الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

"افرح يا مواطن"

2018-10-14 20:13:16

لم ينفك بعد مجلس عزاء الواقع المعيشي المأسوف على زيادته المرتقبة حتى تم نصب صوان آخر للسكن التعاوني أو بالأحرى لكل التصنيفات المدرجة ضمنه الشعبي والاجتماعي فقد خرج هذا القطاع من دائرة الدخل المحدود إلى مجال الاستثماري التجاري والذي على ما يبدو يشهد تحولاً في الأسعار وفي نوعية الشريحة المستهدفة والتي يمكن أن نسميها (البرجوازية الجديدة) خاصة مع تسارع حضور النهج الرأسمالي في الاقتصاد والشواهد على ذلك كثيرة  فالمجمعات السكنية المعلن عنها والمزمع إقامتها في أكثر من منطقة بسعر 125 مليون ليرة للشقة الواحدة.. وضعت الناس في متاهة البحث عن موقعهم كمواطنين في سلم أولويات الجهات المعنية.. فهل هذه المجمعات السكنية وغيرها كغراند تاون مخصصة لهم أم لأشخاص من كواكب أخرى.

 ورغم كل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تحاصر يوميات الناس بكل قسوة إلا أنهم مازالوا يتطلعون من باب التفاؤل إلى المستقبل وهم يثقون بأداء المؤسسات وقدرتها على إحداث الفرق المنشود في دخلهم ويصرون بحالة من الإجماع العام على أن تحقيق زيادة حقيقية لا يمكن أن يتم إلا من خلال زيادة الإنتاج وخفض الأسعار وهذه المعادلة موضع اتفاق بين المواطن والحكومة حيث يبقى الاختلاف على طريقة الوصول إلى ذلك السبب الرئيسي لاتساع الهوة في العلاقة ما بين الطرفين وخاصة لناحية البرنامج الزمني الذي يمكن أن يؤطر تنفيذ ذلك وتحديداً على المدى القصير بعيداً عن النظريات المعرفية وغيرها من المصفوفات الورقية التي لم تحدث فرقاً في حياة الناس بل على العكس جرت كل آمالهم إلى مذبح الفشل والانتكاس المعيشي والاقتصادي المرير وبصمات الفساد واضحة وكثيرة ورغم الوجع الذي تتقاسم الحكومة آلامه مع المواطن إلا أن ذلك لا يلغي شرعية مطالبته بتحسين وضعه المعيشي سواء من خلال قرار جريء محصن بإجراءات تضبط السوق وتلجم الغلاء أو من خلال العديد من الخطوات والإجراءات التي تصب في خانة إنعاش مستوى الحياة العامة كما ترسمها الوعود والتصريحات.

والغريب أن المواطن المذهول من هول ما يسمع ويرى والذي تخترق حياته آلاف المنغصات بات يمتلك القدرة على التمييز والتفريق بين النظر إلى الراتب كرقم حسابي فقط وبات يعتبره جزءاً من منظومة معيشية متكاملة تحتاج إلى الإصلاح الشامل بما يتناسب مع مفهوم المواطنة كحاضنة للحقوق والواجبات والقوانين وللأحلام وللآمال.

ولاشك أن ضعف النبضات المبشرة بالتعافي الاقتصادي المعيشي السريع إلا أنها في الوقت نفسه تثبت استمرار الحياة ضمن الحراك الشعبي والرسمي وينبئ بالكثير من المتغيرات التي نتمنى أن نقرأ في قواميسها حضوراً حقيقياً لتفاؤل المواطن بالأيام القادمة وبمرحلة إعادة الإعمار وباختصار ومن باب التفاؤل نقول (افرح يا مواطن) فقلبك مازال ينبض.

بشير فرزان


مشاركة :
طباعة