الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

الاضطراب الفكري!

2018-07-08 07:54:32

الرصد الدقيق لمتوالية القرارات الصادرة ضمن منظومة العمل الإصلاحي يتيح لنا الحديث وبصراحة تامة عن واقع العمل المؤسساتي الذي لايزال يعاني من الاضطراب الفكري من حيث النهج وآليات العمل فمن المؤسف القول أننا حتى هذه اللحظة وبالرغم من كل ما جرى ويجري داخل حياة المواطن لم نشهد فكراً جديداً يعتلي تلك الكراسي المسؤولة (مع الحرص على عدم التعميم) فمازالت إدارة العمل ضمن دائرة عدم الفاعلية حيث بات تراجع الواقع الإداري المؤسساتي أكثر حضوراً والتصاقاً بيوميات العمل الوظيفي التي نرى من خلالها سيناريو التخلي عن تحقيق أي تقدم على جبهة تحسين الأداء الوظيفي الذي تباغته قرارات وخطوات أقل ما يمكن القول فيها أنها خلبية وساقطة في هاوية التنظير بأوراقها وملفاتها المتراكمة في أدراج الروتين.
وما يؤلم أنه في الوقت الذي تتباهي فيه وزارة التنمية الإدارية أنها تعمل ما في وسعها رغم كل التحديات وأنها حاضرة في الكثير من المفاصل ومواقع العمل داخل المؤسسات.. تتزايد الحقائق والشواهد الحاضرة في كل المؤسسات التي طرق بابها الإصلاح الإداري لتثبت عدم إحداث تغييرات جوهرية في نهج العمل المؤسساتي والعقلية التي تحكمها بطريقة العزل الممنهج للفكر الإصلاحي والانفراد بالقرارات تحت عنوان "الواحد للجميع والجميع للواحد والنتيجة على الله".
وما يثير القلق ذلك الحراك الإداري المتباطئ وذلك الشلل الذي أصاب الكثير من الإجراءات الساعية إلى استثمار الطاقات والإمكانيات الموجودة في مؤسساتنا وهذا ما ينبئ بفشل ذريع في تحديد الأولويات وتجاوز خط البداية في برنامج عمل وزارة التنمية الإدارية وضعف تجربتها وقدرتها على قراءة الواقع وتحديد مكامن القوة والضعف ووضع الأمور في سياقها الطبيعي وصولاً إلى الواقع الإداري المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية.
 وبصراحة آن الأوان لإنهاء مرحلة الحديث عن الإهمال والتقصير والتنقيب عن الايجابيات في عمل الدوائر العامة ووضع المزيد من اليافطات الدالة على غياب الإدارات ذات الكفاءة والقادرة على العمل الاستثنائي.. ويجب البدء بمشروع فعلي للمحاسبة وإسقاط الفكر النفعي الوظيفي غير المجدي والعاجز عن إزاحة تداعيات الواقع المأزوم من حياة المواطن أو حتى تضميد ذلك النزيف المعيشي المتفاقم.
الإصلاح الإداري يحتاج إلى التفعيل ووضعه في مساره الصحيح بعيداً عن سياسة الترقيع التي اتبعت في جميع المراحل ولم تحقق أي تقدم أو تطوير على الأداء الوظيفي.. فهل تتخذ خطوات فعلية على خط تطوير العمل أم يبقي الدوران في الحلقات المفرغة سيد الموقف؟!.
بشير فرزان
المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة