الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

انتصار جديد

2018-10-30 18:58:42

لم يكن إعلان رؤساء فرنسا وألمانيا وتركيا خلال القمة التي جمعتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول مؤخراً، الالتزام بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وأنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة وضرورة تسهيل عودة المهجرين السوريين، سوى اعتراف وإقرار بهزيمة المشروع الإرهابي الذي استهدف سورية على مدى أكثر من سبع سنوات مدعوماً من النظامين الفرنسي والتركي بشكل مباشر.
تراجع فرنسا وتركيا اللتين كانتا رأس الحربة في المخطط الأمريكي العدواني تجاه سورية، يأتي بعد أن وصلتا إلى حائط مسدود فلا هما استطاعتا تدمير سورية وتقسيمها أو تغيير سياستها ومواقفها المبدئية والثابتة، ولا من وضع المخطط لهما وقادهما (الولايات المتحدة) استطاع إنقاذ مرتزقته وإرهابييه الذين زرعهم في سورية وساهم بشكل أساسي في فتح حدود الدول المجاورة أمامهم، لتكون النتيجة تبدل في المواقف السياسية ومحاولة الرؤوس الحامية في الغرب المتصهين الخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، بعد الصمود الأسطوري للشعب السوري وجيشه العقائدي وقيادته الباسلة.
ولم يكتف النظامان الفرنسي والتركي ومعهما الألماني خلال القمة الرباعية بالتأكيد على الالتزام بوحدة سورية واستقلالها، بل ذهبوا أبعد من ذلك من خلال الإقرار بأن صيغة أستانا أصبحت نموذجاً للجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، بعد أن فشل بيدقهم ستافان دي ميستورا في تحقيق أي خرق لمصلحة الإرهابيين وداعميهم وإعلانه نيته الاستقالة من منصب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية.
إن التحولات الدراماتيكية في مواقف دول العدوان على سورية تؤكد من جديد أن نصر سورية على الإرهاب ومموليه وداعميه أجبر المعتدين على التراجع وجر أذيال الهزيمة والخيبة منكفئين عائدين إلى نقطة الصفر، خصوصاً أنهم لم يستطيعوا تحقيق أي من أهدافهم ومخططاتهم المرسومة لسورية سوى سفك دماء أبناء الشعب السوري وإلحاق الدمار بالبنى التحتية التي بناها السوريون بعرق جبينهم على مدار عقود طويلة من التنمية. 
كادت الحرب الإرهابية العدوانية على سورية تضع أوزارها بانتصار تاريخي لأحفاد أبطال ميسلون وتشرين التحرير، الذين كانوا إنموذجاً في التضحية والفداء في سبيل وطنهم وعزته وكرامته وقدموا في سبيل ذلك الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرضنا الغالية وكانوا جسر عبور إلى نصر كبير حفظ أرضنا وعرضنا من جرائم قطاع الطرق الدوليين وأدواتهم الإرهابيين الذي تلقوا ضربات قاصمة هزمت مشروعهم الشيطاني الأسود في سورية والمنطقة ووأدت مخططاتهم الدنيئة المجرمة إلى غير رجعة.
اليوم نحن على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة النصر المكملة لمرحلة الصمود التي استمرت سبع سنوات وما زالت، حتى تحقيق النصر النهائي الناجز على كل معتد آثم، مرحلة نبدأها بكل عزيمة وإصرار هدفنا الأساسي فيها إعادة ما دمره الإرهاب والانطلاق بالإنتاج كما عهدناه سابقاً وبوتيرة أفضل وبجهد أعظم، فسورية تستحق منا بذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ عليها موحدة مستقلة لها الكلمة العليا في المنطقة، فهي صاحبة الحق وصاحب الحق منتصر لا محال.


مشاركة :
طباعة