم وترفض وتتحفظ على الكثير من البنود في مؤتمر كوبنهاكن المناخي إذ تبلغ اطلاقات الولايات المتحدة الأمريكية من ثاني أكسيد الكربون نحو ربع اطلاقات العام ولها حق النقض "الفيتو" في المصادقة على اتفاقية كيوتو التي تتطلب مصادقة 55 دولة تنتج 55% من مجموع الانبعاثات العالمية.
وحسب الإحصائيات الدولية فإن الولايات المتحدة تطلق من ثاني أكسيد الكربون نحو 5.5 مليار طن كل سنة من مجموع الانطلاقات العالمية البالغة 23.8 مليار طن/سنة هذا في العام 1995 وقد تضاعفت هذه الأرقام في العام 2009 بينما تطلق قارة أفريقيا كاملة 0.47 مليار طن/سنة أي ما نسبته 13.6 مما تطلقه الولايات المتحدة الأمريكية كما تطلق الهند ذات المليار نسمة 0.91 مليار طن/سنة أي ما نسبته 16.6% مما تطلقه الولايات المتحدة الامريكية.. هذا وتبلغ اطلاقات ثاني أكسيد الكربون للفرد الأمريكي الواحد سنوياً حوالي 20.5 طن/سنة وللأفريقي 1.1 طن وللهندي طن واحد وللمصري 1.5 طن/سنة أي يطلق الفرد الأمريكي الواحد من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما يطلقه المواطن الهندي بعشرين مرة ومما يطلقه الفرد المصري بـ14 مرة.
وقد اعتبرت جماعات الخضر أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية الرافض وقد اعتبرت جماعات الخضر أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية الرافض لاتفاقية كيوتو هزيمة للفقراء في العالم الذين يواجهون العواصف المدمرة والفيضانات والجفاف أما جماعة (المناخ العالمي) وهي إحدى جماعات الضغط ِلصالح الشركات الاحتكارية أبدت سعادتها لأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم باتفاقية كيوتو ولا نعرف أن تستمر هذه المواقف من قبل أمريكا وأن ترفض ما تتخذه مؤتمرات البيئة العالمية من قرارات لصالح التغيير المناخي والبيئة في العالم حيث انسحب الرئيس ترامب من جميع اتفاقيات البيئة العالمية ولا نعرف أن الدول الصناعية الكبرى الغربية ستبقى تستخف بالقيم الإنسانية وبالأخطار التي تتعرض لها الكرة الرضية.
أمين حبش
المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة