الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

انتصار سورية ومن راهن على شعبها وجيشها

2018-08-05 07:52:14

تحرير الجنوب السوري من الارهاب ووصول الجيش العربي السوري إلى خط التماس مع الجزء المحتل من الجولان,  والذي يمثل إنجازاً عسكرياً حاسماً هز، وفي العمق، دول العدوان على سورية، و فرض على الأطراف الإقليمية والدولية تفكيراً جديداً في إدارة الصراع في مرحلة ما بعد معارك الجنوب، فقد  فُرضت السيادة السورية على كامل الحدود مع الأردن وصولا إلى حدود الجولان السوري المحتل، وعليه فإن المجموعات  الإرهابية التي عوّلت عليها دول العدوان انهارت بل وتلاشت أمام ضربات الجيش العربي السوري.  وبذلك سقطت بالكامل مرحلة  الرهانات على المجموعات الإرهابية، بعد بعد تحرير الجنوب السوري بالكامل وبعد أن أصبحت الكلمة الفصل على امتداد الجغرافية السورية، للدولة السورية والجيش العربي السوري.
إن انهيار المجموعات الارهابية السريع في الجنوب السوري والتقدم السريع للجيش العربي السوري وعودة محافظتي درعا والقنيطرة بالكامل إلى كنف الدولة السورية, وسط ترحيب الأهالي بأبطال الجيش العربي السوري الذين حرروهم من الإرهاب, أسقط جميع مراهنات العدو الصهيوني العقيمة على العصابات الارهابية لانهاك الجيش العربي السوري وإقامة كانتونات مرتبطة به على حدود فلسطينين المحتلة, ومن هنا كانت مسارعته إلى إنقاذ أهم أدواته وهي عصابة القبعات البيض الإرهابية وتأمين فرار عناصرها من الجنوب السوري بعد أن أصبحوا محاصرين من قبل الجيش العربي السوري وافتضاح أمرهم في مسرحيات أكاذيبهم التي دحضتها سورية أكثر من مرة بالدلائل والبراهين المثبتة.
وفي ضوء هذه المعطيات لاعجب أن نشهد حالة من القلق في الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، سببه خشية واشنطن من فقدان الكثير من أوراقها في الحرب على سورية، فتحرير الجنوب السوري أدى إلى إسقاط الخطط الاستراتيجية التي اعتمدتها واشنطن وأدواتها في المرحلة الماضية، ووضع حداً لما هدفت إليه، فواشنطن سعت إلى تقسيم الدولة السورية ضمن إطار أوسع في ما سمي بصفقة القرن، عبر محاولة إيجاد منطقة عازلة حول الجولان السوري المحتل وصولاً إلى الحدود الأردنية، كان مخططا لها أن تكون بؤرة لنفوذ العدو الصهيوني.
إن استعادة الدولة السورية الجنوب السوري أسقط الخطط الأمريكية والإسرائيلية، وأفهم الجميع أن الجيش العربي السوري ماضٍ في تحريره كل الأرض السورية من الإرهاب، ويبدو أن واشنطن أدركت استحالة قلب الوقائع في سورية، فباتت تفكر جدياً في الاستغناء عن بيادقها،  ولجأت إلى روسيا لإنزالها عن الشجرة والاتفاق على مخرجات تحفظ ماء وجه أمريكا الذي أريق في سورية.
لقد بات من الواضح أن الدولة السورية سيكون لها ثقلاً إقليميا في الشرق الأوسط ، فضلا عن تراكم الخبرات القتالية للجيش العربي السوري، وبالتالي وكنتيجة طبيعية للانتصار السوري ليس في الجنوب فحسب، بل على امتداد الجغرافية السورية ، سنشاهد الكثير من حالات القلق والذعر ليس لدى تل أبيب فقط، بل أن بعض الدول الإقليمية التي وضعت يدها في يد العدو الصهيوني وأرسلت قطعانها الارهابية إلى سوريا لتدميرها هم اليوم أيضاً يتجرعون كأس الهزيمة.
لا شك أن الدولة السورية سيكون لها ثقلاً إقليميا في الشرق الأوسط ، فضلا عن تراكم الخبرات القتالية للجيش العربي السوري ،  وبالتالي وكنتيجة طبيعية للانتصار السوري ليس في الجنوب فحسب، بل على امتداد الجغرافية السورية ، سنشاهد الكثير من حالات القلق والذعر ليس لدى تل أبيب فقط، بل أن بعض الدول الإقليمية التي وضعت يدها في يد العدو الصهيوني وأرسلت قطعانها الارهابية إلى سوريا لتدميرها هم اليوم أيضاً يتجرعون كأس الهزيمة.
و في المحصلة يمكن القول إن الدولة السورية انتصرت وحسمت المعركة, لايغير من ذلك هجمات إرهابية هنا أو هناك، وآخرها الهجمات الإرهابية الهمجية التي استهدفت الأبرياء في محافظة السويداء في محاولة للتشويش على الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري باستعادة الجنوب السوري ورفع العلم السوري في درعا ومحافظة القنيطرة المحررة.
إن اللعبة انتهت بخسارة أدوات أمريكا في سورية, وانتصار سورية، وانتصار من راهن على شعب سورية وجيشه، أما من راهن على الإرهاب وداعميه في العواصم البعيدة فلا عزاء له، وما عليه إلا البحث عن سلم للنزول من على الشجرة التي ورط نفسه بالصعود إليها نتيجة الاندفاعات اللامحسوبة والعمى الإستراتيجي، كل ذلك يؤكد أن الحرب على سورية تشارف على نهاياتها وأن السوريين  خرجوا أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم وضد شعوب المنطقة.
د.محمد قاجو
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة