الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

هل استطاعت اللجان الوزارية أن تلامس متاعب المواطنين..؟؟

2018-07-04 07:52:17

عشرات المشاريع الخدمية والتنموية والاستثمارية ما تزال على قائمة الانتظار في عدد من المحافظات والمدن والبلدات، وكثير منها يتعلق بتفاصيل الحياة اليومية والمعيشية للمواطنين والتي منها مشاريع خدمية كالصرف الصحي والكهرباء والمياه والنقل باتت تشكل الهم اليومي للمواطنين في مدن ومناطق مختلفة..
وفي كل مرة توضع الخطط وبرامج العمل وتشكل اللجان للمتابعة والدراسة والتخطيط والتنفيذ، وتشتد وتائر التصريحات حولها والزيارات المكوكية للمسؤولين والمعنيين من وزراء ومحافظين ومديري مؤسسات خدمية وتنفيذية، وتبرق عيون المواطنين مع اقتراب الأمل بحلول واقعية لمشاكلهم اليومية تنهي معاناتهم وتخفف من متاعبهم..إلا أن بعض تلك الآمال ما تزال معلقة بانتظار أن تلتفت الجهات المعنية لها وتعالجها بشكل نهائي..
لجان وزارية
وبالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد نتيجة التداعيات السلبية للحرب الكونية العدوانية على سورية، والتي تسببت بنقص كبير في الخدمات وغيرها، فقد اعتمدت حكومة المهندس عماد خميس تشكيل لجان متخصصة لكل محافظة يرأسها وزير وتضم في عضويتها عددا من الوزراء والمعاونين والمحافظ والمديرين المعنيين، بما يعني رفع سقف الاهتمام بالمشاريع الواجب تنفيذها وبرامج العمل التي تتطلبها كل محافظة لحل المشكلات القائمة والانطلاق نحو آفاق جديدة، وبالفعل بدأت اللجان الوزارية المشكلة بزياراتها الاطلاعية الهادفة إلى الوقوف على مجمل القضايا الخدمية والتنموية في كل محافظة والتعرف على الصعوبات والمشكلات التي تعيق العمل والسعي لوضع الحلول المناسبة لكل حالة ومتابعة تنفيذها وصولاً إلى حل كافة المشكلات، والانتقال إلى واقع خدمي وتنموي أفضل يساهم في تحسين ظروف معيشة المواطنين في مختلف المحافظات والمدن والبلدات بعد توفير الظروف المناسبة لذلك..
جولات مكوكية
وكان قد سبق تشكيل تلك اللجان جولات حكومية لرئيس الوزراء وعدد من الوزراء تم
خلالها تلمس الواقع الحالي في كل محافظة وبحث تلك المشكلات مع المعنيين في كل محافظة ووضع توجهات تهدف إلى تجاوز مختلف المشكلات بالشكل المطلوب..
ولعل واقع الحال يشير إلى أن جهوداً بذلت في سبيل تجاوز بعض المشكلات الخدمية في عدد من المدن والمحافظات والأرياف كنتيجة عملية لما سبق من زيارات ومتابعات مباشرة، إلا أن حالة من التأخير أصابت بعض الخطوات التنفيذية ويعود سببها إلى مشكلات تمويلية بحتة تتعلق بالموارد المتاحة والمخصصة لكل مشروع، وما يرتبط منها بآليات الصرف على العقود المبرمة مع الجهات المنفذة لتلك المشاريع، إلى جانب الروتين المرهق الذي يعترض أحياناً سير التنفيذ.
معاناة خدمية مستمرة
والمتابع للواقع الخدمي والتنموي يلاحظ تركز معاناة المواطنين في مجال خدمات النقل الداخلي وتوفر مياه الشرب والطرق التي ما تزال تنتظر إعادة تسويتها وكذلك في جانب النظافة وترحيل القمامة وغيرها من الخدمات إلى جانب مشاريع السكن المتعثرة والتي ما تزال تشهد مراسلات وكتب و..
وللحديث هنا نجد أنه من المهم الإشارة إلى مشروع السكن الشبابي في طرطوس الذي شهد عثرات مختلفة خلال مسيرة العمل أهمها المطالبات المستمرة للمكتتبين بضرورة تسديد مبالغ إضافية بنسبة وصلت إلى 30% إلى جانب ارتفاع أسعار المساكن قبل استلامها، في حين أن السعر عند الاكتتاب كان أقل بكثير وأن فروقات الأسعار ظهرت بسبب التأخير بتنفيذ المشروع ما أدى إلى تحميل المكتتبين هذه الفروقات التي قد يعجز الكثير منهم على تحملها..
مشكلات في مياه الشرب
كذلك في مشاريع مياه الشرب التي تشهد تعثراً واضحاً في عدد من المدن والمحافظات والقرى، حيث تتوارد الشكاوى المستمرة من الأهالي وسكان القرى في ريف جبلة واللاذقية عن قلة مياه الشرب وعدم انتظام ورودها والمعاناة الشديدة التي يواجهها المواطنون هناك، كذلك في بعض أحياء مدينة اللاذقية وطرطوس، كذلك في أرياف حماة وتحديداً ريف السلمية الذي يواجه معاناة مستمرة بسبب قلة المياه منذ سنوات طويلة ورغم كل الوعود والزيارات والتصريحات إلا أن الأهالي والسكان لم يحصلوا على أي من الوعود التي علقوا عليها آمال كبيرة في إنهاء معاناتهم وتوفير المياه اللازمة التي هي أصل الحياة وأسها..
مشاريع طرق
ولقد كان من بين المشاريع التي تعهدت اللجنة الوزارية المكلفة بالإشراف على المشاريع التنموية في محافظة حماة أن تعمل على توفير المياه لعدد من الأرياف في محافظة حماة..
كذلك ما يتعلق بمشاريع الطرق حيث أن أتوستراد سلمية حمص والذي هو أيضاً واحد من المشاريع التي تعهدت اللجنة بتنفيذها منذ العام 2017 ما يزال على حاله حتى الآن فيما الوعود مستمرة بتوسيعه وإعادة تأهيله، مع الإشارة هنا إلى أنه كان يعتبر الشريان الرئيسي الذي تم الاعتماد عليه في الوصول إلى المناطق الشرقية وحلب عبر محور السلمية إثرية خناصر، إلا أن هذا الشريان ما يزال يتسبب بمتاعب لكل من يستخدمه ذهاباً وإياباً نظراً لما يشهده من كثافة عدد المستخدمين والازدحام الذي يحصل عليه في الوقت الذي ما يزال هو طريق واحد باتجاهين وضيق ولا يحتمل هذا الضغط الكبير من مستخدمي الطريق..
أكوام قمامة ومشاكل نظافة
وفي ريف دمشق يبقى الحديث عن الواقع الخدمي متصدراً لهموم المواطنين والسكان حيث تنتظر مدينة جرمانا من ينقذها من ركام القمامة الذي بات يؤرق كل من يسير في شوارع المدينة وأحيائها، ورغم كثرة المطالبات والدعوات الملحة لتخليص المدينة من هذه المشكلة إلا أن أحداً لم يلمس أي تحرك يذكر من قبل المعنيين في البلدية أو المحافظة، الأمر الذي يزيد من متاعب المواطنين ويضاعف الخطر بالإصابة بالأمراضوانتشار القوارض والحشرات والروائح الكريهة في مختلف أحياء المدينة..!!
مياه صحنايا وجديدة عرطوز
وليس غريباً الحديث عن مشكلة المياه المستمرة في مدينة جديدة عرطوز أيضاً والتي لم تجد من يحلها أو يخفف من وطأتها على السكان والأهالي رغم مضي سنوات طويلة، ورغم كثرة التصريحات بقرب إنجاز شبكة مياه بعد جرها من منطقة جبل الشيخ..
وفي صحنايا لا يختلف الأمر كثيراً حيث يعاني الأهالي من مشكلة المياه أيضاً الأمر الذي دفع بهم لإيجاد حلول بديلة من خلال شراء المياه من الباعة الجوالين وأصحاب الصهاريج لسد حاجتهم وتعويض النقص الحاصل..
متاعب الزراعة وهمومها
ويبقى الحديث عن الواقع الزراعي في عدد من المدن والمحافظات ذو شجون يرتبط بمعاناة المزارعين والعاملين في هذا القطاع الذي ما يزال يواجه متاعب مستمرة ترتبط بتوفر المحروقات وغيرها من مستلزمات الإنتاج الزراعي من بذار وأسمدة وآليات زراعية، إلى جانب الهم الأكبر وهو عمليات التسويق التي يتحكم فيها زمرة من السماسرة والمتلاعبين والذين يبخسون جهد الفلاح وعرقه ويشترون محاصيله بأقل الأثمان ليتلذذوا فيما بعد بحصد أرقام هائلة من الأرباح لقاء بيعهم للمنتجات الزراعية بأسعار مرتفعة دون أن تجد الجهات المعنية حتى الآن حلولاً مناسبة لهذه المعاناة التي تتسبب عاماً بعد عام بتراجع عدد العاملين في الزراعة نتيجة عدم جدواها الاقتصادية، وبالتالي خروج مساحات كبيرة من الزراعة وتحولها إلى أراض بور غير مستثمرة، وفي الشق الحيواني تستمر معاناة المربين من ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات التربية نتيجة تحكم عدد من التجار بالأعلاف وبيعها للمربين بأسعار مرتفعة، الأمر الذي تسبب بإرهاق مادي كبير وساهم في تراجع حجم العاملين في تربية الدواجن والأبقار والأغنام.
مزيد من الانتظار
وإن كان كل هذا لا ينفي أن هناك عمل ينجز على أرض الواقع وأن هناك ما يتحقق في مختلف المجالات الخدمية والتنموية، لكن يبدو أننا ما نزال بحاجة إلى المزيد من الوقت لانتظار النتائج، حيث أن العديد من المشاريع الخدمية والتنموية المباشر فيها لم تكتمل بعد وأن بعضها يحتاج إلى مدة أطول ليصبح منجزاً بشكل كامل.
لكن المواطن الذي أرهقته سنوات الحرب العدوانية وخلقت متاعب إضافية ومعاناة جديدة لم يعتد عليها قبل ذلك، أصبح بأمس الحاجة لإنجازات مادية ومعنوية وخدمية وتنموية تنشله من واقعه الصعب الذي يعيشه في ظل هذه الظروف، ويتطلب لحظ أولوياته الخدمية التي يجب أن تلبى من قبل الدوائر المعنية، بما يخفف عنه وزر الحرب وتداعياتها، ويساهم في تقليص رقعة السواد في حياته، ويعزز ثقته بالإجراءات الحكومية وبما يتم التصريح عنه من مشاريع وخطط وبرامج عمل يقال أنها تهدف إلى تحسين مستوى المواطن المعيشي وتقديم كل ما يلزم من خدمات بالشكل المطلوب، خاصة وأن ما يرصد لمثل هذه المشاريع ليس بالقليل وأن هناك مبالغ مالية كبيرة تتجاوز قيمتها عشرات المليارت من الليرات  السورية تنفق تحت بنود خدمية وتنموية وبالتالي يجب أن يلمس المواطن أن ما تم إنفاقه من الخزينة العامة للدولة لم يذهب هدراً أو يضيع.
محمود ديبو

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة