الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

عصابة "الخوذ البيضاء" هي الوجه الآخر لداعش والنصرة

2018-08-05 08:10:22

تتكشف يوماً بعد يوم خيوط المؤامرة الدولية الكبرى على سورية عبر هذه الحرب الكونية التي شنت عليها منذ أكثر من سبع سنوات ومن هذه الخيوط تدخل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا لإخراج عصابة ما يسمى "الخوذ البيضاء" من سورية بالتنسيق مع إسرائيل والنظام الأردني.
ولكن هذا التدخل لصالح مثل هذه العصابة يعد مؤشراً على اقتراب تعافي سورية.. والملاحظ أن إعلام الدول الكبرى الموالي للإرهاب لم يسلط الضوء على عملية الإخراج والأدوار الخطيرة لهذه العصابة التي لعبت دوراً قذراً تحت اسم /منظمة دفاع مدني/ وتحديداً في حلب وادلب والغوطة الشرقية.
إن هذه المنظمة التي عرفت باسم "الخوذ البيضاء" هي في حقيقتها ذراع استخباراتي لحلف الناتو مهمتها كانت شيطنة الدولة السورية وجيشها وقد صرفت عليها مئات ملايين الدولارات واليوروات والاسترلينيات من أجهزة مخابرات غربية وتركية وخليجية، لتقوم بفبركة الجرائم وارتكابها وإخراجها بتقنية عالية جداً على أنها ارتكبت من قبل الجيش العربي السوري.. وكثيراً ما كانت تحصل هذه الجرائم عند انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة أو مؤتمرات جنيف وأستانا وفيينا أو اجتماع ما يسمون أنفسهم "أصدقاء سورية" أو عند قيام القوات السورية وحلفائها بعملية عسكرية لتطهير المدن والقرى.
ومن أبرز أعمالها: إعداد مسرح الجريمة وارتكابها أو تمثيلها باستخدام السلاح الكيماوي في مناطق عمليات الجيش السوري لتشويه سمعة سورية أو لاستخدام ذلك ذريعة لشن عدوان على مواقع سورية /مثل الغارات على مطار الشعيرات والعدوان الثلاثي الغربي.. الخ/.
وكانت هذه العصابة تنفذ مسرحياتها وجرائمها باحترافية عالية في التصوير والإخراج عبر استخدام مساحيق البودرة الشبيهة بالغبار الناتج عن الغازات والأصباغ الحمراء المشابهة للون الدم، إلا أن هذه الفضائح ظهرت للعيان عبر شهادات الطفل السوري "حسن ذياب" ووالده. وبالتالي فإن وظيفة "الخوذ البيضاء" كانت خطيرة جداً وتمثل الوجه الآخر لداعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية المسلحة.
لقد تجمع أكثر من 800 إرهابي من إرهابيي "الخوذ البيضاء" أمام السياج الفاصل بين شطري الجولان السوري المحتل والمحرر، وراحوا يطلبون من سلطات الكيان الصهيوني السماح لهم بدخوله هرباً من الجيش العربي السوري إلا أن الجنود الصهاينة كانوا يخاطبونهم بمكبرات الصوت طالبين منهم الابتعاد عن الحدود مسافة 300م على الأقل وإلا سيتم اعتقالهم أو قتلهم وذلك في مشهد يذكر بما جرى لجنود العمل /لحد/ عندما استعادت المقاومة اللبنانية الشريط المحتل من الجنوب اللبناني وراح /لحد/ وعناصره يتوسلون للجيش الإسرائيلي للسماح لهم بالدخول أو الهرب إلى إسرائيل.
إذاً إنها عملية تهريب منظمة وغير مسبوقة لهؤلاء العملاء من جماعة "الخوذ البيضاء" قامت بها دول كبرى بالتنسيق مع إسرائيل والأردن لإنقاذ عملاء خونة بعد أن استنفذوا مهمتهم وأدوارهم وذلك لتأمين مأوى لهم في بريطانيا وكندا ودول غربية أخرى، واستخدامهم لاحقاً في عمليات أخرى قذرة هنا وهناك علماً بأن الاهتمام الغربي بإنقاذهم ليس للمحافظة على حياتهم فحسب بل خوفاً من أن يقعوا بين أيدي الجيش السوري وتتكشف أعمالهم الإجرامية وشبكات مشغليهم ومموليهم. وعلى هامش عملية التهريب هذه أكد مراسل الإذاعة الاسترالية في القدس أن هؤلاء الذين تجمعوا على الشريط الحدودي بين سورية وإسرائيل هم عملاء لإسرائيل وللغرب ولهذا كان هذا الاهتمام بنقلهم إلى الغرب عبر الأردن بينما لم يلق ملايين السوريين المهجرين مثل هذا الاهتمام.
هذا وتسربت أنباء تفيد أن بين هؤلاء الذين نقلوا إلى الأردن أعداد من قيادات تنظيمي /داعش والنصرة الإرهابيين/ من الذين تورطوا بعلاقات مع إسرائيل ودول غربية وخليجية ضالعة في الحرب على سورية.
باختصار، إن عملية تهريب مجموعة "الخوذ البيضاء" هي فضيحة أخلاقية وسياسية بامتياز نفذتها دول غربية معادية لسورية بالتنسيق مع إسرائيل والأردن وبعض الدول الخليجية مثل قطر والسعودية خاصة بعد أن لمست هذه الدول أن عملية تطهير الجنوب السوري قاربت على الانتهاء وبالتالي فإن مصير عناصر هذه المجموعة قد يكون في خطر ولهذا تمت عملية القرصنة لإنقاذهم.
د.صياح عزام
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة